أمريكا «محبطة».. هل اقتربت مفاوضات غزة من حافة الانهيار؟
يعود المفاوضون إلى القاهرة هذا الأسبوع لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إقناع أطراف الصراع بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، في أول محطة من جولة إقليمية، للدفع من أجل وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في غزة بين إسرائيل وحماس.
وفي مستهل لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، وصف بلينكن الصفقة المعروضة حاليا بأنها "ربما تكون أفضل فرصة، وربما الأخيرة،" للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن.
ولكن!
لكن يبدو أن الاتفاق لإنهاء القتال في غزة "على وشك الانهيار، ولا يوجد اتفاق بديل واضح يمكن طرحه بدلاً منه"، وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قولهم إن "الاقتراح الحالي، الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر على مدى عدة أسابيع في يوليو/تموز، هو أقوى شكل من أشكال الاتفاق حتى الآن، لأنه يتضمن شروطا مصممة خصيصا لمطالب كل من حماس وإسرائيل".
بيْد أن تصريحات حماس العلنية بأنها لن تقبل الاتفاق، "جعل المسؤولين الأمريكيين قلقين بشكل متزايد من أن هذا الاقتراح سوف يتعثر تماما كما حدث مع الاقتراحات السابقة، مع وجود خلاف بين الحركة وإسرائيل وعدم وجود مسار واضح لإنهاء القتال أو إعادة الرهائن". وفق المصدر نفسه.
وقبل بضعة أسابيع فقط، كان مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن يشعرون بالتفاؤل. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن حماس أشارت بشكل خاص إلى أنها راغبة في الاتفاق المقترح.
تهديد أم تكتيك تفاوضي؟
وعلى الرغم من أن البعض في البيت الأبيض لا يزالون واثقين، فإن الكثيرين يشعرون الآن بالإحباط من الخطاب العام للحركة، وغير متأكدين مما إذا كانت تصريحات حماس مجرد تهديد، أو تكتيك تفاوضي، أو ما إذا كانت تعارض الاتفاق بصدق.
وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، يتجه المفاوضون، بمن فيهم كبير مستشاري البيت الأبيض في الشرق الأوسط بريت ماكجورك، إلى القاهرة، لمحاولة تسوية تفاصيل الاتفاق.
وإذا لم يتمكنوا من إقناع حماس بالموافقة، فقد يكونون بلا خيارات، مما يزيد من فرصة زيادة العنف بين إسرائيل وحزب الله والمواجهة المباشرة بين إسرائيل وطهران، بحسب "بوليتيكو".
وقال أحد المسؤولين المطلعين على موقف إسرائيل في المفاوضات الجارية: "لا نعرف ما إذا كان يحيى السنوار (زعيم حماس) يريد هذه الصفقة". "لكن إذا لم نحصل على الصفقة، فهناك فرصة لشن إيران هجوما وتصاعد هذا إلى مواجهة كاملة النطاق".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت خلال الأشهر الماضية، أنها كانت قريبة من التوصل إلى اتفاق أكثر من مرة، أولها: في الربيع ثم مرة أخرى في مايو/أيار، عندما أعلن بايدن عن صفقة متعددة المراحل تسمح بالإفراج عن العشرات من الرهائن ومئات الأسرى الفلسطينيين.
ومع ذلك، انهارت المحادثات في كل مرة، مع فرض إسرائيل وحماس شروطا جديدة لم يكن الجانب الآخر على استعداد لمناقشتها أو قبولها.
وتتمسك حماس بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية مايو، ودعت الوسطاء إلى "إلزام إسرائيل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".
وينصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن.
وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.
ما بين السنوار ونتنياهو
يقول أندرو ميلر، الذي شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية حتى يونيو/حزيران الماضي: "لقد رأينا السنوار يعترض أو يفسد ما تم الاتفاق عليه ورأينا نتنياهو يضيف شروطا إضافية".
وروجت واشنطن لأسابيع للشكل الحالي للصفقة باعتبارها نجاحا كبيرا، قائلة إنها تربط بين العديد من الخلافات الطويلة الأمد بين إسرائيل وحماس.
وفي الأيام الأخيرة، قال المسؤولون الأمريكيون إنهم متفائلون، حيث قال بايدن للصحفيين في 16 أغسطس/آب: "نحن أقرب مما كنا عليه في أي وقت مضى".
لكن خلف الكواليس، يسعى المسؤولون جاهدين لإيجاد طريقة لحمل حماس على الموافقة - سواء بشكل خاص أو علني - على مقترح وقف إطلاق النار.
"الوقت داهم"
وأمس، شدد بلينكن، في ختام جولة شرق أوسطية، من الدوحة على أن "الوقت داهم" للتوصل إلى هدنة في غزة.
وشملت جولة وزير الخارجية الأمريكي كلا من إسرائيل ومصر وقطر، سعى خلالها لإقناع كل من إسرائيل وحركة حماس بالموافقة على "خطة تسوية" طرحتها واشنطن.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز