أستراليا تترقب "الإعصار" لمواجهة حرائق الغابات.. و485 مليونا للتعويضات
القيمة المالية لأضرار موسم الحرائق لا تزال غير معروفة، لكن مجلس شركات التأمين أعلن أن طلبات التعويضات التي وصلت تزيد على 700 مليون دولار
تعلق أستراليا كثيرا من الآمال على إعصار يتشكل كي يساهم في إطفاء حرائق الغابات المستعرة، بينما يضاعف عناصر الإطفاء، الثلاثاء، جهودهم للسيطرة على حرائق الغابات الهائلة التي تضرب البلاد، مستفيدين من أحوال جوية أقل حدّةً من السابق، قبل موجة حرّ جديدة في الأيام المقبلة.
ورحب شاين فيتزسيمونز، مدير الإطفاء في المناطق الريفية في ولاية نيو ساوث ويلز، الذي بات في الأشهر الماضية وجها معروفا في البلاد، بإعصار يتشكل قبالة السواحل الشمال الغربية للبلاد، آملا في أن تكون الأمطار التي سيجلبها نهاية موسم الحرائق.
وقال: "من الإيجابي رؤية إعصار يتشكل. يجب ألا أقول ذلك، لكن آمل ألا ينتج عنه أضرار".
وتابع: "إذا كنا محظوظين، فهذا الإعصار دليل على بداية فترة الأمطار الموسمية التي ستبعد كتلة الهواء الحار المؤثرة بشكل كبير على الطقس".
وتنفست البلاد الصعداء، الإثنين، بسبب هطول الأمطار، لكنها لم تكن كافية لتتيح انطفاء الحرائق تماما. وفي بعض المناطق أعاقت الأمطار عمل رجال الإطفاء، خاصة عمليات الحرق المتحكم بها التي كانوا يحاولون تنفيذها.
وعلى هؤلاء المتطوعين المنهكين بعد أشهر من مكافحة اللهب العمل على ضبط انتشار النيران وتمشيط المناطق المعرضة للخطر، إضافة إلى إشعال حرائق متعمدة في النباتات، لمنعها من أن تكون عاملا معززا للحرائق الكبرى.
ويسابق الإطفائيون الوقت لتطبيق تلك الإجراءات مع ترقب وكالة الأرصاد الجوية الأسترالية ارتفاعا جديدا بدرجات الحرارة، الجمعة، برفقة رياح شديدة.
ولا تزال القيمة المالية لأضرار موسم الحرائق الكارثي هذا غير معروفة حتى الآن، لكن مجلس شركات التأمين أعلن أن طلبات التعويضات التي وصلت الشركات تزيد على 700 مليون دولار أسترالي "485 مليون دولار أمريكي"، مبلغ من المرجح أن يرتفع.
وذكر مجلس التأمين في أستراليا، الثلاثاء، أنه تم تقديم نحو 9 آلاف طلب يتعلق بالحصول على تعويضات عن الدمار حتى الآن، موضحا أنه من المتوقع أن يزيد هذا العدد بشكل كبير خلال الأيام المقبلة.
وقال جوش فريدنبرج، وزير الخزانة الأسترالي، إنه من بين تلك المطالبات تم تقييم 20% وتم بالفعل تسوية نصفها.
وأضاف أن صناعة التأمين توفر أماكن إقامة طارئة لعملائها المتضررين، إلى جانب بعض الدعم النقدي بعد الاجتماع مع مسؤولي التأمين.
ولا تزال عشرات الحرائق خارجة عن السيطرة في شرق القارة، وتخشى السلطات تقاطع حريقين في ولايتي نيو ساوث ويلز وفكتوريا، قد ينتج عنهما حريق هائل.
وقتل 25 شخصا منذ بداية هذه الأزمة في سبتمبر/أيلول، وتحول أكثر من 1800 منزل إلى رماد، كما دمّرت مناطق بمساحة 80 ألف كلم مربع، أي ما يساوي مساحة جزيرة إيرلندا.