حرب غزة وخطة ترامب..4 سيناريوهات تحسمها «كلمة واحدة»

خطة سلام أمريكية بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، باتت معلقة على كلمة واحدة ترسم ملامح اليوم التالي.
فالخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتأرجح بين احتمالات متباينة تلتقي عند:
قبول كامل قد يُفسَّر استسلاما.
رفض قاطع يفتح الباب لمواجهة أعقد.
قبول مشروط يترك مجالا للتفاوض.
وبين هذه الاحتمالات التي تستعرضها "العين الإخبارية" يترقب سكان غزة والوسطاء والمجتمع الدولي الموقف الذي ستعلنه حركة حماس في الساعات المقبلة، مع بدء العد التنازلي لمهلة الـ3 أو 4 أيام التي منحها ترامب للحركة، الثلاثاء.
وتقول حماس إنها تدرس الخطة الأمريكية المكونة من 20 بندا ووافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت تمارس فيه العديد من الدول الضغوط على الحركة للقبول بها.
ويأمل مسؤولون من الأحزاب اليمينية الإسرائيلية أن تعلن حركة حماس رفضها للخطة لتفادي صدام تل أبيب مع الولايات المتحدة، ولمحاولة استعادة كسب الرأي العام الدولي، خاصة الأوروبي، الذي انقلب على تل أبيب بسبب الحرب.
حماس ومعضلة الرد
ويرى مراقبون أن حماس أمام معضلة. فمن ناحية فإن قبولها بالخطة يُفسّر من قبل البعض بأنه استسلام، ورفضها سيضعها في مواجهة مع الغالبية من سكان غزة الذين يريدون نهاية للحرب وأيضا مع المجتمع الدولي الذي أيّد الخطة.
ومع دراسة الحركة للخطة، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن المقترح الذي تم الإعلان عنه رسميا، من قبل البيت الأبيض، الإثنين الماضي، ليس نفسه الذي عرضه ترامب على قادة عرب ومسلمين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة على العملية أن "خطة السلام التي قدمها الرئيس ترامب يوم الإثنين، تضمنت تغييرات جوهرية طلبها نتنياهو، مما أثار حفيظة المسؤولين العرب المشاركين في المفاوضات".
وأضاف أن " الاتفاق المعروض الآن على حماس يختلف اختلافا كبيرا عن الاتفاق الذي سبق أن اتفقت عليه الولايات المتحدة ومجموعة من الدول العربية والإسلامية، وذلك بعد تدخل نتنياهو".
وأوضح المصدر نفسه أن "مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر ترامب غاريد كوشنر، التقيا الأسبوع الماضي، لمدة ست ساعات مع نتنياهو ومساعده المقرب رون ديرمر، في نيويورك".
ووفق المصدر "تمكن نتنياهو من التفاوض على عدة تعديلات في النص، لا سيما فيما يتعلق بشروط وجدول زمني لانسحاب إسرائيل من غزة".
ولفت إلى أن "الاقتراح الجديد يربط انسحاب إسرائيل بتقدم نزع سلاح حماس، ويمنح إسرائيل حق النقض (الفيتو) على العملية".
وتابع: "حتى لو استُوفيت جميع الشروط واكتملت المراحل الثلاث من الانسحاب، ستظل القوات الإسرائيلية داخل محيط أمني داخل غزة، حتى تصبح آمنة تماما من أي تهديد إرهابي متجدد، وهذا قد يعني إلى أجل غير مسمى".
مفارقة وخشية
وللمفارقة تقول مصادر فلسطينية مطلعة لـ"العين الإخبارية"، إن هذه هي تحديدا النقاط التي تطالب حركة حماس توضيحات وضمانات أمريكية بشأنها.
وبحسب المصادر التي كانت على اتصال مع صانعي القرار في حماس، فإن الأخيرة "تخشى تكرار ما جرى في لبنان بغزة، فرغم وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان نهاية العام الماضي إلا أن تل أبيب تواصل هجماتها اليومية في لبنان والأدهى أنها تعتبر هجماتها تنفيذا للاتفاق".
وأضافت: "تريد حماس من الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا ومن باقي الوسطاء ضمانات واضحة وملزمة بأن وقف إطلاق النار يعني نهاية الحرب وأن إسرائيل لن تعود للحرب لاحقا".
وأشارت إلى أن القضية الثانية التي تتطلب توضيحات وضمانات هي الانسحابات الإسرائيلية التدريجية من قطاع غزة إذ إن الاتفاق يعطي إسرائيل الحق في تقرير ما إذا كان قد تم تنفيذ الالتزامات الفلسطينية وهو ما يعني أن إسرائيل هي الحكم الذي قد يقرر عدم الانسحاب على الاطلاق من غزة".
أما القضية الثالثة فهي "المغامرة في حال إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والأموات دفعة واحدة في اليوم الأول من الاتفاق".
وتساءلت المصادر : "ما الذي يضمن بأن إسرائيل عندما تستعيد جميع الأسرى لن تصعّد الحرب للقضاء على ما تبقى من أبنية في غزة وأن تبدأ بتهجير السكان من القطاع؟".
وهنا، أكدت المصادر أن "حماس تعتبر أن الأسرى هم الورقة الوحيدة التي بيدها في هذه الحرب"، مشيرة إلى أن الحركة "عادة ما تلجأ إلى الإفراج التدريجي عن الرهائن من أجل ضمان الالتزام الإسرائيلي ببنود الاتفاقات".
كما ذكرت أن "ثمة العديد من الأسئلة حول المجلس الدولي الذي سيدير الأمور في غزة إذ يبدو وكأنه سيدير الأمور بمعزل عن أي تدخل فلسطيني".
وأمام ذلك، برزت 4 سيناريوهات محتملة لما ستحمله الساعات القادمة.
السيناريو الأول (مستبعد)
أن تقبل حركة حماس بالخطة كما هي دون أية تعديلات أو حتى تسجيل ملاحظات.
وسبق أن أعلن البيت الأبيض أنه يأمل من حماس أن تقبل بالخطة كما هي.
ولا يبدو أن هذا هو الحال داخل حركة حماس وحتى الفصائل الفلسطينية التي وجهت انتقادات للخطة واعتبرت القبول بها "استسلاما".
السيناريو الثاني (مستبعد)
أن تعلن حماس رفضها المطلق للخطة دون حتى وضع ملاحظات عليها.
ومن شأن مثل هذا القرار أن يضع الحركة في مواجهة ليس فقط مع المجتمع الدولي وحتى الوسطاء وإنما أيضا مع سكان قطاع غزة الذين يريدون نهاية الحرب بأي ثمن.
السيناريو الثالث (ممكن)
أن تطلب حماس إدخال تعديلات على الخطة بما لا يخل بمضمونها ولا يعني فتحها بالكامل للمفاوضات.
قد تلجأ الحركة إلى رد "نعم ولكن" وبموجبه تقبل بالخطة ولكنها تطلب تعديلات طفيفة عليها دون فتحها بالكامل للمفاوضات.
ويبدو من خلال تصريحات العديد من المسؤولين العرب أنهم أيضا يطالبون بمثل هذه التوضيحات والضمانات.
السيناريو الرابع (ممكن ولكنه غير مسبوق)
أن تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية إلى البند 17 من الخطة.
ويقول البند حرفيا: " في حال تأخرت حركة حماس في الرد على هذا المقترح أو رفضته، يتم تنفيذ ما ورد أعلاه، بما في ذلك توسيع نطاق عمليات الإغاثة، في المناطق الخالية من الإرهاب والتي يتم تسليمها من الجيش الإسرائيلي إلى قوة الاستقرار الدولية".
وهذا يعني فعليا بدء تنفيذ الخطة في مناطق واسعة بقطاع غزة بما يشمل إدخال المساعدات الإنسانية وانتشار قوة الاستقرار الدولية.
ولكن الكثير من المراقبين يستبعدون أن تقبل إسرائيل ببدء تطبيق الاتفاق وبما يشمل انسحاب جيشها وإدخال المساعدات الإنسانية دون استعادة الرهائن.
فالرهائن في أيدي حماس، وبدونها لا يمكن لإسرائيل أن تستعيد أي رهينة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg جزيرة ام اند امز