عودة جيرونا لليجا.. حلقة جديدة في سلسلة نجاحات مجموعة "سيتي فوتبول"
كتبت مجموعة "سيتي فوتبول" قصة نجاح جديدة، بعودة نادي جيرونا المملوك لها إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني (الليجا).
وحجز جيرونا آخر بطاقات التأهل إلى الدوري الإسباني، الأحد، بعدما تغلب على تينيريفي بنتيجة (3-1) في نهائي تصفيات الصعود.
وبهذا يعود الفريق الكتالوني إلى دوري الأضواء بعد غياب موسمين، منذ ظهوره الأخير في نسخة (2018-2019).
"العين الرياضية" تلقي الضوء في السطور التالية على تاريخ مجموعة "سيتي فوتبول"، التي رسمت شكلا جديدا للاستثمار الرياضي في شتى أنحاء العالم.
البداية في مانشستر
استحوذت مجموعة أبوظبي للاستثمار، المملوكة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات، على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي في عام 2008، واستثمرت فيه بشكل ذكي ليتحول سريعا من ناد مهمش متخم بالديون إلى أحد عمالقة إنجلترا وأوروبا.
وفرت مجموعة أبوظبي للاستثمار كل عوامل النجاح لمانشستر سيتي منذ انتقال ملكيته إليها، من نهج إداري حكيم ومستقر، ونخبة من أبرز لاعبي العالم يتميزون بعقلية معينة تسعى لتحقيق الإنجازات والبطولات بما يتوافق مع نهج الإدارة، وهو ما كان له أثر كبير في جني الثمار بعدها.
ومنذ اليوم الأول للمشروع الإماراتي في مانشستر سيتي، تحركت الإدارة لضم عدد من اللاعبين المميزين، أبرزهم على سبيل المثال لا الحصر روبينيو من ريال مدريد، وسيرجيو أجويرو من أتلتيكو مدريد، وديفيد سيلفا من فالنسيا، وكارلوس تيفيز من مانشستر يونايتد، وكيفن دي بروين من فولفسبورج، وغيرهم.
أوجه الاستثمار في مانشستر سيتي لم تقتصر على ضم اللاعبين أو تعيين المدربين فقط، بل تمت توسعة ملعب الاتحاد معقل الفريق ليستوعب 55 ألف متفرج، بجانب تشييد أكاديمية بجواره من أجل تطوير اللاعبين الشباب، ضمن مخطط طموح لمواصلة الاستثمار على مستوى أوسع.
بعد أشهر قليلة من انتقال ملكية مانشستر سيتي إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أقيل المدرب مارك هيوز من منصبه، وقيل في بيان النادي إنه "فشل في تحقيق الأهداف المرجوة"، وهو ما أثار موجة من السخرية في إنجلترا، إذ إن ناديا مثل السيتي وقتها كان أقصى طموحه هو البقاء في الدرجة الممتازة، وهي وجهة نظر تغيرت في غضون سنوات قليلة بسبب ما حققه "السماوي" من نجاحات.
نحو العالمية
مانشستر سيتي كان اللبنة الأولى في مجموعة "سيتي فوتبول جروب" التي أسسها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حيث إن نجاحات الفريق السماوي كانت سببا في التوسع الإماراتي بمجال الاستثمار الرياضي، والبذرة التي خرجت منها المجموعة التي تضم 10 أندية في الوقت الحالي مملوكة للمجموعة، بجانب ناديين بصفة "ناد شريك".
في عام 2013 تأسست مجموعة سيتي فوتبول المالكة للأعمال التجارية المتعلقة بكرة القدم في عدة مدن حول العالم، بما في ذلك أندية وأكاديميات وشركات التسويق الرياضي، والتي تطمح دائما لزيادة الانخراط في صناعة كرة القدم داخل وخارج الملعب، والعثور على أفضل المواهب الكروية وتطويرها.
وفي العام التالي انطلقت المجموعة بشكل عملي، عن طريق ضم نادي نيويورك سيتي إلى مانشستر سيتي، ثم توسعت سريعا بضم أندية جديدة تحت رايتها.
وتضم المجموعة حاليا أندية مانشستر سيتي، ونيويورك سيتي الأمريكي، وملبورن سيتي الأسترالي، ويوكوهاما مارينوس الياباني، ومونتيفيديو سيتي توركي الأوروجواياني، وجيرونا الإسباني، وسيشوان جيونيو الصيني، ومومباي سيتي الهندي، ولوميل البلجيكي، وتروا الفرنسي.
وانضم إلى المجموعة بعدها نادي بوليفار البوليفي، الذي أصبح أول ناد شريك لمجموعة السيتي، وتبعه نادي فان أولمبيك المنافس بدوري الدرجة الرابعة الفرنسي، الذي انضم لمجموعة السيتي بالطريقة ذاتها.
استثمار ناجح
في عام 2015، بعد عدة أشهر من ظهور المجموعة للنور، كانت قيمتها السوقية تبلغ 3 مليارات دولار أمريكي، ووصلت هذه القيمة إلى 5 مليارات في 2019، مما يجعلها المجموعة الأغلى في العالم.
وتتبع المجموعة سياسة استثمارية قوية وشاملة، فهي تضم أندية وأكاديميات وشركات للتسويق الرياضي تعمل على الدعم المتبادل فيما بينها من خلال الاكتشاف المشترك وتبادل اللاعبين، بجانب المعلومات الفنية والتكتيكية وطرق التدريب.
وبدلا من الاكتفاء بالنظام التقليدي بمتابعة المواهب عن طريق الكشافين، تحظى أندية المجموعة بقاعدة أوسع من اللاعبين والناشئين، حيث تملك المجموعة قاعدة بيانات ضخمة تشمل نصف مليون لاعب حول العالم.
إنجازات تاريخية
وكما صار مانشستر سيتي أحد كبار القوم في إنجلترا وأوروبا بفضل الرؤية الاستثمارية الإماراتية، تسير باقي أندية المجموعة على طريق التحسن في الوقت الحالي.
وخلال 14 عاما تحت القيادة الإماراتية حقق النادي الإنجليزي أكثر مما حققه خلال 114 عاما من تاريخه قبل تلك الفترة، منذ تأسيسه بالاسم ذاته عام 1894، حيث حقق 17 لقبا منذ عام 2008 مقابل 12 فقط قبل ذلك التاريخ.
وحقق مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 6 مرات بعد استحواذ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على ملكيته، بجانب 6 ألقاب في كأس الرابطة، ولقبين في كأس الاتحاد و3 في الدرع الخيرية.
وبجانب إنجازات السيتي، حققت أندية المجموعة نجاحات تاريخية في بلدانها، أبرزها الحصول على لقب الدوري في أستراليا واليابان والهند، فضلا عن صعود تروا من دوري الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى في فرنسا.
ولم تقتصر إنجازات المجموعة على فرق الرجال، حيث إن فرق السيدات أيضا حققت العديد من الألقاب، أبرزها فوز مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي مرة واحدة، بجانب 3 ألقاب في كأس الاتحاد، وكأس الرابطة 4 مرات، فيما توج ملبورن بالدوري الأسترالي للسيدات في 4 مناسبات.