قبل معركة اجتياح غزة.. إسرائيل بين الحشد العسكري و«عزوف» الجنود

تجهيزات عسكرية إسرائيلية مكثفة لتجنيد 60 ألف احتياطي لتوسيع القتال داخل مدينة غزة، يقابلها حماسة أقل في صفوف الجنود
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن استعدادات لوجستية وعملياتية شهدتها الأيام الأخيرة، تمهيدا لتوسيع نطاق القتال داخل مدينة غزة وتجنيد واسع لقوات الاحتياط.
في المقابل، تحدثت تقارير إعلامية عن انخفاض في نسبة استجابة قوات الاحتياط لأوامر التعبئة، مع تزايد الطلبات للإعفاء من الخدمة لأسباب شخصية واقتصادية، مما أثر على الكثافة البشرية في الوحدات العسكري.
وفي بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، قال الجيش "في إطار هذه الاستعدادات، سيتم تزويد المقاتلين بوسائل قتالية، ومعدات شخصية، وتجهيزات تكتيكية كاملة، وذلك وفقا لمهامهم".
وكجزء من التحضيرات، أوضح البيان أن الجيش أقام "قسم التكنولوجيا واللوجستيات مجمعات مكيّفة للإقامة، إضافة إلى بنى تحتية للمياه والكهرباء، والحمامات والمراحيض، من أجل توفير أفضل ظروف للجنود خلال مكوثهم".
على أن يتولى أفراد التكنولوجيا والصيانة في قيادة المنطقة الجنوبية المتواجدين في الخطوط الأمامية مهمة صيانة الجهوزية للمدرعات والآليات القتالية، "حيث ينفذون إصلاحات معقدة تحت النيران".
ووفق الجيش، "يكمل الجنود سلسلة تدريبات على القتال في مناطق حضرية ومفتوحة لرفع الاستعداد قبيل تنفيذ المهام المقبلة".
وتحذير من الجيش للسكان
من جهته، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: "إلى جميع سكان قطاع غزة، تمهيدا لتوسيع القتال إلى داخل مدينة غزة، نذكركم أن منطقة المواصي ستشهد تقديم خدمات إنسانية أفضل خاصة ما يتعلق بالخدمات الصحية والمياه والغذاء".
وأضاف: "من أجل سلامتكم نحذر أن الاقتراب أو العودة إلى مناطق القتال أو إلى المناطق التي تعمل فيها قوات الجيش - يعرضكم للخطر".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية التجنيد والتدريب "تأتي في إطار الاستعدادات لتنفيذ المرحلة التالية من عملية "عربات جدعون 2" داخل مدينة غزة، وتوسيع نطاق القتال في القطاع.
ولفتت إلى أن "الجنود يخضعون حاليا لتدريبات مكثفة بهدف رفع جاهزيتهم وتأهيلهم للعودة إلى الميدان".
استجابة أقل
ونقلت هيئة البث عن ضباط احتياط-لم تسمهم- قولهم، إن نسبة الاستجابة لأوامر التعبئة الحالية كانت أقل من حملات سابقة، مشيرين إلى تزايد عدد الطلبات للإعفاء من الخدمة، لأسباب شخصية واقتصادية بالأساس.
وقال الضباط إن "الفحص الأولي يُظهر انخفاضا في عدد الفرق والجنود الذين أكدوا حضورهم، سواء في وحدات الاحتياط أو النظامية، ما أدى إلى تراجع في الكثافة البشرية داخل الكتائب والسرايا".
وبحسب المخطط العسكري، من المتوقع أن يشارك نحو 130 ألف جندي احتياط وخمس فرق نظامية في عملية احتلال مدينة غزة، التي ستتم بشكل تدريجي وتمتد حتى عام 2026، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وأوضحت أنه "في الوقت القريب، سيبدأ الجيش بتركيز الألوية النظامية في مناطق التجمع حول القطاع، تمهيدًا لمحاصرة المدينة ومواصلة التقدم نحو السيطرة عليها".
ونوهت إلى أن فرقتين من القوات المناورة "بدأتا بالفعل في تنفيذ عمليات تطويق المدينة".
من جانبها، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه جرى استدعاء 60 ألف جندي احتياط إضافي للخدمة، إلى جانب 70 ألفا تم استدعاؤهم مسبقاً.
وقالت إن "الجيش يستعد لاحتلال غزة للمرة الثانية، بينما تستعد حماس منذ أشهر لوصول جنوده، حيث زرعت عبوات ناسفة على الطرق، ولغّمت المباني والأنفاق، وجهّزت الكمائن ونشرت القناصة".
ولفتت إلى أن "60 ألف جندي احتياط سيبدأون بالتجمع، اليوم الثلاثاء، لينضموا إلى 70 ألفا آخرين ما زالوا في الخدمة الاحتياطية وقد مُدّدت أوامر استدعائهم لأربعين يوما إضافية".
وتابعت"الجيش يستعد لاحتلال مدينة غزة مجددا في إطار حرب "السيوف الحديدية". في المرة السابقة دفع الجيش ثمنا باهظا؛ مئة قتيل وعشرات الجرحى".
ويقدّر الجيش أن القتال داخل مدينة غزة قد يكون معقدا للغاية لسببين: أولا: المنطقة حضرية مكتظة وبها شبكة أنفاق واسعة ومتشعبة تحت الأرض، وفوقها أبراج ومبانٍ شاهقة.
ثانيا: حماس استعدت منذ أشهر، إذ زرعت العبوات الناسفة على الطرقات، ولغّمت المباني والأنفاق، وجهّزت الكمائن ونشرت القناصة وفرق مضادة للدروع.