الملاذ الآمن.. قرارات ترامب تزيد من بريق الذهب في أعين المستثمرين
الأنظار تتجه إلى الذهب مؤخرا.. ليواصل المعدن الأصفر الارتفاع منذ منتصف نوفمبر الماضي
رغم نمو التوقعات باستعادة الذهب بريقه كملاذ آمن، واتجاه الأنظار إليه مؤخراً، ليواصل الارتفاع منذ منتصف نوفمبر الماضي دون توقف، رابحاً نحو 6.3% ليسجل الخميس 1276.90 دولار، بالمقارنة بـ1201.40 دولار للأونصة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أن استعادة الذهب لمكانته المتميزة يرتبط بالأساس بوجود تحركات سلبية في أسواق الأسهم.
ونتساءل في ظل سيطرة التحركات الإيجابية على أداء الذهب مؤخراً، هل المعدن الأصفر يسعى لاستعادة بريقه في ظل التذبذبات التي تتعرض لها أسواق الأسهم العالمية، وتصاعد وتيرة الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم "الصين" و"أمريكا"، إضافة إلى اتجاه الفيدرالي الأمريكي لسياسات التشديد النقدي والاتجاه إلى رفع الفائدة، مما يدعم الدولار، ولا سيما أنه رفعها 4 مرات هذا العام، إضافة إلى نمو التوقعات لاستمرار هذه السياسة في 2019.
واستبعد محمد سعيد، خبير أسواق المال والعضو المنتدب لشركة "أي دي تي"، أن يتجه المستثمرون للذهب كملاذ آمن في الوقت الحاضر، موضحاً أن التذبذبات التي تشهدها أسواق المال العالمية تأتي في إطارها الطبيعي.
وقال سعيد إن مؤشر داو جونز يتحرك منذ فترة في اتجاه عرضي بين 24 ألف نقطة و26 ألف نقطة خلال العام الجاري، فلا يتجاوز تراجعه الـ3% أو 4%، ومن ثم فإنه لا يتجاوز مستواه الطبيعي كما أن التذبذبات التي يشهدها تأتي في إطارها الطبيعي.
- الذهب يرتفع بفعل المخاوف مسجلا 1268.87 دولار للأوقية
- الذهب عند أعلى مستوى في 6 أشهر بعد مخاوف بشأن النمو العالمي
وأكد أن الذهب يعد من الملاذات الآمنة للمستثمرين في حال وجود أية تحركات سلبية في أسواق الأسهم، ولكن على المدى القصير لا يمكن اعتباره اتجاهاً عاماً للمستثمرين، متوقعاً أن يتجه المعدن النفيس للارتفاع نهاية العام المقبل، مع بدء تحول أسواق الأسهم لاتجاهها الصاعد.
وارتفع الذهب الخميس مدعومًا بتراجع الدولار وإقبال المستثمرين على شراء المعدن الأصفر للتحوط من هبوط أسواق الأسهم، ليظل المعدن قرب أعلى مستوياته في 6 أشهر الذي سجله في الجلسة السابقة، وارتفع السعر الفوري للذهب 1.09% إلى 1271.80 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ 19 يونيو/حزيران عند 1279.06 دولار في الجلسة السابقة.
وانحسر زخم موجة صعود الأسهم العالمية المدعومة بارتفاع كبير لبورصة وول ستريت اليوم، بعد انخفاض الأرباح الصناعية الصينية الذي أشار إلى الضغوط الواقعة على الاقتصاد العالمي.
كما تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من 6 عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.2% أمس الأربعاء، مما قلل من تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى.
يذكر أن الذهب شهد تراجعًا بلغت نسبته نحو 13.4% من أعلى مستوى بلغه العام الجاري في 25 أبريل الماضي عند 1368 دولارا للأونصة وحتى 17 أغسطس، والتي سجل فيها أدنى سعر خلال العام عند 1184.20 دولار.
وأرجع تقرير لمجلس الذهب العالمي وقتها تراجع أسعار الذهب إلى قوة الدولار في مقابل عملات الأسواق الناشئة والنامية، وتحديداً ضعف عملة اليوان الصيني والليرة التركية، حيث تضرر من صعود العملة الخضراء مما جعل المعدن الأصفر المسعر بالدولار أكثر تكلفة على المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، حسب وكالة رويترز.
وتتغير أسعار الذهب يوميًا باستمرار من ارتفاع وانخفاض، ويعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل منها تغير سعر الدولار واتجاهات المستثمرين، واحتياطي البنوك المركزية من الذهب وأسعار البترول، علاوة على حال العرض والطلب على هذا المعدن الأصفر.
aXA6IDE4LjExNi4xNC40OCA= جزيرة ام اند امز