بتسديدة في شباك المتشككين.. هاريس تبحث عن بؤرة الهدف
في سباق متقارب، تبدو نقطة التوازن؛ أو ما تسميها أدبيات السياسة بـ"نقطة الفوز"، في الوسط تماما، حيث يبدو المرشح قادرا على توسيع قاعدته.
فالمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس، تبذل كل ما في وسعها للركض إلى الوسط في محاولة لإقناع الناخبين المترددين واستمالة الجمهوريين قبل شهرين من الانتخابات.
وشهدت هذه الانتخابات بالفعل العديد من الاضطرابات، لا سيما قرار الرئيس جو بايدن بالتخلي عن ترشحه، أكثر من معظم الانتخابات في الذاكرة الحديثة.
ومن المقرر أن تبدأ ولاية بنسلفانيا، التصويت المبكر في 16 سبتمبر/أيلول. ووفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب"، لم يقرر بعد شخص واحد فقط من بين كل 5 بالغين على مستوى البلاد، مصير صوته في الانتخابات.
سباق متقارب
وعلى الرغم من الزخم الواضح لهاريس، لا يزال السباق متقاربًا للغاية. فوفقا لمتوسط استطلاعات الرأي الوطنية التي أجرتها شركة "RealClearPolitics"، تقدمت هاريس بفارق 1.8 نقطة مئوية يوم الجمعة.
وأظهر متوسط صحيفة "واشنطن بوست" للولايات المتأرجحة الرئيسية أن أكبر تقدم كان في ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن، حيث تقدمت هاريس بفارق 3 نقاط - وهو بالكاد تقدم مريح.
أما في أربع ولايات أخرى، فكان التقدم أقل من نقطة واحدة، وهو ما يدل على المنافسة الصعبة في هذه الانتخابات.
وبحسب مؤسسة غالوب، فإن العديد من الناخبين يولون بالفعل اهتماما أكبر من أي وقت مضى للمنافسة الرئاسية الحالية.
وقال جيفري م. جونز، كبير المحررين في غالوب لموقع "بيزنيس إنسايدر" الأمريكي، ”تبين أن هذه الانتخابات ذات نسبة إقبال أعلى، ولم يسبق أن كانت نسبة من أعطوا اهتمامًا كبيرًا للانتخابات في شهر أغسطس/آب، مثل ما تحرزه هذه الانتخابات".
وتابع ”يبدو أن هذه الانتخابات قد تكون ذات نسبة مشاركة عالية، إن لم تكن تتفوق على ما شهدناه في عام 2020، والتي كانت الأعلى منذ أكثر من 100 عام.“
هاريس تتغير
في أول مقابلة لها منذ أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، أكدت هاريس أنها غيرت وجهات نظرها بشأن الهجرة.
وإبان ترشحها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 2019، كانت قد قالت إنها ستدعم إلغاء تجريم الحدود، في إشارة إلى إزالة الحواجز أمام حركة الهجرة.
وكان موقفها في ذلك الوقت منطقيًا، بالنظر إلى أن العديد من خصومها في الانتخابات التمهيدية، كانوا أيضا في سباق لاسترضاء التقدميين من خلال اتخاذ مواقف ليبرالية بشأن الأسلحة والعدالة الجنائية والعرق والهجرة.
وفي المقابلة التي أجرتها قبل أيام، تغير موقفها من الحدود تماما، وقالت ”لدينا قوانين يجب اتباعها وتطبيقها للتعامل مع الأشخاص الذين يعبرون حدودنا بشكل غير قانوني. ويجب أن تكون هناك عواقب".
واستطردت "ودعونا نكون واضحين، في هذا السباق، أنا الشخص الوحيد الذي قام بمقاضاة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية التي تتاجر بالأسلحة والمخدرات والبشر.“
تحولات أخرى
وهذه ليست القضية الوحيدة التي غيرت هاريس موقفها منها. فهي لم تعد ترغب في حظر التكسير الهيدروليكي، وهي قضية حاسمة في ولاية بنسلفانيا. كما أن هاريس لم تعد تدعم برنامج الرعاية الطبية للجميع.
وفي استعراض لمدى جديتها في التواصل مع الجمهوريين، التزمت هاريس بتسمية أحد أعضاء حكومتها من الحزب المنافس، في تناقض مع بايدن والمرشح الجمهوري دونالد ترامب اللذين لم يتبعا التقليد الذي كان شائعًا في السابق بتسمية عضو من الحزب الآخر في منصب وزاري.
ففريق ترامب لا يقتنع بهاريس الجديدة، ويعتبر أن ”قيمها لم تتغير“.
وحاول الرئيس السابق وحلفاؤه وصف هاريس بأنها ليبرالية من كاليفورنيا، لكن جهودهم تقوضت بسبب هجمات الملياردير نفسه، على عرقها.
ووفق بزنيس إنسايدر، تندفع هاريس إلى منطقة الوسط السياسي، أملا في توسيع قاعدتها التصويتية، بما يشمل الجمهوريين الرافضين لترامب، في تحول انتخابي تكتيكي قبل شهرين من الاقتراع.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز