اختراق في جدار حرب غزة.. سباق بين النار والدبلوماسية
على الأرض لا شيء يشي بهدوءٍ في سماء قطاع غزة، لكن في أروقة الدبلوماسية تجري تحركات من أجل اختراق في جدار الحرب
في قطر، يجري بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، لقاءات مع المسؤولين في الدوحة.
وبحسب ما نقله موقع "إكسيوس" الأمريكي عن مصادر مطلعة، لم يسمها، فقد التقى ماكغورك، رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وناقشا التوترات الإقليمية والجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
ووفق الموقع، لم تكن الزيارة معلنة، في حين لم يصدر أي بيان رسمي من قبل واشنطن أو الدوحة، حول لقاء ماكغورك ورئيس الوزراء القطري،
وتحاول قطر، مع مصر، التوسط بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة رهائن جديدة، بينهم أمريكيون.
وقدمت إسرائيل وحماس مقترحات للتوصل إلى اتفاق لكن لا تزال هناك فجوات واسعة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، استؤنفت المفاوضات، بعد أن علقت حماس المحادثات لعدة أيام بسبب مقتل إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري في الضاحية الجنوبية بلبنان، وفقا لمصادر مطلعة على هذه القضية.
جولة بلينكن
وتأتي رحلة ماكغورك في أعقاب زيارة قام بها وزير الخارجية توني بلينكن، الذي يقوم بجولة إقليمية لمناقشة الحرب في غزة والتوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأمس الثلاثاء، التقى بلينكن، خلال زيارته لإسرائيل، مع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة. وشدد على أن إعادة جميع الرهائن إلى أسرهم يمثل أولوية قصوى للإدارة، بحسب بيان للعائلات.
وقال بلينكن للصحفيين "نحن نركز بشكل مكثف على إعادة الرهائن المتبقين إلى الوطن".
كما ناقش بلينكن قضية الرهائن مع رئيسي جهازي التجسس الموساد والشين بيت في إسرائيل.
وكان بلينكن التقى الثلاثاء، في تل أبيب مسؤولين إسرائيليين بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وحضّ بلينكن خلال زيارته، إسرائيل على تفادي إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين في قطاع غزة، معتبرا أن هؤلاء، وخصوصا الأطفال، يدفعون ثمنا "باهظا جدا".
وأعلن الوزير الأمريكي في مؤتمر صحفي له، أن إسرائيل وافقت على مبدأ إرسال بعثة أممية لتقييم الوضع في شمال قطاع غزة تمهيدا لعودة الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب الحرب.
واليوم التقى بلينكن، في رام الله وسط الضفة الغربية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل أن يتوجه إلى مصر ضمن محطات جولته بالمنطقة والتي بدأت الخميس الماضي، وشملت أيضا دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر والأردن، إلى جانب تركيا.
في هذه الأثناء، أفاد مسؤول بالخارجية الأمريكية أن الوزير سيزور أيضا البحرين، في محطة غير معلنة من جولته، للقاء العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، في إطار المشاورات الإقليمية المرتبطة بالحرب في قطاع غزة.
قمة ثلاثية بالعقبة
وفي وقت لاحق اليوم، ستجمع قمة ثلاثية في العقبة، كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، "لبحث التطورات الخطيرة في غزة"، وفق ما جاء الثلاثاء في بيان للديوان الملكي الأردني.
وأشار البيان الى أن "القمة الثلاثية" ستتناول "تنسيق المواقف العربية للضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية بدون انقطاع".
وفي أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته حماس ضد بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وخطف عشرات الرهائن، توعدت تل أبيب بالقضاء على الحركة.
وشنت إسرائيل، منذ ذلك الوقت، حربا ما زالت متواصلة على قطاع غزة، تشن خلالها غارات جوية وبرية وبحرية عنيفة، أسفرت عن مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني، ونزوح قرابة مليوني شخص، ناهيك عن أزمة إنسانية صعبة يشهدها القطاع في ظل نقص المواد الطبية والغذائية.