من نافذة "الكوميديا" استطاع الفنان المصري حسن حسني العبور إلى الجمهور، لم يكن طريقه سهلا ولم يتعامل مع الفن والإبداع باعتباره باب رزق، إذ بالغ في إخلاصه للتمثيل وظل يعمل حتى اللحظة الأخيرة من عمره.
مشوار حسن حسني
اسمه حسن حسني محمود ومن مواليد 19 يونيو/ حزيران 1936، في حي القلعة وسط العاصمة المصرية القاهرة، وعندما بلغ من العمر 6 سنوات، ماتت والدته، الأمر الذي ترك في نفسه أثرا مؤلما وجعله يميل إلى الحزن طوال حياته.
في المرحلة الثانوية بدأت شخصيته تتشكل ومن فرط حبه للتمثيل شارك في عروض المسرح المدرسي، وذات مرة شاهده الفنان الكبير حسين رياض عندما شارك في تقييم مسابقة للتمثيل بين المدارس، ونال أداء حسن حسني إعجاب الفنان الكبير حسين رياض، الذي نصحه بالاستمرار وعدم التوقف عن الاشتغال بالفن.
يوما بعد يوم تحول حب التمثيل بداخل حسن حسني إلى عشق، ولذا التحق بالمسرح العسكري وقدم على خشبته العديد من العروض المهمة.
وبعد هزيمة 1967 تم حل المسرح العسكري، ولم يفقد حسن حسني الأمل، والتحق بفرقة جلال الشرقاوي وعمل فيها لمدة 10 سنوات من أجل العبور للجمهور.
توهج حسن حسني
عام 1979، رشح المخرج محمد فاضل الفنان حسن حسني للمشاركة في مسلسل "أبنائي الأعزاء.. شكرا" بطولة عبدالمنعم مدبولي، حقق المسلسل نجاحا كبيرا وقت عرضه، وكان سببا في شهرته.
مضت الأيام وتعددت التجارب وتوهج اسم حسن حسني، ومن خشبة المسرح انتقل إلى شاشة السينما والتي قدم عبر شاشتها الكبيرة مجموعة من الأفلام المهمة والتي تعد بصمات خالدة في سجل السينما المصرية منها "نأسف لهذا الخطأ" و"الكرنك" و"الهروب" و"سواق الأتوبيس" و"فارس المدينة" و"دماء على الأسفلت".
تميز هذا الفنان الاستثنائي بالقدرة على تغيير جلده، والانتقال بين الكوميديا والتراجيديا بصورة سهلة، الأمر الذي جعله يتواصل مع جيل محمد سعد، ومحمد هنيدي وأحمد حلمي وأحمد السقا، واعتبره هذا الجيل "فال خير" وكان ضيفا دائما في أفلام هذا الجيل.
ويقدر النجاح في السينما، تألق في التلفزيون وقم ما يقرب من 120 مسلسلا منها:" المال والبنون، جحا المصري، ملك روحي، عفاريت السيالة" كما قدم على خشبة المسرح 30 عرضا متميزا أهمها "حزمني يا، جوز ولوز، عفروتو، قشطة وعسل".
وفي 30 مايو/ أيار 2020 أصيب حسن حسني بأزمة قلبيه ومات على أثرها، وألقى الحزن بظلاله على الوسط الفني بمصر في هذا اليوم، لأنه خسر فنانا كان يمتلك موهبة ثلاثية الأبعاد.