تحليل.. هل تودع كرة القدم مركز رأس الحربة؟
على مدى سنوات طويلة طرأت العديد من التغييرات على كرة القدم، وظهرت مراكز لعب جديدة، فيما اختفت أخرى.
مركز رأس الحربة أو المهاجم الصريح بات تحت دائرة الضوء في السنوات الأخيرة، بعد تقلص عدد اللاعبين النشطين فيه، لحساب مراكز أخرى في الهجوم.
"العين الرياضية" تلقي الضوء في السطور التالية على تطور مركز قلب الهجوم في كرة القدم، وما إذا كان قريبا من الاندثار في المستقبل القريب أم لا.
ظهور مركز رأس الحربة
في بداية ظهور كرة القدم في القرن الـ19 (1801-1900)، لم تكن خطط اللعب بالتنظيم الذي نعرفه حاليا، وفي مطلع القرن التالي ظهرت خطط بدائية يكون التركيز فيها على الهجوم، لعل أشهرها (2-3-5)، و(4-2-4).
في هذه الخطط كان هناك مهاجمون متقدمون بشكل ملحوظ عن البقية، قد يصل عددهم في بعض الأحيان إلى 3 يمكن اعتبارهم "رؤوس حربة".
مع تطور اللعبة وانتشارها وضع العديد من المدربين حول العالم لمساتهم، كما تركت عدة شعوب بصماتها على طريقة ممارسة "الساحرة المستديرة"، مما نتج عنه ظهور خطط جديدة واهتمام أكبر بمراكز أخرى في الملعب مثل الوسط والأجنحة والدفاع.
وبمرور الوقت تقلص عدد المهاجمين إلى 3 أو 2 أو حتى مهاجم وحيد في بعض الخطط الدفاعية، وذلك لصالح مراكز أخرى في الملعب.
وفي الوقت الحالي باتت خطط (4-3-3) و(4-4-2) و(3-4-3) وطرق اللعب المشتقة منها هي الأكثر استخداما في ملاعب كرة القدم حول العالم، وهو ما يعني وجود رأس حربة وحيد على الأرجح، وفي بعض الأحيان لا يوجد لاعب محدد يشغل هذا الدور.
اختراع جوارديولا
بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي الحالي، قام باختراع ثوري في كرة القدم أثناء تدريبه لبرشلونة الإسباني (2008-2012)، وهو ما يُعرف باسم "المهاجم الوهمي"، ويعني وجود لاعب في مركز رأس الحربة - يُعرف أيضا باللاعب رقم 9 - لكن على الورق فقط، فيما يكون دوره مختلفا في الملعب.
ويقوم المهاجم الوهمي بتبادل المواقع مع الجناحين حسب مجريات اللعب، مع فتح المساحات من أجل استدراج المدافعين بعيدا عن المرمى، وهو ما يزيد من فرص التسجيل.
اختراع جوارديولا غيّر مفهوم الكرة الهجومية وأزال الكثير من الفوارق بين رأس الحربة والجناح، مما أدى بشكل غير مباشر لنقصان عدد اللاعبين في مركز المهاجم الصريح مقارنة بما شهدته كرة القدم في نهاية التسعينيات ومطلع الألفية.
هل تودع كرة القدم مركز رأس الحربة؟
المستجدات المتعلقة برأس الحربة تسببت في ظهور تساؤلات مؤخرا عن مستقبل هذا المركز في الملاعب، وهل يمكن أن يندثر كما حدث مع مراكز أخرى مثل "الليبرو" وغيره، مع تناقص عدد النجوم العالميين الذين يجيدون اللعب في قلب الهجوم أو "رقم 9".
حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى أن مركز رأس الحربة في طريقه للاندثار أو الانقراض، فلا تزال أكاديميات كرة القدم تخرج لاعبين في هذا المركز، وهو ما يشير لحاجة المدربين والأندية له.
الميركاتو الصيفي الحالي شهد انتقالات بارزة للاعبين في مركز قلب الهجوم، يأتي على رأسهم إيرلينج هالاند الذي انتقل من بروسيا دورتموند الألماني لمانشستر سيتي، وداروين نونيز الذي تعاقد معه ليفربول الإنجليزي قادما من بنفيكا البرتغالي، على الرغم من أن مدربي السيتي (جوارديولا)، والليفر (يورجن كلوب) من أكثر المعتمدين على طريقة المهاجم الوهمي.
كذلك تعاقد برشلونة مع أحد أبرز اللاعبين رقم 9 في العالم، وهو البولندي روبرت ليفاندوفسكي قادما من بايرن ميونخ، فيما ذكرت عدة تقارير صحفية أن مواطنه ريال مدريد يبحث عن بديل لنجمه المخضرم كريم بنزيما، بعد رحيل الثنائي لوكا يوفيتش وبورخا مايورال.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA==
جزيرة ام اند امز