إسرائيل تعترض «أسطول الصمود» وتعتقل مشاركين فيه

داهمت قوات البحرية الإسرائيلية 3 سفن من "أسطول الصمود" العالمي قرب شواطئ غزة، واعتقلت بعض المشاركين فيه.
ووصل "أسطول الصمود" إلى مشارف غزة، وفرضت قوات البحرية الإسرائيلية حصارا حول سفنه وقواربه.
وقال الأسطول في بيان إن القوات الإسرائيلية اعترضت 3 سفن فيه واعتقلت عددا من المشاركين فيه.
وأوضح أنه "عند الساعة 8:30 مساءً بتوقيت غزة، اعترضت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة سفن تابعة لأسطول الصمود العالمي أبرزها ألما، وسوريوس، وأدارا بشكل غير قانوني في المياه الدولية، واعتلتها".
وتابع البيان "قبل اعتلاء السفن بشكل غير قانوني، يبدو أن سفن البحرية الإسرائيلية تعمدت تعطيل اتصالاتها، في محاولة لحجب إشارات الاستغاثة وإيقاف البث المباشر لعملية اعتلائها غير القانونية"، لافتا إلى أنه تم التأكد من اعتراض عدة قوارب، وانقطع الاتصال بأخرى.
وأضاف أن "مصير جميع المشاركين وأفراد الطاقم" لا يزال مجهولا، مؤكدا أن "هذا هجوم غير قانوني على عاملين إنسانيين عُزّل في المياه الدولية".
وقال "على الرغم من اعتراض بعض السفن، لا يزال أسطول الصمود العالمي على بُعد 70 ميلًا بحريًا من ساحل غزة، وسيواصل مسيرته دون رادع".
وأكدت القوات الإسرائيلية أنها اعتقلت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، الناشطة السويدية في مجال المناخ، على متن إحدى سفن أسطول الصمود.
وذكرت الخارجية الإسرائيلية في منشور على منصة إكس أن ثونبرغ، وأصدقاءها "بأمان وبصحة جيدة"، وأرفقت بالمنشور مقطع فيديو يظهر ثونبرغ فيما يبدو وعددا من أفراد الجيش الإسرائيلي الملثمين والمسلحين.
وفي وقت لاحق، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنود البحرية الإسرائيلية تمكنوا من السيطرة على السفن الست الكبيرة التي قادت الأسطول إلى غزة وهي: سيروس، وألما، وسبكترا، وهوجا، وأدارا، ودير ياسين.
وتفرض إسرائيل حصارا بحريا على قطاع غزة.
وكان منظمون في الأسطول الذي يحمل مساعدات إلى قطاع غزة توقعوا اعتراضه من قبل البحرية الإسرائيلية، لذا أعلنوا "حالة التأهب" على متن عشرات القوارب.
وقال أسطول الصمود: "رصدنا على أجهزة الرادار أكثر من 20 سفينة مجهولة الهوية تبعد مسافة 3 أميال بحرية فقط عن موقعنا".
وأوضح خوسيه لويس يبوت، أحد الموجودين على متن الأسطول، في مقطع فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "إنهم قادمون إلينا بالفعل. هناك 24 سفينة تنتظرنا".
الخارجية الإسرائيلية
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية: "تواصلت البحرية الإسرائيلية مع أسطول الصمود وطلبت منه تغيير مساره"، موضحة أنه تم إبلاغ الأسطول باقترابه من منطقة قتال نشطة "منتهكًا حصارًا بحريًا قانونيًا".
وطالبت البحرية الإسرائيلية "أسطول الصمود" بتغيير مساره نحو ميناء أسدود الإسرائيلي، حيث يمكن تفريغ المساعدات ونقلها إلى قطاع غزة.
45 سفينة
ويضم "أسطول الصمود العالمي" الذي انطلق مطلع سبتمبر/أيلول الماضي من إسبانيا، نحو 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة. وينقل حليب أطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية، ويؤكد أنه في "مهمة سلمية وغير عنيفة".
وقرابة الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش، قال الأسطول إنه موجود في البحر الأبيض المتوسط شمال السواحل المصرية على بعد 90 ميلا بحريا أي نحو 170 كيلومترا من الأراضي الفلسطينية.
ويشارك في هذا التحرك حفيد نيلسون مانديلا، النائب السابق في جنوب إفريقيا ماندلا مانديلا، والناشطة السويدية غريتا تونبرغ، والنائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، بهدف "كسر الحصار الإسرائيلي على غزة" و"تسليم المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين والذين يعانون الجوع والابادة الجماعية".
مناورة ترهيب
وأكد "أسطول الصمود العالمي" في بيان صباح اليوم أنه "في الصباح الباكر، نفذت قوات البحرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي عملية ترهيب" ضد الأسطول.
وأوضح البيان أن "ألما"، إحدى السفن الرئيسية في الأسطول، "حاصرتها سفينة حربية إسرائيلية بشكل عدائي لعدة دقائق".
وخلال الحادث، "تم تعطيل الاتصالات من بُعد"، مما اضطر القبطان "لإجراء مناورة مفاجئة لتجنب الاصطدام المباشر" بالسفينة الإسرائيلية، بحسب البيان.
وأضاف "بعد فترة وجيزة، استهدفت السفينة نفسها (مركب) سيريوس، مكررة مناورات الترهيب ذاتها لفترة طويلة نسبيا قبل أن تنصرف".
إضراب
وأعلنت أكبر نقابة عمالية في إيطاليا اليوم الأربعاء أنها دعت إلى إضراب عام يوم الجمعة احتجاجا على التعامل مع أسطول الصمود العالمي الذي يسعى إلى نقل المساعدات إلى قطاع غزة.
ونُظمت احتجاجات في عدد من المدن الإيطالية في وقت متأخر اليوم، حيث أوقف المتظاهرون حركة القطارات في المحطة الرئيسية بعد تقارير ذكرت أن نحو 20 سفينة مجهولة شوهدت تقترب من الأسطول.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني اليوم الأربعاء إن نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر طمأنه بأن القوات الإسرائيلية لن تستخدم العنف ضد النشطاء على متن أسطول المساعدات المتجهة إلى غزة.
وأضاف: "وجهنا سفارتنا في تل أبيب والقنصلية في القدس بتقديم المساعدة لكافة المواطنين الإيطاليين الذين سيتم نقلهم على الأرجح إلى أسدود ، ومن ثم ترحيلهم".