الإخوان أخطر على ألمانيا من "داعش" و"القاعدة"
خبير ألماني متخصص بالتنظيمات المتطرفة: "الإخوان لا يعبرون صراحة عن مشاعرهم وأهدافهم الحقيقية، ويتسللون تدريجيا إلى الدولة"
حذر الخبير الألماني في شؤون التنظيمات المتطرفة وعميل الاستخبارات السابق، عرفان بيشي، من أن الإخوان الإرهابية أشد خطورة من تنظيمي "داعش" و"القاعدة" على بلاده.
وقال الخبير البارز، في مقابلة مع مجلة "فريليتش" الألمانية (خاصة): "الإخوان لا يعبرون صراحة عن مشاعرهم وأهدافهم الحقيقية، وهم يتسللون تدريجيا إلى الدولة وجميع مفاصلها من الداخل".
وكان "بيشي" في المرحلة الأولى من شبابه أحد أعضاء التنظيمات المتطرفة في ألمانيا، وشارك في مقاطع فيديو دعائية لتنظيم "القاعدة".
وتعرض للسجن في سن 19 عاما، ثم عمل لصالح هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) ووفر لها خلال عامين معلومات مهمة عن التنظيمات المتطرفة في الأراضي الألمانية.
وأصبح "بيشي" ذو الأصول البوسنية، اليوم، خبيرا سياسيا في شؤون التنظيمات المتطرفة، تظهر تحليلاته في كبرى الصحف والمجلات الألمانية، في مقدمتها، مجلة دير شبيجل.
وخلال المقابلة، أكد أن "مشهد الجماعات المتطرفة في ألمانيا أصبح محيرا لدرجة أن سلطات التحقيق والتقصي لا تعرف من أين تبدأ العمل".
وأشار إلى أنه على الرغم من الهزيمة العسكرية لتنظيم "داعش" في سوريا والعراق، لا يزال التهديد الإرهابي قائما في المجتمعات الغربية، وخاصة ألمانيا.
وأضاف أن الإحصاءات الرسمية المتعلقة بالتطرف في ألمانيا مقلقة للغاية، حيث يعيش 2080 شخصا ذوو ميول إرهابية متطرفة في البلاد.
ونوه بأن استراتيجية الحركات الإرهابية تغيرت في السنوات الأخيرة من الهجمات الكبيرة والمعقدة، إلى الهجمات البسيطة بالسكاكين أو السيارات، ما يصعب الأمر على السلطات الأمنية.
وأوضح أن "استراتيجية الهجمات البسيطة خطيرة للغاية على المجتمعات الغربية، وتصبح أشد خطورة في حال ازدادت أعداد هذه الهجمات في فترة زمنية قصيرة، لأنها ستجبر دولا كبيرة على إعلان حالة طوارئ طويلة واتخاذ إجراءات تأمين صعبة تربك الحياة".
ومضى قائلا: "عندما يكون عدد العناصر المتطرفة الخطيرة في بلد مثل ألمانيا أكثر من 2000 شخص، فإن هذا يجعل التهديد الإرهابي قائما بقوة، مشددا على ضرورة أن تركز سلطات الأمن عملها أكثر على الإخوان، لأنهم أكثر خطورة على المجتمع والنظام القائم على المدى الطويل".
وأوضح: "إنهم ينتشرون في المؤسسات التعليمية، ويجرون اتصالات مع الأحزاب السياسية، ويحاولون التأثير على صانعي القرار، والسيطرة على الجالية المسلمة، ويتخذون إجراءات وتحركات ضد القانون".
وتابع: "الإخوان يحاولون تقويض النظام من الداخل"، مضيفا: "هذا مقلق للغاية".
وتزايدت في الآونة الأخيرة المطالبات بحظر الإخوان في ألمانيا، حيث طالب ألكسندر جورلاخ، الخبير الألماني الأبرز في علوم الأديان والتنظيمات الإسلامية المتطرفة، الحكومة الألمانية بحظر التنظيمات الإسلامية العاملة على أراضيها، وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية، لأنها تحاول اختراق المجتمع سياسيا وأمنيا.
وفي تصريحات مقتضبة لصحيفة تاغس شبيجل الألمانية، قال شتيفان كرامر، رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية تورنجن الألمانية، مؤخرا: "بعد حظر جميع أنشطة حزب الله في ألمانيا، حان وقت اتخاذ خطوات مماثلة ضد الإخوان".
وتملك الإخوان الإرهابية وجودا قويا في ألمانيا، عبر منظمة المجتمع الإسلامي، والعديد من المنظمات الصغيرة والمساجد المنتشرة في عموم البلاد. وتخضع هيئة حماية الدستور مؤسسات الإخوان وقياداتها في ألمانيا لرقابتها، وتصنفها بأنها تهديد للنظام الدستوري والديمقراطي.