مفاوضات غزة.. خرائط متغيرة وخطوات بطيئة نحو التهدئة

رغم تحركات دبلوماسية مكثفة، لا تزال مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تراوح مكانها مع بعض التقدم الفني في ملف الخرائط.
فقد أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن المحادثات غير المباشرة في الدوحة، التي تجري بوساطة مصرية وقطرية، شهدت خلال اليومين الماضيين تقدما بطيئا دون الوصول إلى اختراق حقيقي.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار للقناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "حدث تقدم بطيء خلال اليومين الماضيين في المفاوضات غير المباشرة في الدوحة بين ممثلي إسرائيل وحماس بوساطة مصر وقطر".
وبحسب القناة نفسها، "أبلغت إسرائيل قطر والولايات المتحدة بتنازلات واسعة النطاق، وتحديدا فيما يتعلق بمسألة المحيط ومحور موراغ" الذي يفصل رفح عن خان يونس في جنوب قطاع غزة.
ونقلت تقديرات متفائلة بأنه "يمكن أن تنتهي المفاوضات حول هذه المسألة قريبا باتفاقات".
غير أن مسؤولين إسرائيليين، اعتبروا أن هذا "ليس اختراقا بعد"، مشيرين إلى أن "هناك قضايا أخرى لم يتم الخوض فيها بعد، لكنه تطور إيجابي".
الخرائط المحدثة.. تنازلات إسرائيلية جديدة
وفي التفاصيل، نقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين كبار أنه "في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وافقت إسرائيل على مزيد من التنازلات فيما يتعلق بنطاق انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة".
وقالت: "تتضمن الخرائط المحدثة التي تمت صياغتها في إسرائيل تقليصا إضافيا للوجود الإسرائيلي في رفح".
وذكر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أنه وفقا للخرائط المحدثة، ستبقى قوات الجيش في قطاع غزة الذي يبلغ عرضه أقل من كيلومترين شمال طريق فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
إعادة الانتشار و"ممر موراج".. نقاط التفاوض الساخنة
من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن دبلوماسي مشارك في المفاوضات، قوله إن "تقدما ملحوظا تحقق في المحادثات، وإن لم تُحل جميع القضايا بعد".
وأوضحت "كان قد أُفيد أمس أن الفجوات بين الطرفين تقلّصت، فيما أبدت إسرائيل مرونة في النقاشات الجارية في الدوحة، بحسب مصدر أجنبي".
وأشارت إلى أن "الطواقم الفنية تعمل حاليا على تعديل خرائط الانتشار التي تحدد المناطق التي سيبقى فيها الجيش الإسرائيلي خلال الهدنة، مع توافق جزئي على الإبقاء على وجود عسكري في محيط ممر موراج، إلى جانب تواجد مستمر في جنوب القطاع وتحديدًا في رفح".
وبحسب أحد الوسطاء الإقليميين، تتركز المفاوضات حاليا حول انسحاب الجيش الإسرائيلي وإعادة انتشاره خلال فترة التهدئة، حيث يُمارس ضغط متزايد على الطرفين، لا سيما فيما يتعلق بتفاصيل خرائط الانسحاب.
وتشير التسريبات إلى أن نتنياهو "أبدى استعدادا لقبول انسحاب أوسع لقواته من رفح".
المفاوضات مستمرة
بدورها تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن إحراز "تقدم كبير، لكن دون تحقيق اختراق".
ونقلت عن مصادر مطلعة على المفاوضات أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "منح فريق التفاوض الإسرائيلي مرونة أكبر ومساحة أكبر لاتخاذ القرارات سعيًا للتوصل إلى اتفاق".
وبحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في الصحيفة، فقد أظهرت محادثات الدوحة تقدما في إحدى القضايا الجوهرية المتنازع عليها، وهي الخرائط التي توضح تفاصيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وقالت: "قدّم الوفد الإسرائيلي خرائط مُحدّثة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات لعدة أيام أخرى".
في المقابل، تنفي حركة "حماس" وجود تقدم في المفاوضات وإن كانت هذه المفاوضات ما زالت مستمرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODkg جزيرة ام اند امز