جوجل تكسر "وهم" الخصوصية في أبل.. غيرة مشروعة
لا تنوي جوجل الاستسلام للصورة الذهنية التي رسمتها أبل لنفسها بصفتها حامية لخصوصية المستخدمين، الأمر الذي دفعها لتغييرات في أندرويد.
وتعمل شركة جوجل حاليا على تعزيز حماية الخصوصية لمستخدمي أندرويد الذين يريدون التخلص من تجسس المعلنين.
- جوجل تحدث أندرويد لأول مرة منذ 7 سنوات.. ما الجديد؟
- روسيا تضرب عمالقة التواصل الاجتماعي.. غرامات على تويتر وجوجل وتيك توك
والتغييرات الجديدة سيتم إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام.
تعزيز الأمان والخصوصية
وأعلنت جوجل عن التغييرات في رسالة بريد إلكتروني إلى مطوري متجر جوجل بلاي.
وكتبت في الرسالة إنها تريد تزويد المستخدمين بتحكم أفضل في البيانات، والمساعدة في تعزيز الأمان والخصوصية.
وأضافت جوجل أنه بعد الإصلاح الشامل، فإن المطورين الذين يحاولون الوصول إلى معرّفات الإعلانات لأولئك الذين اختاروا إلغاء الاشتراك يتلقون سلسلة من الأصفار بدلاً من المعرّف.
ويعني الإصلاح الشامل أنه يمكن لمليارات من مستخدمي أندرويد إلغاء الاشتراك في الإعلانات القائمة على الاهتمامات.
ويمنح ذلك المستهلكين تحكمًا أكبر مع منع وصول جهات التسويق إلى البيانات التي يعتمدون عليها.
غيرة جوجل من أبل
والخطوة، فسرها الخبراء بأنها محاولة للتنافس مع أبل التي تغار جوجل من استحوذاها على عرش "الخصوصية".
وفي محاولات سابقة، قدمت جوجل وسائل حماية إضافية لمستخدمي أندرويد الذين يختارون عدم مشاركة معرّف الإعلانات.
ويمكن لمستخدمي أندرويد تقييد تتبع الإعلانات أو إعادة تعيين معرّف الإعلانات. ولكن المطورين تمكنوا من التحايل على هذه الإعدادات وذلك من خلال الاعتماد على معرّفات الأجهزة البديلة التي تتخذ جوجل إجراءات صارمة ضدها الآن.
وعززت أبل في الشهر الماضي الخصوصية عن طريق إيقاف تشغيل التتبع افتراضيًا. ومنحت المستخدمين القدرة على الاشتراك إذا أرادوا ذلك.
وعلى مدى سنوات، أخبرت جوجل الجمهور أن معرف إعلانات أندرويد آمن بما فيه الكفاية. ولكنها قررت إجراء التغيير بعد أسابيع من تغيير أبل لمعايير الخصوصية من أجل توفير حماية أفضل لمعرفات الأجهزة.
ضربة للمعلنين
ويمثل هذا الأمر ضربة جديدة لقطاع الإعلان الرقمي الذي يقارب 400 مليار دولار سنويًا.
وأظهر تغيير السياسة أن جوجل قد أدركت أن المعرفات الفريدة حساسة للغاية، وهي خطوة في طريق إخفاء الهوية الحقيقي عبر الهواتف الذكية العاملة بأندرويد.
ومن المحتمل أن ترى عملاقة البحث أن هذه التغييرات في مصلحتها من أجل إدارة التصور العام حول الخصوصية والتنافس مع أبل ولزيادة سيطرتها على أجهزة المستخدم وبياناته.
ومع ذلك، فإن تعزيز حماية الخصوصية لكل من مستخدمي آيفون وأندرويد ينطوي على مخاطر تسليم الكثير من السلطة إلى جوجل وأبل.
وتعد هذه التغييرات إيجابية لخصوصية المستخدم في مجال ما. ولكنها توجد مخاطر كبيرة في مجال آخر. وذلك لأن جميع البيانات الحساسة أصبحت الآن مملوكة لأبل أو جوجل.