اليوم الدولي للغابات.. كيف يكون الحفاظ عليها مفيدا لصحة الإنسان؟ (خاص)

لم يكن الاستقبال الحار لـ"لولا دا سيلفا" في قمة المناخ "COP27"، مجرد تعبير عن الفرحة بسياسي خرج من السجن ليصبح رئيسا للبرازيل من جديد، ولكنه كان تقديرا لرجل وصف بأنه منقذ رئة الأرض.
و"رئة الأرض"، هي غابات الأمازون، التي أسرف سلفه "جايير بولسونارو"، في تقطيع أشجارها، وجاء "دا سيلفا" ببرنامج انتخابي، كان عنوانه الحفاظ على تلك الغابات، التي تمثل وحدها 10% من إجمالي الكتلة الحيوية للكوكب، وتخزن ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي.
وبينما كان التركيز خلال قمة المناخ بشرم الشيخ (COP27) على تلك الأهمية البيئية لـ"رئة الأرض"، فإن الاحتفال باليوم العالمي للغابات هذا العام في 21 مارس / آذار، اختار أن يوسع الإدراك العالمي لأهمية الغابات، بالربط بينها وبين صحة الإنسان، وذلك عبر شعار تم اختياره لهذا اليوم، وهو أن "صحة الإنسان من صحة الغابات".
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2012، يوم 21 مارس / آذار من كل عام يوما دوليا للغابات، لإذكاء الوعي بأهمية الغابات، واختار منظمو الاحتفالية وهم منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات، وكذلك منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (فاو)، بالتعاون مع الحكومات والشركاء المعنيين بالغابات، أن يكون عنوان احتفالية هذا العام "الغابات والصحة".
ويبدي خالد نور الدين، أستاذ العلوم البيئية بجامعة المنوفية (دلتا النيل بمصر) إعجابا بهذا المحور الذي تم اختياره لاحتفال هذا العام، وقال لـ"العين الإخبارية" إن "هذا المحور تذكير بأن الغابات لها دور في تمتعنا بالصحة، فهي تنظف الهواء وتخزن الكربون لمكافحة تغير المناخ وتتيح الغذاء والماء والدواء".
ويقول: "الدراسات تشير على سبيل المثال، إلى أن شجرة يبلغ قطرها 10 أمتار، يمكنها توفير أكثر من 300 لتر من المياه يوميا في صورة بخار تطلقه في الغلاف الجوي، وهو ما يجعل البعض يطلق على غابات الأمازون لكثافة أشجارها مصطلح (الأنهار الطائرة)".
وإلى جانب هذه الفائدة، فإن الغابات تخزن الكربون، بما يجعلها مفيدة في استقرار المناخ العالمي، وتعد أيضا مصدرا للغذاء والدواء، كما تكشف الكثير من الدراسات، كما يوضح نور الدين.
إحدى هذه الدراسات، والتي نشر موقع احتفالية يوم الغابات الدولي تفاصيلها، تشير إلى أن التنوع الغذائي عند الأطفال الذي يرتادون الغابات أعلى بنسة 25% منه عند غيرهم، وجاء ذلك بعد دراسة أُجريت على 43 ألف أسرة في 27 دولية أفريقية.
كما أشارت نفس الدراسة إلى أن عدد الأنواع النباتية المستخدمة في الأغراض الطبية، والتي جاءت من الغابات، يقدر بنحو 50 ألف نوع.
ومن الدراسات الأخرى، تلك التي أجرتها جامعة "ABC" في ساو باولو بالبرازيل، والتي تشير إلى أن استخدام ما يسمى بـ"مخلب القط"، وهي نبتة موطنها غابات الأمازون، لا يقتصر على علاج التهاب المفاصل والعظام فحسب، بل يمكن استخدامها أيضا في التقليل من التعب وتحسين نوعية حياة مرضى السرطان في المراحل المتقدمة.
وإلى جانب هذه الفوائد التي تصب جميعها في "صحة الإنسان"، توجد فائدة أخرى ذات بعد نفسي يشير إليها محمود شوكت، إخصائي الطب النفسي بوزارة الصحة المصرية، وهي أن زيارة الغابات مفيدة للصحة النفسية.
ويقول شوكت، إن الدراسات أثبتت فائدة زيارة الغابات في تخفيض ضغط الدم ومعدل النبض والتقليل من هرمون التوتر، كما تسهم الغابات في النمو العقلي والتطور الاجتماعي عند الأطفال.
وتضع هذه الفوائد المتنوعة العالم في تحد كبير، للحفاظ على الغابات التي يخسر العالم سنويا مساحات منها، ووفقا لأرقام صفحة احتفالية اليوم العالمي للغابات، فإن العالم يخسر 10 ملايين هكتار من الغابات سنويا، وهو ما يساوي حجم دولة آيسلندا، كما تتلف الحشرات من الغابات ما يقرب من 35 مليون هكتار سنويا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز