الروس و"جي بي إس".. البحث عن حل لـ"تهديد وجودي"

بدائل تبحث عنها لندن وواشنطن لنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، وسط مخاوف من أن تدار حروب المستقبل بلا رصاص.
وقال وزير مشتريات الدفاع البريطاني، جيريمي كوين، إن الحكومة "بحاجة للانتباه" إلى تهديد تدخل الأقمار الصناعية في وقت تستخدم فيه روسيا العملية العسكرية في أوكرانيا لتجربة التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي.
وأضاف كوين -في تصريحات لصحيفة "التايمز" البريطانية- أن "هناك مجموعة كاملة من القدرات التي يتم نشرها على الجانبين. نحتاج لتعلم الدروس من ذلك ومواصلة عملنا الابتكاري في الميدان."
وتراجع بريطانيا أنظمة ملاحة بديلة تتضمن "وان ويب" الذي يستخدم الفضاء، والعلامة الأمريكية "NextNav" التي تشارك في محادثات مع الحكومة بشأن نشر تقنيتها الأرضية في لندن ومانشستر.
وبينما يستخدم نظام "GPS" الإشارات من الأقمار الصناعية لتحديد موقع الأجهزة المتلقية مثل الهواتف المحمولة، تحدد "نيكست ناف" موقعها باستخدام محطات إرسال على الأرض. وتستخدم مجسات الضغط البارومتري على الهواتف لتحديد الارتفاع.
وتزعم "NextNav" أن إشاراتها أقوى بمقدار 100 ألف مرة من الموجودة بنظام "GPS"، ما يجعل من الأصعب التشويش عليها وتجعلها أكثر فاعلية في المدن، حيث تعترض كثافة المباني طريقها.
نظام دعم
وقال غانيش باتابيرامان، المدير التنفيذي لـ"نيكست ناف": "نعمل مع الحكومة الفيدرالية الأمريكية لمحاولة إنشاء نظام دعم لنظام تحديد المواقع العالمي بسبب التهديد الذي يتعرض له النظام (GPS) من الروس وغيرهم".
وأضاف: "إذا أردت التشويش على نظامنا فسيكون من الصعب للغاية فعل ذلك، إذ لدينا عدة أجهزة إرسال حول المنطقة. كما أن نظامنا مؤمن نظرًا لتشغيل نظام التشفير".
وقبل بداية الحرب مباشرة، حث الدبلوماسيون الأوكرانيون في بروكسل القادة الأوروبيين على استخدام "كل السبل" للتشويش على إشارات الأقمار الصناعية الروسية.
ومن المفهوم أن أوكرانيا طلبت من الغرب حظر "جلوناس/Glonass"، نظام تحديد المواقع العالمي الروسي، والتشويش على إشاراته في المنطقة. لكن لم تتم الاستجابة لهذا الطلب.
وقد يتسبب مثل هذا الهجوم في انهيار شبكة للكهرباء، وتعطيل ماكنيات الصرافة، وانهيار النظام المصرفي، ووقف عمل الهواتف المحمولة، ومنع الصواريخ الموجهة من الوصول إلى أهدافها.
وقال باتابيرامان: "لا شك على الإطلاق في أن تأثير خسارة "جي بي إس" يكاد يكون وجوديا. ستتأثر البنوك والمعاملات التجارية وشتى مجالات النقل والإمدادات الغذائية جميعها وستصبح في حالة فوضى تامة".
وواجهت روسيا اتهامات بهجومها على نظام تحديد المواقع العالمي في أوكرانيا باستخدام أساليب تضمن الانتحال عبر استخدام إشارات مزيفة لخداع العدو بشأن موقع شخص أو غرض أو كتيبة.
وأكد باتابيرامان أن التشويش أو الخداع قد يصبحان "سلاحا خطيرا" إذا سقطا في أيدي طرف من الدول أو إرهابيين، قائلًا: "يمكنني القضاء على شبكة الكهرباء، أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية، وكل شيء من خلال التشويش على (جي بي إس) بدون إطلاق رصاصة واحدة. هذا هو مستوى الخطر الذي نواجهه".