سباق العباقرة على أشده.. والسبب: تأشيرة أمريكية بـ100 ألف دولار
أثارت الخطوة المفاجئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع رسوم طلب تأشيرة H-1B إلى 100 ألف دولار أمريكي، قلق الشركات والاقتصادات الكبرى، محاولين استيعاب الآثار المحتملة.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن هذه الخطوة قد تُتيح فرصة قيّمة لبعض مراكز المواهب العالمية، لا سيما تلك الموجودة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
وفي إطار سعيها لحماية الوظائف الأمريكية، رفعت إدارة ترامب يوم الجمعة رسوم طلب تأشيرة العمال الأجانب المهرة.
ويلزم هذا القرار، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد، الشركات بدفع الرسوم للحصول على التأشيرات اللازمة للموظفين الجدد الذين يدخلون البلاد.
وإلى جانب الشركات المالية، اعتمدت شركات التكنولوجيا الكبرى منذ فترة طويلة على تأشيرات H-1B لشغل الوظائف التي تتطلب مهارات عالية، بموظفين يتم توظيفهم من الهند والصين، من بين دول أخرى.
ومن جانبها، ردت الهند على إدارة ترامب بشأن رسوم التأشيرة الجديدة، قائلةً إن هذه السياسة "من المرجح أن تكون لها عواقب إنسانية".
وقال تشارلز هنري مونشو، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة Syz، إن الرسوم الجديدة المفروضة على تأشيرات H-1B، التي تصل قيمتها إلى ستة أرقام، قد تُعطي دفعة قوية لمراكز المواهب العالمية التي تسعى لجذب العمالة الماهرة خارج الولايات المتحدة.
وقال مونشو لشبكة CNBC: "قد يكون الأمر مؤلمًا للولايات المتحدة فيما يتعلق بالابتكار".
وأضاف، مع ذلك، أن التأثير المالي لارتفاع أسعار تأشيرة H-1B يبدو متواضعًا نسبيًا بالنسبة لشركات التكنولوجيا الكبرى، ولا سيما أمازون.
ووفقًا لدائرة خدمات المواطنين والهجرة الأمريكية، وظّفت أمازون أكبر عدد من حاملي تأشيرة H-1B بفارق كبير عن الشركة التي تليها في عدد التوظيف، يصل لأكثر من 14,000 موظف، حتى نهاية يونيو/حزيران.
وفي الوقت نفسه، حصلت كل من مايكروسوفت ميتا وأبل وغوغل على أكثر من 4,000 تأشيرة خلال السنة المالية 2025.
وقال مونشاو: "قد تكون هذه فرصة للمملكة المتحدة، وقد تكون فرصة لأوروبا، ولأماكن مثل دبي، على سبيل المثال، أو ربما للصين، لأنه من الواضح أنه إذا أصبحت الولايات المتحدة أكثر صرامة، فهذه فرصة ذهبية للعديد من هذه الدول لفتح الباب أمام الخبراء والعمال الأجانب".
ويشاركه هذا الرأي هاري ستيبينغز، مؤسس صندوق رأس المال الاستثماري وبودكاست 20VC.
وقال ستيبينغز يوم السبت في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، "إن أكبر تهديد للابتكار الأوروبي هو فقدان المواهب".
وأضاف بعد هذا القرار "لقد منح ترامب أوروبا أعظم فرصة".
ودعا ستيبينغز المملكة المتحدة إلى تسريع إجراءات الحصول على جميع تأشيرات H-1B، وذلك في إطار سعيها لجعل البلاد "جاذبة للمواهب".
وتأتي تعليقاته في الوقت الذي تتطلع فيه المملكة المتحدة، وفقًا للتقارير، إلى استكشاف سبل إلغاء بعض رسوم التأشيرات لكبار المواهب العالمية، وهي خطوة من شأنها أن تتناقض بشكل حاد مع إدارة ترامب.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، يوم الاثنين، أن أحد الخيارات التي يدرسها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هو اقتراح بإلغاء رسوم التأشيرات للمهنيين رفيعي المستوى، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر.
وصرح متحدث باسم وزارة الداخلية لصحيفة فايننشال تايمز بأن مسارات المواهب العالمية في البلاد "تجذب وتحافظ على المواهب عالية المهارات، لا سيما في مجالات العلوم والبحث والتكنولوجيا"، مما يعطي مؤشر لنية بريطانيا استغلال هذه الفرصة السانحة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA== جزيرة ام اند امز