اليوم الـ138 من الحرب.. إسرائيل تغيّر «وجه غزة» والأمراض تحاصر النازحين
بعد التركيز مؤخرا على رفح، وسع الجيش الإسرائيلي القصف بأنحاء قطاع غزة، في اليوم الـ138 للحرب، غداة فشل مجلس الأمن بتبني مشروع قرار لوقف إطلاق النار.
ووفق تقارير صحفية، سقط قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي، صباح الأربعاء، استهدف سيارة في شارع أبو حسني بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهي المنطقة التي سجلت مقتل أكثر من 45 شخصا في قصف إسرائيلي استهدف منازل أيضا، منذ مساء أمس.
بالتزامن مع ذلك، أفادت التقارير بأن زوارق حربية إسرائيلية قصفت ساحل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الأربعاء، غداة فشل مجلس الأمن في تبني قرار لوقف الحرب في القطاع المحاصر.
"تغيير التضاريس"؟
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي، وإصابة 3 آخرين من "كتيبة 932" التابعة للواء ناحال، خلال معارك شمالي قطاع غزة، ليرتفع عدد العسكريين القتلى منذ بدء الحرب، إلى 576 ضابطا وجنديا.
وحول مسار العمليات العسكرية في غزة، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤولين عسكريين، أن الجيش الإسرائيلي يعمل على توسيع طريق وسط قطاع غزة لتسهيل عملياته العسكرية.
وأضافت أن الطريق الذي يعمل عليه الجيش الإسرائيلي، هو جزء من مساعيها لإعادة تشكيل تضاريس قطاع غزة، وسيسمح للجيش الإسرائيلي بحرية الحركة وإحكام السيطرة.
وتابعت أن شق الطريق وتوسيعه يجري بالتزامن مع إنشاء منطقة عازلة بعمق كيلومتر داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أن الطريق الذي تشقه إسرائيل يشكل حزاما عسكريا يمنع عودة نحو مليون فلسطيني.
ووفق المصادر ذاتها، فإن المهندسين العسكريين الإسرائيليين يخططون لتدمير منازل ومبان على طول الطريق في غزة.
"اتفاق الأدوية"
إلى ذلك، أعلنت قطر أمس، أن أدوية مرسلة إلى غزة في إطار اتفاق تولّت الدوحة وباريس المفاوضات فيه، بدأت تصل إلى الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري إن قطر "تلقت تأكيدات من حركة "حماس"، باستلام شحنة من الأدوية والبدء بإيصالها إلى المستفيدين من المحتجزين في قطاع غزة".
وتابع أن الاتفاق "يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لا سيما في المناطق الأكثر تأثراً وتضرراً، مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع".
وعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن الإعلان القطري هو "نتيجة مباشرة لتشديد رئيس الوزراء نتنياهو على تلقي دليل أن الادوية وصلت فعلا الى الرهائن".
وخاضت فرنسا وقطر مفاوضات بين إسرائيل وحماس، وقد أعلنتا في الشهر الماضي التوصل لاتفاق يتيح تسليم أدوية للرهائن ومساعدات إنسانية للمدنيين في قطاع غزة المحاصر.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول إثر هجوم غير مسبوق شنّه عناصر من حماس على جنوب إسرائيل قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد أجرته وكالة "فرانس برس" استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وردت إسرائيل على الهجوم متوعّدة بـ"القضاء" على حماس وهي تنفّذ مذاك حملة قصف مكثّف على قطاع غزة أتبعتها بهجوم بري، ما أسفر عن مقتل مقتل 29195 شخصا في غزة حتى الآن، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وتقول إسرائيل إنّ 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 قتلوا من إجمالي 250 شخصًا خطفوا خلال هجوم حركة حماس.
فشل أممي
وأمس أيضا، استخدمت الولايات المتحدة، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف "فوري" لإطلاق النار في غزة مع مواصلة إسرائيل قصف القطاع الذي يواجه وضعًا إنسانيًا كارثيًا.
ومن ثم لم تنجح جهود الدول التي تحاول إيجاد طريقة للخروج من الأزمة المتصاعدة، في ظل جهود الوسطاء غير المثمرة حتى الآن للتوصل إلى هدنة، وتقديم مقترحين متنافسين لوقف إطلاق النار في الأمم المتحدة.
الاقتراح الأول الذي صاغته الجزائر ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج "غير المشروط" عن جميع الرهائن الذين اختطفوا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، حظي بتأييد 13 عضوا في مجلس الأمن مقابل اعتراض واشنطن وإحجام بريطانيا عن التصويت.
واعتبر السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور الفيتو الأمريكي ضد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في غزة "غير مسؤول وخطير". وقال منصور "الرسالة الموجهة اليوم إلى إسرائيل باستخدام حق النقض هي أنها تستطيع الاستمرار في الإفلات من العقاب".
وقالت حركة حماس بدورها إن "هذا الفيتو يخدم أجندة إسرائيل ويعرقل الجهود الدولية لوقف العدوان ويزيد من معاناة شعبنا".
في المقابل، وصفت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد طرح المقترح للتصويت بأنه "من باب التمني وغير مسؤول.. ويعرض المفاوضات الحساسة للخطر".
ومع تعرض الرئيس جو بايدن لضغوط متزايدة لتقليص الدعم لإسرائيل، طرحت واشنطن مشروع قرار بديلا بمجلس الأمن، يشدد على "دعم وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن" ويعرب عن القلق بشأن رفح.
وقال مصدر دبلوماسي إن فرص اعتماد المشروع في شكله الحالي ضئيلة، ويمكن أن يدفع روسيا إلى استخدام حق النقض.
كارثة إنسانية
بعد نحو عشرين أسبوعًا من الحرب، باتت تقارير المنظمات الإنسانية حول الوضع في قطاع غزة تثير قلقًا متزايدًا. وقالت وكالات الأمم المتحدة إنّ الغذاء والمياه النظيفة أصبحا "نادرين جدا" في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإنّ جميع الأطفال الصغار تقريبا يُعانون أمراضا مُعدية.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء، تعليقًا جديدًا لتوزيع المساعدات في شمال قطاع غزة بسبب بعد يومين من استئنافها.
وسبق لبرنامج الأغذية العالمي أن أوقف قبل ثلاثة أسابيع إرسال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة. وعاود شحناته الأحد لكنها تعرضت مذاك "للنهب" أو استهدفها قصف في ظل "فوضى شاملة وعنف"، على ما جاء في بيان.
وأدى أكثر من أربعة أشهر من القتال المتواصل إلى تسوية جزء كبير من مساكن ومنشآت القطاع الساحلي بالأرض، ودفع 2,2 مليون شخص إلى حافة المجاعة وشرد ثلاثة أرباع السكان، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز