حرب أوكرانيا.. هل تتوقف سياسة "الضغط على الزناد" بألمانيا؟
يبدو أن السأم الواضح من سياسة الضغط على الزناد وصل لقمة السياسة الألمانية، وبات الحديث عن "الدبلوماسية" ذا حيثية كبيرة في دوائر صنع القرار.
فرئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم رولف موتزينيتش ظهر ساخطا على سياسة الحكومة وتجاهل الدبلوماسية بشكل كامل.
وقال موتزينيتش في تصريحات لصحيفة "تاغس تسايتونغ" الألمانية: "تعتبر الدبلوماسية حاليًا نوعًا من "اللا شيء" في ألمانيا ويتم رفضها تلقائيًا، وتبدو تحت الشك العام".
واشتكى موتزينيتش من أن الحرب الروسية في أوكرانيا تم حصرها في الجيش، وقال إن الدعوات المتكررة لتقديم مزيد من المساعدات العسكرية إلى كييف تمنع الناس من التفكير في إمكانية إجراء مفاوضات بين الأطراف المتحاربة.
كمثال إيجابي لثقافة موازنة النقاش، يستشهد موتزينيتش بالولايات المتحدة الأمريكية؛ أكبر مانح للأسلحة لأوكرانيا، ويقول "تتم مناقشة هذه الأسئلة في الولايات المتحدة بالطبع، والرئيس جو بايدن يحافظ على اتصالات مع موسكو ولا ينوي قطعها".
ويأتي انتقاد موتزينيتش، الخبير في السياسة الخارجية، موقف ألمانيا من الحرب، في وقت أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لإجراء محادثات مع كييف.
وتابع الرئيس الروسي "نحن مستعدون للتفاوض على حلول مقبولة مع جميع الأطراف المعنية، لكن الأمر متروك لهم.. نحن لا نرفض المفاوضات، لكن هم يفعلون".
ويبدو أن موقف موتزينيتش المؤيد لفتح الطريق للدبلوماسية بات مسيطرا على حزبه الذي ينحدر منه المستشار أولاف شولتز، إذ شاركه خبير السياسة الخارجية في الحزب رالف ستيجنر الرأي نفسه.
وقال ستيجنر لمجلة "دير شبيغل: "الدبلوماسية مملة ونجاحاتها غير مرئية على الفور، لكن لا يجب التقليل من قدراتها".
هذه التصريحات المتتالية داخل الحزب الحاكم تحمل في طياتها انتقادا كبيرا لرأس الدبلوماسية الألمانية وزعيمة حزب الخضر السابقة أنالينا بيربوك، وفق دير شبيغل.
وكررت وزيرة الخارجية الألمانية في الآونة الأخيرة شكوكها بشأن الدعوات لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لأنها ستكون بشروط روسية مع عواقب وخيمة على السكان المدنيين الأوكرانيين.
وقالت بيربوك مؤخرا لصحيفة "بيلد" الألمانية: "لا أحد سوى بوتين بدأ هذه الحرب، وإذا أراد بوتين فستنتهي الحرب غدا".
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز