قيادي حزبي بفرنسا: انقسام اليسار رفع طموح اليمين المتطرف
سكرتير الحزب الاشتراكي الفرنسي، قلل من فرص فوز اليمين في الانتخابات الرئاسية، على الرغم من اعترافه بوجود انقسامات في اليسار
قلل سكرتير عام الحزب الاشتراكي الفرنسي، جان كريستوف كامباديلي، من فرص فوز اليمين الفرنسي في الانتخابات الرئاسية، على الرغم من اعترافه بوجود انقسامات في اليسار الفرنسي.
وقال كامباديلي في حوار أجرته مجموعة «إيبرا» الإخبارية الفرنسية، ونشره اليوم الثلاثاء موقع الحزب الاشتراكي الفرنسي: "برأيي؛ لن يفلح نجاح تمهيدية اليمين في حل مشكلتهم الإستراتيجية الأزلية، وهي توحيد صفوف اليمين والوسط، فهم لم يواجهوا اليمين المتطرف بعد".
وأضاف "فمن الواضح جداً حتى للمواطن البسيط أن البلاد لا ترغب في حكم يميني حالياً، بل على العكس من ذلك".
وأشار كامباديلي إلى ملاحظته التخوف والقلق لدى الناخب الفرنسي جرّاء محتوى برنامج اليمين الاجتماعي، قائلًا "فرنسا ليست بحاجة إلى عملية تطهير ليبرالية، والتي ربما أدخلت البلاد في مُنزَلق اجتماعي يكرس لانعدام المساواة".
وعن طموحات الحزب الاشتراكي، قال "الحزب أفضل مما نظن جميعاً.. فلقد احتشد لدينا الآلاف من طلبة الجامعات"، مضيفاً "لا توجد أزمة في الجمعية الوطنية كما يُشاع، فنحن نشعر بالاصطفاف والتوحد كجبلٍ شامخ.. فنحن على علمٍ تامٍ بما لنا وما علينا".
وعن ما يتردد عن انقسام اليسار، لم ينكر كامباديلي ذلك، وقال "إنه لأمر محزن للغاية، بلى هذا صحيح، نحن جزء من اليسار الذي بدأ في الانقسام على نفسه، فنحن نرى بعض المعارك في البيت الواحد، في وقتٍ وصلنا فيه إلى مفترق طرق، يكاد اليمين المتطرف أن يصل فيه إلى أعلى طموحاته بعد أن حُتّم علينا مواجهته".
وأشار في هذا الصدد، إلى أن هناك من يكيد ويترصد للحكومة لضرب سمعتها لدى الناخب الفرنسي، وتوعد هؤلاء بالفشل.
وعن المساحة التي تركها جان لوك ميلنشون (يسار اليسار) و إيمانويل ماكرون (يمين اليسار) لفرانسوا أولاند لدى أنصار اليسار، صرح كامباديلي "ترشح ماكرون كمستقل في مواجهة أولاند لا يدين سوى ماكرون، لأنه شق صف الحزب الاشتراكي، وفتح داخله المجال لمكلمة كنا في غنىً عنها".
مضيفًا "ولكن الحزب لايزال يمثل موجة يسارية ضاربة، وعندما يفتح السد أمامها لن تبقي ولن تذر، أما بالنسبة لليسار الراديكالي الذي يمثله ميلنشون فهو غائب عن المشهد كما يبدو للجميع".
و توقع كامباديلي رغم ذلك، انتخابات تمهيدية يسارية نموذجية على خلاف سابقتها عام 2012، قائلًا: "استفاد الحزب جدًا من التجربة الأولى من نوعها في فرنسا آنذاك، بل سيعود أكثر خبرة وترتيباً من ذي قبل".
أما عن ترشح فرانسوا أولاند لرئاسية 2017، قال بلغة حادة: "فرانسوا أولاند هو الوحيد الذي يعرف إجابة هذا السؤال، فهو أكثر دراية بقدرته على الاستمرار، فهو الرئيس الحالي، والأمر بين يديه".
وعن ترشح مانويل فالس لرئاسية 2017، بدا متحيراً وهو يقول : "أرجو أن لا تنقسم غالبية الحزب الاشتراكي، وهي الأقوى والأكثر لُحمة بين تكتلات اليسار وأحزابه، في تصويتها لمرشحها الوحيد".
وحول الانتخابات التشريعية التي ستلي الرئاسية وما يتردد عن رضوخ أنصار ماكرين لهيمنة الحزب الاشتراكي، أوضح بأن "الموقف واضح تمامًا.. نحن لا ندعي أن الحزب يقدم مرشحًاً آخر، وبالتالي نتوقع دعم المرشح الذي يجمع عليه اليسار".
مضيفًا "ولكن على أنصار ماكرين أن يضعوا في حسبانهم أنه بدعمهم له في التمهيدية لن يستطيعوا الاستمرار في ذلك أمام الحزب الاشتراكي في التشريعية".
ولفت إلى أن الحزب سيطبق اللائحة على الذين صوتوا مرارًا ضد الحكومة في الجمعية الوطنية ولن نعطي لهم الأمان بعد ذلك.
وعن ترامب وظاهرة اليمين المتطرف قال "لقد أصبحت هذه الظاهرة كابوساً لكل الأنظمة الغربية، يعادل كابوس "بريكست" وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
واستطرد "هي ترمي بظلالها على النمسا والمجر وعلى حزب الجبهة الوطنية بزعامة لوبان لدينا نحن الفرنسيون".
وأضاف بأن الحزب يصب اهتمامه على كيفية "التصدي لليمين الفرنسي المتطرف".
واختتم حديثه بالقول: "لذا وجب علينا العمل على تطوير شكل اجتماعي جديد يناسب الوضع الجديد، وترويض العولمة كي نتجنب ارتفاع أسهم النيوليبرالية المتوحشة، وإلا ستكون الغلبة في السنوات المقبلة لليمين المتطرف".