نتائج بارزة حققتها زيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، للهند، ستسهم في إعطاء دفعة قوية لشراكتهما الاستراتيجية.
زيارة تعد امتدادا لعمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين التي وضع أسسها وقواعدها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة تاريخية للهند عام 1975، ورسم خارطة طريق تنميتها وتعزيزها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات عبر التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال زيارته للهند في يناير/كانون الثاني 2017، ثم إطلاق الرؤية الإماراتية - الهندية المشتركة وتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في فبراير/شباط 2022.
ويواصل السير على درب الآباء والأجداد، في تنمية العلاقات بين البلدين وتعزيزها الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي.
وغادر الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، الهند، الثلاثاء، مختتما زيارة رسمية استمرت 3 أيام أجرى خلالها مباحثات ولقاءات مع رئيسة الهند دروبادي مورمو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
كما حضر خلالها جانباً من فعاليات ملتقى الأعمال الإماراتي الهندي، الذي يعد منصة هامة لبحث فرص التعاون المشترك ومواصلة الاستفادة من الاتفاقية الاقتصادية الشاملة بين البلدين، التي تعد أول اتفاقية ثنائية تبرمها الإمارات ضمن برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية.
وشهد ولي عهد أبوظبي خلال الزيارة توقيع نحو 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسهم في تعزيز التعاون بين البلدين وإطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز روابط العلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين الصديقين.
وفي لفتة هامة تحمل رسائل ودلالات تجسد قوة ومتانة العلاقات، قام ولي عهد أبوظبي بسقي شجرتي الصداقة، الأولى التي غرسها الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1975، والثانية التي غرسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات في عام 2016، خلال زيارتيهما للهند.
كما قام بغرس شجرة صداقة ثالثة، تعبيراً عن عمق واستمرارية علاقات الصداقة التاريخية الوثيقة بين البلدين.
ووجه الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان خلال لقاءاته ومباحثاته، خلال الزيارة، رسائل هامة تؤكد على أهمية العلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين والحرص على تعزيزها وتنميتها.
حصاد مثمر للزيارة سيسهم بشكل كبير في تعزيز ودفع علاقات "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي تربط البلدين وتعزيز التعاون بينهما على مختلف الأصعدة.
مباحثات ورسائل
تفصيلا، بحث الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ودروبادي مورمو، رئيسة جمهورية الهند، علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
وقال الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان إن هذا اللقاء يعكس حرص قيادتي البلدين الصديقين على تعزيز التعاون والتنسيق، وبشكل خاص في المجالات التجارية والاستثمارية والبحث في فرص إضافية لتطوير التعاون وفتح آفاق جديدة للنمو المستدام.
وفي لقاء منفصل، أجرى الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، محادثات رسمية مع ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، حول العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسُبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة.
وتم خلال اللقاء، بحث مجمل العلاقات الثنائية في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وسُبل تطويرها والارتقاء بها في ضوء ما تشهده من تقدم مستمر ضمن مختلف مسارات التعاون في سبيل مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وجرى خلال اللقاء استعراض روابط الصداقة التاريخية والتعاون في المجالات كافة، ورؤية البلدين حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتم خلال اللقاء الإعلان عن عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية ضمن إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين وفي هذا الصدد تم ما يلي:
1- وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" اتفاقية مدتها 15 سنة لتوريد الغاز الطبيعي المسال مع "مؤسسة النفط الهندية المحدودة"، تقوم "أدنوك" بموجبها بتوريد مليون طن متري سنوياً من الغاز الطبيعي المسال بصورة أساسية من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات التابع لـها.
2- وقعت "أدنوك" اتفاقية مع شركة "الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية المحدودة" لتمديد اتفاقية "تخزين وإدارة النفط" الحالية والمساهمة في دعم أمن الطاقة في الهند.
3- وقّعت "القابضة" (ADQ)، شركة استثمارية قابضة في إمارة أبوظبي، مذكرة تفاهم مع وزارة الصناعات الغذائية في الهند لإنشاء مجمع للصناعة الغذائية والزراعية في ولاية غوجارات الهندية، من خلال توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية المتطورة والمبتكرة في قطاع الصناعة الغذائية.
4- أبرمت "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" اتفاقية شراكة استراتيجية مع "شركة الطاقة النووية الهندية" لدعم جهود تبادل الخبرات والمعارف في جميع مجالات تطوير حلول الطاقة النووية، من خلال القدرات والمرافق النووية المتطورة التي تحظى بها دولة الإمارات، والتي تعكس التصنيف العالمي المتقدم الذي حصلت عليه الدولة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقديراً لجهودها والتزامها بأعلى المعايير الدولية في مجال تطوير الطاقة النووية السلمية.
تعزيز التعاون الاقتصادي
أيضا حضر الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، جانباً من فعاليات ملتقى الأعمال الإماراتي الهندي، الذي أقيم في مومباي، بتنظيم من وزارة الاقتصاد الإماراتية وسفارة الدولة في نيودلهي، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة في الهند.
وأشار، خلال الملتقى، إلى أهمية اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند في تحفيز وتيرة التنمية الاقتصادية الشاملة، مؤكداً حرص دولة الإمارات على مواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية مع الهند، وتعزيز حركة التجارة الخارجية، وتسهيل الوصول إلى الأسواق الرئيسية، من خلال تبنّي منظومة اقتصادية داعمة للأعمال والاستثمار.
وأكَّد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أهمية اتفاقية الشراكة في تعزيز تعاون البلدين في القطاعات الحيوية المختلفة، بما يعكس تطلعات قيادة البلدين بدعم التعاون الاستراتيجي ودفع عجلة مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة بين البلدين.
كما شهد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان تبادل عدد من اتفاقيات التعاون الاستراتيجي وإطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز روابط العلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين الصديقين.
وعلى هامش أعمال الملتقى، عرضت شركة G42 شرحاً تفصيلياً عن "ناندا"، وهو نموذج لغوي كبير للغة الهندية تقدمه الشركة، وذلك بهدف تعزيز تبني الحلول والوسائل التكنولوجية المتطورة لخدمة المجتمع، ودعم مسيرة تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في الهند.
وتضمنت الاتفاقيات التي تم الإعلان عنها:
5- اتفاقية تعاون بين مجموعة اللولو، سلسلة متاجر التجزئة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وهيئة تنمية صادرات المنتجات الزراعية والأغذية المصنّعة في الهند؛ بهدف استيراد المنتجات الزراعية العضوية من الهند إلى الأسواق الإماراتية.
6- وقعت شركة إنترناشونال ريسورسيس هولدينغ (IRH)، وهي الشركة الفرعية المتخصصة في استخراج الموارد الطبيعية التابعة لشركة 2PointZero، والتي يقع مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحالفاً إستراتيجياً تاريخياً مع شركة Oil India Limited وشركة Khanji Bidesh India ("KABIL") وشركة ONGC Videsh Limited ("OVL") للتعاون عبر سلسلة توريد المعادن الحيوية.
7- وقَّعت "جلوبال جيت تكنيك"، الشركة الإماراتية المتخصِّصة في صيانة الطائرات، اتفاقيات تعاون مع شركة "إنترجلوب" لخدمات الطيران، وشركة "إيرإنديا"، وشركة "أكاسا للطيران".
وتهدف هذه الاتفاقيات الثلاث إلى توفير خدمات صيانة الطائرات للأساطيل التابعة لهذه الشركات في مطارات الدولة.
8-وقّعت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي اتفاقية تعاون مع "اتحاد الصناعات الهندية" لتعزيز فرص الاستثمار في القطاع الخاص في كل من دولة الإمارات والهند، وذلك من خلال تبادل المعارف والمعلومات ذات الصلة بالتنمية الاقتصادية بهدف دعم التعاون التجاري وزيادة فرص النمو الاقتصادي والصناعي.
وتشمل الاتفاقية أيضاً توسيع نطاق المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها غرفة تجارة وصناعة أبوظبي "بوابة الأعمال للعالم" بهدف توسيع شبكة علاقاتها التجارية الدولية.
9- وقعت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي اتفاقية أخرى مع اللجنة المشتركة لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الشراكة الواعدة لمجتمعي الأعمال في الجانبين.
10- أبرمت "روريكس القابضة"، الشركة الدولية المتخصِّصة في مجالات الخدمات المالية والتسهيلات التجارية، اتفاقية تعاون مع شركة الخدمات اللوجستية الهندية "موانئ أداني" والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة؛ بهدف توظيف أحدث التقنيات في تطوير البُنى التحتية في الهند.
كما اتفقت هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز) واللجنة المشتركة لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند على العمل معاً، لتوسيع نطاق الاستفادة من الشراكة عبر توفير المزيد من الفرص لمجتمعَي الأعمال في الجانبين وتنشيط القطاع الخاص.
لفتات هامة
وفي لفتة هامة تعبر عن تقديره للعلاقات التاريخية بين البلدين، زار الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ضريح الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي في منطقة راج غات في العاصمة الهندية نيودلهي.
وخلال الزيارة، وقف دقيقة صمت، ووضع إكليلاً من الزهور على ضريح المهاتما غاندي، تقديراً لإنجازاته وقيمه التي أرست دعائم بناء مسيرة التنمية في جمهورية الهند بعد استقلالها.
كما توجّه إلى ساحة الحديقة، حيث قام بسقي شجرتي الصداقة، الأولى التي غرسها الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1975، والثانية التي غرسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات في عام 2016، خلال زيارتيهما جمهورية الهند.
كما قام بغرس شجرة الصداقة في ساحة نصب "راج غات" التذكاري، تعبيراً عن عمق واستمرارية علاقات الصداقة التاريخية الوثيقة بين البلدين.
وفي ختام الزيارة، دوَّن كلمة في سجل كبار الزوّار، تحوي رسائل هامة جاء في نصّها : "ستبقى ذكرى المهاتما غاندي خالدة في قلوب أبناء وطنه وشعوب العالم بتضحياته التي أرست قيم المحبة والسلام، وهي القيم النبيلة والمبادئ السامية نفسها التي جسّدها الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعطائه ونهجه الإنساني".