وسائل الإعلام الفرنسية تتقدم بشكاوى جماعية ضد جوجل
3 منظمات إعلامية فرنسية أعلنت أنها سوف تقدم شكاوى ضد شركة جوجل الأمريكية بسبب ردها على قواعد حقوق الطبع الجديدة الأوروبية
أطلقت الصحافة الفرنسية هجوما مضادا بعد القرار الأحادي لجوجل رفض دفع عائدات لها، مع بدء فرنسا تطبيق "الحقوق المجاورة"، الآلية الجديدة التي يفترض أن تؤمن توزيعا أفضل لعائدات الإعلام الرقمي.
ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، ذكرت 3 منظمات إعلامية فرنسية، الخميس، أنها سوف تقدم شكاوى بشأن المنافسة ضد شركة جوجل الأمريكية بسبب ردها المعتزم على قواعد حقوق الطبع الجديدة "الحقوق المجاورة"، التابعة للاتحاد الأوروبي.
وتتطلب القواعد الجديدة من الناشرين الإلكترونيين الحصول على موافقة وسائل الإعلام الإخبارية ودفع رسوم لهم على حقوق الطبع إذا ما قام بإعادة نشر موادهم الإخبارية، بما في ذلك العرض المسبق في نتائج البحث.
وأشارت جوجل الشهر الماضي إلى أنه ردا على ذلك سوف توقف إظهار العرض المسبق للناشرين الإخباريين الأوروبيين في نتائج البحث، إلا إذا رفع الناشرون رسوم حقوق الطبع.
وقالت مجموعات الإعلام الفرنسية إن عملاق الإنترنت يعطي وسائل الإعلام "خيارا مستحيلا" إما برفع رسومهم حتى يبقي عليها مرئية في نتائج البحث أو المعاناة من "أثر اقتصادي فوري والاختفاء في النهاية من نتائج البحث".
وقالت المجموعات الثلاث، التي تمثل دور النشر العامة والناشرين المتخصصين والمجلات، في بيان إن جوجل "تتحدى السيادة الوطنية والأوروبية وتتجاوز إرادة المشرع".
وقالت شركة جوجل الشهر الماضي في دفعوها إن سمعتها اعتمدت على كون نتائج البحث تتحدد "بحسب الأهمية وليس بالشراكة التجارية".
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، أعلن عن هذه المبادرة الجماعية رئيس صحيفة "لا ديبيش دو ميدي" جان ميشال بايليه، رئيس "تحالف الصحافة للإعلام العام"، أبرز منظمة في القطاع الإعلامي.
وسيتقدم التحالف بشكوى لدى "سلطة المنافسة"، وهي هيئة إدارية مستقلة في فرنسا تنظر في المخالفات في قطاع التنافس ولها حق فرض عقوبات.
وقال بايليه الذي كان محاطا بعدد من المسؤولين في قطاع الصحافة "نشعر بالغضب"، لأن "لا أحد يستطيع تجاوز القانون وهذا ما تفعله جوجل".
وستؤكد الشكوى المرفوعة وجود استغلال واضح من جانب "جوجل"، التي هي من أبرز الشركات المهيمنة على القطاع الرقمي لموقعها.
وأكد بايليه أن "الأمر يتعلق بمستقبل كل الصحافة الفرنسية والصحافة الأوروبية (...) وما نقوم به هو معركة من أجل حرية المواطنين في الحصول على معلومات".
وأوضح أن التحالف ومنظمات أخرى تشارك في الخطوة، بينها نقابة ناشري صحافة المجلات والاتحاد الدولي للصحافة المتخصصة ستتقدم بشكوى "ابتداء من الأسبوع المقبل".
وكانت فرنسا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تتبنى هذا النص عبر قانون أقر في يوليو/تموز ويدخل الخميس حيز التنفيذ.
لكن حتى قبل تطبيقها فعليا تشكل حقوق الطبع الجديدة "الحقوق المجاورة" محور معركة كبيرة داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وتحولت إلى قضية خلافية كبيرة بين الصحافة الفرنسية وواحدة من كبرى المجموعات المستهدفة وهي جوجل.
وقد رفضت المجموعة الأمريكية العملاقة مسبقا أي تفاوض مع الصحافة الفرنسية من أجل دفع عائدات على محتوياتها.
وللتكيف مع القانون الفرنسي، فرضت قواعد جديدة يبدأ تطبيقها الخميس.
ويرى ناشرو الصحافة أن هذه القواعد تشكل "إملاءات غير مقبولة"، إذ إنه سيكون على المواقع الإخبارية قبول استخدام محرك البحث مجانا لمقاطع من أخبارها.
وبدون ذلك، سيتراجع إدراجها من قبل محرك البحث (لن يبقى سوى عنوان بسيط بلا رابط)، ما سيؤدي إلى انخفاض عدد زوار هذه المواقع.
والأمر الذي لا يشكل مفاجأة هو أن معظم ناشري الصحافة سيخضعون لهذه القواعد حتى لا يخسروا جزءا مهما من مستخدمي الإنترنت.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر في منتصف أكتوبر/تشرين الأول قائلا "لن نرضخ"، ودعا لتعزيز قواعد ضبط المنصات وتسريع العقوبات عندما ترتكب تجاوزات.
أما وزير الثقافة فرانك ريستر فقد التقى الأسبوع الماضي مسؤولين في جوجل في نيويورك، وينوي تعبئة زملائه في الاجتماع المقبل لوزراء الثقافة في دول الاتحاد الأوروبي في 21 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في بروكسل.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ny4xNzMg جزيرة ام اند امز