الثلاثاء الدامي في غزة.. مخاوف من حرب شاملة وجهود مصرية للاحتواء

في واحد من أكثر أيام التصعيد الإسرائيلي دموية خلال شهور، استشهد 10 فلسطينيين وأصيب 45 آخرين وسط مخاوف من تطورها لحرب شاملة

استشهد 10 فلسطينيين وأصيب 45 على الأقل في واحد من أكثر أيام التصعيد الإسرائيلي دموية خلال الشهور الماضية، وسط مخاوف من تطورها لحرب شاملة وجهود مصرية للاحتواء.  

• ملادينوف إلى القاهرة لبحث وقف العدوان على غزة
• ترحيب فلسطيني بقرار محكمة أوروبية وسم منتجات المستوطنات

وفجر اغتيال إسرائيل القيادي في حركة الجهاد بهاء أبو العطا الأزمة التي باتت، وفق الكثير من التقديرات، مفتوحة على كل الاحتمالات، تزامنا مع الأزمة السياسية في إسرائيل.

تصعيد ميداني متواصل

وفيما واصل الطيران الإسرائيلي تحليقه فوق قطاع غزة كانت صافرات الإنذار تدوي في المدن والتجمعات الإسرائيلية في جنوبي ووسط إسرائيل، بما فيها مدينة تل أبيب.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إن فلسطينيين أطلقوا أكثر من 190 قذيفة صاروخية اعترضت منظومة القبة الحديدية العشرات منها خلال الساعات الـ14 الماضية.

وأضاف أن صافرات الإنذار أطلقت أكثر من 450 مرة في المدن والتجمعات الإسرائيلية منذ ساعات يوم الثلاثاء.

وطالت القذائف مدن تل أبيب وعسقلان وأشدود، فضلا عن التجمعات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة.

وسقطت قذائف صاروخية على 4 منازل إسرائيلية على الأقل، وأعلنت طواقم نجمة داود الحمراء إصابة 35 إسرائيليا جميعهم إصاباتهم طفيفة.

الأحداث تطغى على الأزمة السياسية

وللمرة الأولى منذ سنوات اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" مرتين خلال أقل من 14 ساعة برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.

وفي إشارة إلى تصاعد الأزمة فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد اجتماع استثنائي للحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، لتدارس الأوضاع.

وأرسل جيش الاحتلال الإسرائيلي دبابات عدة إلى حدود قطاع غزة وكثف من نشاط منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ بعد أن استدعى المئات من جنود الاحتياط.

وبارك المكلف بتشكيل الحكومة وزعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي بيني جانتس عملية اغتيال أبو العطا وقصف الجيش الإسرائيلي لمواقع في قطاع غزة.

وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي تأكيد، طوال ساعات الثلاثاء، أنه يستهدف مواقع لحركة الجهاد ويقتل عناصر منها.

وأعلن جيش الاحتلال اغتيال القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا وزوجته في قصف استهدف منزله بقطاع غزة.

وحملت" سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن تبعات القرار الغبي باغتيال قادة المقاومة في غزة وسوريا".

وقال الناطق باسمها أبو حمزة، في بيان، إن "سرايا القدس لن تسمح بالمطلق بإعادة سياسة الاغتيالات" مشيرا إلى أن "العدو سيرى نتيجة اغتيال قادة وكوادر المقاومة".

وأدى التصعيد الإسرائيلي إلى قرار بتعليق العملية التعليمية في قطاع غزة وجنوبي ووسط إسرائيل يوم غد، الأربعاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي.

جهود مصرية لوقف العدوان

وكثفت مصر من جهودها في مسعى لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الثلاثاء، بحسب بيانات رسمية وتأكيدات فلسطينية لـ"العين الإخبارية".

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية: "إن القيادة منذ اللحظة الأولى للعدوان بدأت اتصالاتها على جميع المستويات لوقف العدوان فورا، خاصة اتصالاتها المستمرة مع الأشقاء في مصر، وعدد من الدول الفاعلة والمؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي".

وأضافت الخارجية الفلسطينية، في تصريح لـ"العين الإخبارية": "الوزارة إذ تحيي الجهود المكثفة التي تبذلها مصر لوقف العدوان ولجمه، فإنها تطالب المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بسرعة التدخل لإجبار دولة الاحتلال وحكومتها على وقف عدوانها فورا".

وتابعت: "عدم محاسبة ومعاقبة دولة الاحتلال على حروبها واعتداءاتها المتواصلة ضد شعبنا يشجعها على التمادي في استباحة الأرض والدم الفلسطيني".

وأكدت محطات تلفزيونية عبرية أن الوسطاء المصريين أجروا اتصالات مع الجانب الإسرائيلي لوقف عدوانه على قطاع غزة فورا.

وفي سياق متصل، توجه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، الثلاثاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة، وفق مصادر غربية ومصرية.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"العين الإخبارية" إن ملادينوف توجه "على عجل" إلى القاهرة في إطار مساعي مصر والأمم المتحدة إلى وقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة ومنع تدهور الأمور إلى حرب إسرائيلية جديدة ضد القطاع.

وفي السياق نفسه، ذكر مصدر مصري مطلع على الملف لـ"العين الإخبارية" أن ملادينوف كان من المقرر له أن يزور مصر بعد يومين، إلا أنه تم تقديم موعد الزيارة بسبب الأحداث الجارية في غزة.

المصادر الدبلوماسية، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أقرت بأن الأمور معقدة في ظل تصاعد الأمور بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

وخلال السنوات الماضية نجحت الجهود المصرية في منع الانزلاق إلى حرب بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.