ازدهار الصيد في بريطانيا بعد بريسكت مرهون بصدق السياسيين
رئيس الاتحاد الوطني لمنظّمات الصيّادين قال إنه تمت التضحية بصناعة الصيد لصالح أهداف أخرى حتى تدخل بريطانيا الاتحاد الأوروبي
يعلّق الصيادون البريطانيون آمالاً كثيرة على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ما يسمح بازدهار صيد الأسماك مجدّداً بعد التراجع الذي سُجّل في العقود القليلة الماضية بسبب الترخيص الممنوح لسفن الصيد الأوروبية للاصطياد في المياه البريطانية.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، يخشى الكثير من الصيّادين البريطانيين من تضحية السياسيين بهم وطعنهم في ظهورهم كالعادة لصالح القطاعات الخدماتية الرئيسية في بريطانيا التي يقودها المركز المالي في لندن .
وقال باري دياس، رئيس الاتحاد الوطني لمنظّمات الصيّادين في بريطانيا، إنه في عام 1973 كان الوصول المتكافئ إلى مناطق الصيد بمثابة خيانة، لكنه تمت التضحية بصناعة الصيد لصالح أهداف سياسية واقتصادية وطنية حتى تدخل بريطانيا الاتحاد الأوروبي.
ويتوجّه صيّادو سفينة "ذي غود فيلوشيب" البريطانيون، قبل بزوغ الفجر، يوميا إلى المياه الجيلدية في بحر الشمال حيث يرمون شباكهم على بعد 13 كيلومتراً من الساحل الشمالي الشرقي وذلك لاصطياد القريدس الذي يقدّم على طاولات المطاعم الأوروبية.
وصوّت أغلب المقيمين في بحر الشمال لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتراجعت مهنة صيد الأسماك في بريطانيا خلال العقود التي تلت إنشاء الاتحاد الأوروبي، إلّا أن السعي الحثيث لخروج البلاد من الاتحاد يعطي صيّادي الأسماك في بحر الشمال آملاً بانتعاش أعمالهم مجدّداً.
وقال ستيفن باركلي وزير بريطانيا لشؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، الأحد، إن بلاده ستفتح ملف التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي في فبراير/شباط المقبل.
وأوضح باركلي أن بريطانيا ستحدد مزيدا من التفاصيل فيما يتعلق بأهدافها في اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي في الشهر المقبل، بعد أن يكتمل خروجها من الاتحاد في 31 يناير/كانون الثاني الجاري.
ويعلّق ديفيد شيل (52 عاماً) قبطان السفينة، آمالاً كثيرة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، علّ ذلك يسمح بازدهار صيد الأسماك مجدّداً، خصوصاً بعد التراجع الذي سُجّل في العقود القليلة الماضية، ويعود بجزء منه إلى الترخيص الممنوح لسفن الصيد الأوروبية للاصطياد في المياه البريطانية.
ويقول ديفيد شيل، إنه "حان الوقت لتستعيد بريطانيا السيطرة على مياهها".
ويقول الصيّاد توماس غليني، إنه يأسف لليوم الذي انضمّت فيه بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وتابع "أتمنى أن يعاد ترتيب هذا الأمر لصالحنا، لكنني لست متأملاً كثيراً".
عملياً، إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الجمعة، ستبقى البلاد خاضعة لسياسة الصيد المشترك حتى نهاية الفترة الانتقالية في 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ولا يستحوذ الصيّد سوى على 0.1% من الناتج المحلّي الإجمالي في بريطانيا، إلّا أن الصيّادين كانوا من مؤيّدي الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016.
ومنذ انضمام بريطانيا إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية في عام 1973، التي أصبحت لاحقاً الاتحاد الأوروبي، أرسيت سياسة المصائد المشتركة التي سمحت بالولوج المتساوي لكل السفن الأوروبية إلى كلّ مناطق الصيد في الدول الأوروبية الأعضاء شرط احترام الحصص.
ويوضح شيل "لقد سمحت هذه السياسة للصيّادين الأوروبيين المتنافسين بصيد كمّيات غير مبرّرة من الأسماك من المياه البريطانية".
وتابع القبطان بالإشارة إلى السياسيين البريطانيين "لقد قطعوا الكثير من الوعود، لكنهم سيطعنوننا في الظهر في اللحظات الأخيرة، لأنهم لا يملكون الشجاعة للخروج من الاتحاد الأوروبي".
وأوضح : في الواقع، تصطاد القوارب الأوروبية 6 مرّات أكثر من المياه البريطانية مقارنة بما تصطاده القوارب البريطانية من المياه الأوروبية.
وأكّد ديبلوماسي أوروبي مقيم في بروكسل، أن التوصل إلى اتفاق يسمح بالصيد في المياه البريطانية يُعدّ شرطاً مسبقاً لإبرام أي اتفاق حول العلاقات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، والتي ستكون موضوع مفاوضات مكثفة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.
وسيدخل البريطانيون بعد مغادرتهم الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني في فترة انتقالية حتى 31 ديسمبر/كانون الأول، يواصلون خلالها تطبيق القوانين الأوروبية، وستناقش تفاصيل العلاقة الجديدة خلال تلك الفترة.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز