ألمانيا تعيد معلما أثريا من حقبة الاستعمار إلى ناميبيا
صليب كاب كروس المصنوع من الحجر شُيّد بمبادرة من بحارة برتغاليين في ناميبيا، وكان يشكّل وقتها دليلا للبحارة في ساحل إفريقيا الجنوبي.
أعلنت السلطات الألمانية، الجمعة، نيتها إعادة "صليب كاب كروس" إلى ناميبيا، في خطوة جديدة تدلّ على عزم البلد طيّ صفحة ماضيه الاستعماري.
وقالت وزيرة الثقافة الألمانية، مونيكا جروترس، خلال مؤتمر صحفي في متحف التاريخ الألماني: "إن إعادة صليب كاب كروس المصنوع من الحجر يشكّل اعترافا واضحا بماضينا الاستعماري، ونحن نحرص على نسج علاقات احترام متبادل مع البلدان المعنية".
وأضافت: "لعقود طويلة، كانت الحقبة الاستعمارية جزءا مستورا في ثقافتنا، ولطالما تمّ التغاضي عن المظالم المرتكبة في تلك الفترة".
وأشاد سفير ناميبيا في ألمانيا، أندرياس جيبيب، بهذا القرار، واصفا إياه بأنه "خطوة مهمّة" لبلده في أعقاب "ماضيه الاستعماري وما قاساه من مذلّة وظلم ممنهج"، ولم يشرح أي تفاصيل عن موعد إعادة هذه القطعة.
وشيّد صليب كاب كروس المصنوع من الحجر، ويبلغ ارتفاعه 3 أمتار ويزن أكثر من طنّ، عام 1486 بمبادرة من بحارة برتغاليين في المنطقة التي باتت تعرف اليوم بناميبيا، وكان يشكّل وقتها دليلا للبحارة في ساحل إفريقيا الجنوبي الغربي.
وفي تسعينيات القرن الـ19، بعد خضوع البلد لسيطرة الإمبراطورية الألمانية في خضّم حقبة الاستعمار، نقل الصليب إلى برلين، ويعرض منذ 2006 في معرض دائم في المتحف.
غير أن ناميبيا التي تتنازع مع ألمانيا منذ سنوات عدّة حول إرثها الاستعماري، طالبت باستعادة هذا المعلم منذ يونيو/حزيران 2017، وباءت محاولات عدّة لها بالفشل، وأذعنت السلطات الألمانية لمطلبها هذا في نهاية المطاف.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز