غزة بيومها الـ65.. النيران تحاصر الجنوب وتوسع الحرب يدق الأبواب
نيران لا تهدأ شدد بها الجيش الإسرائيلي قبضته على جنوب قطاع غزة، في حرب لم تضع أوزارها رغم مرور 65 يوما على بدايتها، دون أفق لانتهائها، ومخاوف من توسعها إقليميا.
ومن لبنان شمالا إلى اليمن جنوبا تثور المخاوف بشأن توسع الحرب، وهددت إسرائيل رسميا بالتدخل العسكري في اليمن ردا على مليشيات الحوثي التي وسعت القرصنة في البحر الأحمر لتشمل جميع السفن المتجهة لإسرائيل.
- كوريا الشمالية غاضبة من الفيتو الأمريكي بشأن غزة: ذروة الشر
- حرب غزة.. ضغط الرهائن يعود من جديد و4 دول تنشد هدنة إنسانية
حصار الجنوب
ويعاني جنوب قطاع غزة من ضربات مكثفة طالت جميع الأرجاء، ويحاول مئات الآلاف من سكان القطاع حماية أنفسهم من المعارك العنيفة التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد حركة حماس.
وفجر الأحد، أعلنت حماس، في بيان، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت سلسلة غارات عنيفة جدا على مناطق في جنوب مدينة خان يونس، متحدثة عن "حزام ناري بعشرات الغارات تستهدف الطريق بين خان يونس ورفح".
وأضافت أن ذلك "يترافق مع قصف مدفعي إسرائيلي مكثف على محيط مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس بجنوب القطاع".
وكانت إسرائيل أكدت عزمها على "تكثيف الضغط" في هجومها على حماس في غزة، غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية".
ودعا قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي السبت إلى "تكثيف الضغط" العسكري على حماس. من جهته أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي عبر القناة الإسرائيلية الثانية عشرة أن "أكثر من سبعة آلاف إرهابي" قتلوا في غزة.
وفي بداية هجومه البري طلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة التوجه إلى الجنوب.
لكن مع احتدام القتال في الجنوب وبعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة ضد قرار يقترح وقف إطلاق النار، تتزايد مخاوف السكان المدنيين في قطاع غزة، خصوصا في جنوبه.
واتجه جزء كبير من السكان الذين شردتهم الحرب والبالغ عددهم 1,9 مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، لتتحول رفح الحدودية مع مصر مخيما ضخما للاجئين.
وبعد ما يزيد قليلا على شهرين من الحرب، أصبحت أحياء بكاملها في غزة حقولا من الخراب، ودُمر أو تضرر أكثر من نصف المساكن وفق الأمم المتحدة.
ولجأ الآلاف إلى مستشفى الشفاء الذي خرج عن الخدمة بعد أن أخلاه الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين.
بين المرض والحرب
وتوازيا مع نيران الحرب تتزايد بشكل ملحوظ أمراض معدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية وسط الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جنوب القطاع.
وقالت أديل خضر المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط: "أجبر زهاء مليون طفل على النزوح قسرا من منازلهم ويجري دفعهم أكثر فأكثر نحو الجنوب إلى مناطق صغيرة مكتظة بلا ماء ولا طعام ولا حماية".
وتابعت: "القيود المفروضة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة وعبره هي حكم آخَر بالموت على الأطفال".
وواصلت حصيلة القتلى الارتفاع، حيث أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بأن جثث 133 فلسطينيا على الأقل نقلت إلى المستشفيات في الساعات الـ24 الأخيرة.
وفي آخر حصيلة نشرتها الوزارة، مساء السبت، أفادت بمقتل 17700 شخص في القطاع، معظمهم نساء وأطفال، منذ بدء الحرب.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أسفر عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون وفق السلطات الإسرائيلية، واقتادت الحركة نحو 240 رهينة لا يزال 138 منهم محتجزين لديها.
ردا على ذلك تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس وتُواصل شن قصف كثيف على قطاع غزة وباشرت عمليات برية داخله اعتبارا من 27 أكتوبر/تشرين الأول.
ضغوط الداخل الإسرائيلي
وفي الداخل الإسرائيلي تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للعمل على الوصول لهدنة تمكن من إطلاق سراح مزيد من الرهائن.
وكانت الهدنة السابقة بين حماس وإسرائيل التي استمرت أسبوعا وانتهت في 1 ديسمبر/كانون الأول، شهدت إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا معظمهم نساء وأطفال، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 أسيرا فلسطينيا.
وتجمع مئات الإسرائيليين فيما بات يعرف باسم ساحة الرهائن في تل أبيب السبت للمطالبة بإطلاق الرهائن لدى حماس.
وقال والد الأسيرين أربيل ودوليف لـ"فرانس برس": "أفضل أن يطلق سراح ولديّ من خلال المفاوضات وليس من خلال العمليات العسكرية لأني أخشى أن يقتلهما الجيش".
وقالت نعمة واينبرغ قريبة إيتاي سفيرسكي الرهينة في غزة: "حياتهم في خطر كل يوم، سواء بسبب حماس أو بسبب أنشطة قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ومحاولات الإنقاذ لن تنقذهم".
ونشرت ميا شيم، الإسرائيلية التي اختطفت خلال مهرجان نوفا للموسيقى ثم أطلق سراحها في إطار الهدنة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، صورة شخصية على إنستغرام تظهر ساعدها وقد وشمت عليه عبارة "سنرقص مرة أخرى 7-10-23" (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023).
مدد أمريكي لإسرائيل
والسبت، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها وافقت على بيع إسرائيل بصورة طارئة نحو 14 ألف طلقة دبابة.
وأشارت الوزارة إلى أنها أبلغت الكونغرس ببيع 13 ألفا و981 طلقة دبابة عيار 120 ملم ومعدات ذات صلة بقيمة 106,5 ملايين دولار.
مخاوف توسع الحرب
وتزايدت المخاوف بشدة من توسع الحرب من لبنان إلى اليمن، وأفادت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان "يونيفيل"، السبت، بأن أحد مواقعها تعرض لقصف، دون تسجيل إصابات، مشيرة إلى أنها تسعى إلى التحقق من مصدر النيران.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن "دبابة ميركافا إسرائيلية استهدفت موقع قوات اليونيفيل الدولية-الكتيبة الإسبانية قرب منطقة آبل القمح خلف مستعمرة المطلة" في شمال إسرائيل.
من جهتها، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي "لم نستهدف قوة اليونيفيل، ولم نقصف موقعا لليونيفيل".
وحذرت إيران، السبت، من وقوع "انفجار لا يمكن السيطرة عليه" في الشرق الأوسط، إذا واصلت الولايات المتحدة دعم إسرائيل في الحرب.
من جهتها أعلنت مليشيات الحوثي منع مرور السفن المتوجّهة إلى الموانئ الإسرائيلية، من كل الجنسيات، ردا على حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وأسقطت فرقاطة فرنسيّة مُسيّرتَين في البحر الأحمر كانتا متجهتين نحوها انطلاقا من سواحل اليمن، حسب ما أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية الأحد.
وقالت الهيئة، في بيان، إن الفرقاطة المتعددة المهمات "لانغدوك" العاملة في البحر الأحمر "اعترضت هذين التهديدين المحددين ودمرتهما" في الساعات الأولى من صباح الأحد.
aXA6IDMuMTcuMTgxLjEyMiA= جزيرة ام اند امز