جزر الأنتيل الفرنسية.. احتجاجات كورونا تصعد أزمة الحكم الذاتي

لا تزال جزر الأنتيل الفرنسية تعيش تحت وطأة العنف رغم تحركات باريس لاحتواء أزمة مرتبطة بتطعيمات كورونا وأعادت للأذهان قضية الحكم الذاتي.

وتعرضت الشرطة الفرنسية من جديد لإطلاق نار ليل الجمعة/ السبت من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقالت نيابة فور دو فرانس المجاورة لجزيرة المارتينيك، إنها أحصت "حوادث تتسم بكثافة خاصة في شزلشر وفور دو فرانس" تتمثل بتدمير محطة للوقود ومكتب للبريد.

وأوضحت النيابة أن "أربعة دركي (شرطي) جرحوا خصوصا في الوجه بالرصاص".

وأكد جيمي هيلينيس من اتحاد نقابات الشرطة أن "أفرادا دخلوا إلى مقر الشرطة البلدية في فور دو فرانس وسرقوا سترات واقية من الرصاص".

وأضاف: "الآن بتنا نخشى حدوث الأسوأ".

وقالت إدارات المناطق إن 12 شخصا اعتقلوا في المارتينيك وأربعة في غوادلوب - تتصاعد فيها مطالب الحكم الذاتي.

ولا تزال الجزيرتان اللتان تهزهما احتجاجات ضد التطعيم الإجباري لمقدمي الرعاية منذ 16 نوفمبر/تشرين الثاني في غوادلوب ومنذ 22 من الشهر نفسه في المارتينيك خاضعتين لحظر تجول.

وتحولت الحركة الاحتجاجية إلى أعمال عنف ونهب وإضرام حرائق ونصب متاريس، ما يعكس مطالب اجتماعية أخرى تتعلق خصوصا بغلاء المعيشة في هذه الجزر التي ترتفع فيها معدلات البطالة والفقر.

ووافقت الحكومة على إرجاء تطعيم الطواقم الطبية إلى 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل لكنها لم تنجح في إقناع المحتجين.

ففي بوانت-آ-بيتر في غوادلوب تظاهر بين ألفين وثلاثة آلاف شخص انطلاقا من المستشفى الجامعي للمطالبة مرة أخرى بإلغاء كامل لفرض اللقاح الإلزامي على مقدمي الرعاية ورجال الإطفاء.

واقترحت الحكومة أيضا إلغاء تعليق عمل الموظفين غير المطعمين ودفع تعويض للذين يقبلون بإجراءات لإعادة تصنيفهم.

بعد ذلك وفي خطاب تلفزيوني موجه إلى غوادلوب، أكد وزير ما وراء البحار الفرنسي سيباستيان لوكورنو أن الحكومة كانت "مستعدة" للحديث عن قدر أكبر من الحكم الذاتي، وهي قضية طرحها المسؤولون المحليون على حد قوله.

وقال الوزير الفرنسي: "برأيهم يمكن أن تدير غوادلوب نفسها بشكل أفضل".

وتابع: "الحكومة مستعدة للحديث عن ذلك.. ما دامت هذه النقاشات تعمل على حل المشاكل الحقيقية" لسكان غوادلوب.

وانتقدت المعارضة الفرنسية على الفور هذه التصريحات.

في أقصى اليسار ، اعتبر جان لوك ميلانشون زعيم حزب "فرنسا المتمردة" أن رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يثير الدهشة" ودعا إلى عدم الحديث عن وضع الجزر قبل أن "يحين الوقت لذلك".

واعتبر أن "الوضع الاجتماعي وحالة الطوارئ الصحية" تشكل أولوية حاليا.