بالصور.. "العين" ترصد من لبنان الذكرى الـ12 لاغتيال الحريري
سعد الحريري يجدد رفضه لسلاح حزب الله وتدخله في سوريا
سعد الحريري جدد رفضه لسلاح حزب الله وتدخله في سوريا، منددا بـ"جرائم نظام الأسد"
أحيا لبنان الرسمي والشعبي الذكرى الـ12 لاغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، في كل سنة من الرـ14 من فبراير/شباط ينظم تيار المستقبل هذا الاحتفال، لتأكيد الاستمرار على نهج الحريري، بالحفاظ على عروبة لبنان والحرية فيه، والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.
وجدد رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، الثلاثاء، رفضه لسلاح حزب الله المصنف في عدة دول "منظمة إرهابية" وتدخله في سوريا، منددا بـ"جرائم نظام الأسد"، مشددا على أن هذه الموضوعات لا تزال محور خلاف داخل الحكم اللبناني.
وجاء كلام الحريري بعد يومين على تصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، اعتبر فيها سلاح حزب الله "مكملا" للجيش اللبناني.
وقال الحريري: "نحن فاوضنا وساومنا من أجل الحفاظ على الاستقرار، لكن لم ولن نساوم على الحق أو الثوابت".
وشدّد على أنه لا مرجعية تعلو على مرجعية الدولة، لا الأحزاب ولا الخارج، مؤكداً أن قرار لبنان بيد الدولة اللبنانية لا بيد أفراد وزعامات ولا محاور إقليمية ودولية، ولن نكون جزءاً في أي محور في مواجهة الأشقاء العرب، ولن نسمح بتحويله إلى ساحة لصراعات الآخرين على أرضه.
وقال: "لن نفرط بلبنان ولن نساوم عليه، ولن نسمح لأحد بخطف لبنان وتسليمه إلى المحاور الخارجية.. لا نستدعي الخصومة مع أحد لكننا معنيون بحماية المصالح العربية، ومن يظن أن بإمكان أي قوة إقليمية مصادرة القرار اللبناني فهو خاطئ.. نحن مستمرون بمشروع الرئيس رفيق الحريري حتى ولو قيل إن المصالحة مستحيلة.. نرفض الثأر ونريد فقط العدالة للرئيس الشهيد، وفي 7 مايو/أيار البغيض والأسود رفضنا الانجرار إلى الفتنة".
وأضاف "لا نقبل من أحد أن يقول لنا إن المصالحة مستحيلة بين حقيقة اغتيال الحريري وبين حلمنا للمستقبل، ولا نقبل القول بأن المصالحة مستحيلة بين التسوية لإنقاذ الوطن وبين الربح في الانتخابات.. لا نقبل القول بأن المصالحة مستحيلة بين تطبيق اتفاق الطائف وبين الوصول إلى دولة مدنية حديثة".
وعدد الحريري، حسب ما أوردته صحف ووسائل إعلام لبنانية، ثوابت المحكمة الدولية التي تنظر في التفجير الذي أودى بحياة والده و22 شخصا آخرين في 2005، و"نظرتنا لنظام الأسد وجرائمه، والموقف من السلاح غير الشرعي والمليشيات ومن تورط حزب الله في سوريا".
وتابع: "هناك خلاف في البلد وخلاف حاد حول سلاح حزب الله وتورطه في سوريا"، مضيفا "ليس هناك توافق حول هذا الموضوع، لا في مجلس الوزراء، ولا في مجلس النواب، ولا على طاولة الحوار" التي تعقد دوريا بين ممثلين عن أبرز الأطراف اللبنانيين في محاولة لإيجاد حلول للأزمات المتعددة في البلد ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة.
وقال الحريري: "ما يحمي البلد هو أن هناك إجماعا حول الجيش والقوى الشرعية والدولة.. وفقط الدولة".
ذكرى مختلفة
ولكن الذكرى تختلف هذه السنة، نظراً لإنجاز تسوية كبرى بين الأفرقاء اللبنانيين، وخصوصاً بين الخصوم، تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وهذا ما أدى إلى عودة سعد رفيق الحريري رئيساً للحكومة، وانتخاب ميشال عون رئيساً للبلاد.
واللافت أن الاحتفال في الذكرى، يأتي في ظل انقسام سياسي حول بعض الملفات في لبنان أهمها التوافق على إقرار قانون جديد للانتخابات، والموقف من سلاح حزب الله، لا سيما غداة مواقف أطلقها رئيس الجمهورية تؤكد تأييده لهذا السلاح لأنه يشكل قوة للبنان، في مقابل معارضة رئيس الحكومة لهذا الأمر.
وعلى الرغم من هذا الخلاف، حرص الحريري على العلاقة الجيدة مع كل الفرقاء، وخصوصاً مع الرئيس الذي أرسل موفداً ليمثله في هذا الحفل بخلاف ما كان يجري في السابق، إذ كان يرفض المشاركة فيها.
وبناء على هذا الاختلاف السياسي، انقسمت آراء النواب والسياسيين الذين شاركوا في إحياء الذكرى. وفي تصريح لـ"بوابة العين" قال عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عقاب صقر إن "وجود حزب الله ضرورة للبنان، ولكن سلاحه غير شرعي وغير ضروري"، متحدثاً عن وجود نقاط خلاف بشأن الإستراتيجية الدفاعية بين بعض الأفرقاء، خصوصاً مع رئيس الجمهورية، لكن هذا لا يفسد في الود قضية، ولا يعني الخلاف على كل الملفات الأخرى.
وتابع صقر: "لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون مقاربة غير موفقة٬ والسلاح لن يكون شرعياً ما لم يوضع ضمن الدولة اللبنانية". لكن ذلك "لن يؤثر على العلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري وهذه نقطة خلاف وليست اختلاف علينا البت بها في الإستراتيجية الدفاعية"، مشيراً إلى أنه "كل لبناني يعرف من قتل الحريري والمحكمة الدولية ستدل عليهم بالأسماء".
في المقابل، أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون لبوابة العين، أن مشاركتهم كفريق سياسي بهذه المناسبة الوطنية أمر منطقي، على الرغم من إمكانية وجود اختلاف سياسي مع تيار المستقبل في بعض الأمور٬ لكن لا خلافات جوهرية، على المبادئ العامة وعلى سيادة مؤسسات الدولة والحفاظ على الأمن والاستقرار والتواصل بين جميع الأفرقاء.
وذكر عون "أننا اتفقنا وقمنا بتسوية ولا أحد غيّر مواقفه، بل وجدنا قواسم مشتركة، ولم نخرج عن مضمون البيان الوزاري وخطاب القسم"، مشددا على أنه "ليس من الضروري أن نتبنى كل ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري في خطابه اليوم، بل هذه مناسبة وطنية ونشارك على هذا الأساس".
من ناحيته، صرح الوزير ميشال فرعون لبوابة العين، بأن "انعكاسات اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لا تزال حتى اليوم"، لافتاً إلى أن "اليوم هناك هواجس جديدة وآمال جديدة يجسدها رئيس الحكومة سعد الحريري بالحكومة الجديدة بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان".
ورأى فرعون أن "الوحدة التي تجلت في هذه الحكومة وإطلاق المؤسسات من جديد هو دليل على الاستمرار بمسيرة رفيق الحريري بإعمار البلد وتحصين الوحدة".
وفي رد على المشاركة في إحياء الذكرى، أكد الوزير السابق، إلياس بوصعب أن "الحوار الجاد الذي حصل بين الفرقاء والذي كنا ننادي له تحقق"، معرباً عن سعادته قائلا: "أن أرى كل الفرقاء وحتى لو كان هناك نقص لا نريد أن يكون أحد خارج الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية"، مشيراً إلى أن "لا أحد يستطيع أن يلغي أحداً٬ الكل يجب أن يتحاور مع بعضه البعض.. ويجب أن نحافظ على لبنان أولاً وأخرا".
aXA6IDE4LjE4OC4yMjMuMTIwIA== جزيرة ام اند امز