خبيران عرب يحذران ترامب من دفع "فاتورة الكراهية"
موجة من حوادث العنف متوقع استمرارها في حال عدم تغيير ترامب لغة خطابه
عنوان بديل: هل أوقع ترامب العالم في مصيدة الكراهية؟ خبيران: موجة العنف مستمرة إذا لم يتوقف ترامب عن خطابه
قرارات ترامب بشأن اللاجئين، أعقبها حريق مسجد في ولاية تكساس الأمريكية، ثم هجوم كبير على مسجد بمدينة كيبيك الكندية، تسلسل زمني رصده خبيران في الشؤون الدولية، لبوابة "العين" الإخبارية، معتبرين أن إدارة ترامب استخدمت سلاحا ذا حد واحد، وهو نشر موجة من العنف في العالم، توقعوا أن تزيد في حال عدم تغيير ترامب للغة الخطاب.
وعبر مئات المغردين حول العالم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من توابع ما أسموه بحرب ترامب على المسلمين، في أقل من أسبوع بعد تقلده منصب الرئيس الأمريكي، معتبرين في الوقت نفسه موجة الكراهية ستجعل الكثيرين يقعون في مصيدة العنف، لاسيما المجموعات المتطرفة من كلا الجانبين.
ومساء الأحد قتل 6 مسلمين وأصيب 8 آخرون في إطلاق نار نفذه مسلحون مجهولون على مسجد بمدينة كيبيك الكندية أثناء صلاة العشاء، وذلك بعد 24 ساعة من حريق التهم مسجدا في بلدة فيكتوريا التابعة لمدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية.
جواد الحمد، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط (غير حكومي) بالأردن قال لبوابة "العين" الإخبارية إن ما نشهده من أحداث متتالية نتيجة متوقعة لقرار الرئيس الأمريكي غير المبرر والمتعجل، خاصة أنه لم يكن هناك أمر طارئ يدفعه لاتخاذ مثل هذا القرار، موضحًا أن "ما جرى في كندا اليوم وتكساس أول أمس هو انعكاس لتشجيع الإدارة الأمريكية لمجموعات العنف المتطرفة الكامنة، من خلال رفض وجود المسلمين بينهم، وكذلك اللاجئين".
وأضاف الحمد الذي نشر عشرات الأبحاث تناول فيها الجماعات المتطرفة العربية وغير العربية داخل أوروبا وأمريكا: قرارات ترامب تضر بمسلمي أمريكا كما تضر بالأمريكان من ديانات أخرى، فالولايات المتحدة التي كانت تغني على إرهاب خارجي ومقاتلين جدد، ستعاني اليوم من عنف داخلي موجه ضد الجميع، العرب والمسلمين.
لكن الخبير الاستراتيجي، الذي لم يكن متفائلًا بالوضع في حال استمرار لغة خطاب ترامب، أوضح للعين أن هناك مخرجا من هذه الكارثة وهو "تعاون الإدارة الأمريكية مع الأمن الوطني الداخلي، واتخاذ إجراءات أخرى تهدئ الرأي العام وتخفف من حدة الكراهية بين الجميع، وذلك لن يحدث إلا من خلال تصحيح المفاهيم التي عكف ترامب على نشرها خلال الفترات الماضية".
ومن بين هذه الإجراءات تفسير القرار من خلال استثناء رعايا الدول الذين حصلوا بالفعل على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة قبل قرار الحظر، كذلك إجراء تسهيلات لاستضافة اللاجئين الذين يثبت أنهم لا ينتمون لتيارات متطرفة.
وبدأ أول أمس سريان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمنع دخول مواطني إيران و6 دول عربية لأمريكا لمدة 90 يوما، بجانب عدم السماح بدخول اللاجئين السوريين لمدة 120 يوما، وهو الأمر الذي أحدث اضطرابات داخل عدة مطارات، إلى جانب اندلاع المظاهرات الرافضة للقرار.
متخذًا نفس النهج، تحدث طلال العتريسي، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بلبنان عن مصيدة أوقع ترامب فيها مؤيديه من التيار اليمني، وهي مصيدة كراهية المسلمين، من خلال الإجراءات الأخيرة التي اتخذها، حيث شجع على اتخاذ منهج عنصري ضد المسلمين، وبالتالي يتحمل مسؤولية ما حدث خلال الأيام الماضية.
العتريسي أضاف لبوابة "العين" الإخبارية أن لغة خطاب ترامب وقراراته تسببت في إرباك العالم بشكل كبير، لاسيما أنها تشجع المتطرفين من كلا الجانبين على العنف، فمن جهة يكون هناك دافع لدى التنظيمات المتطرفة لتنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية كما تبدأ تيارات اليمين في ممارسة العنف ضد المسلمين، وهي فاتورة سيدفعها ترامب وكذلك الولايات الأمريكية.
وتابع الخبير الاستراتيجي: كان من الممكن أن يتجنب ترامب كل هذه التوابع من خلال التمهيد لقرارات الحظر كأن تنفذ بعد 6 أشهر بحيث يسمح للجميع بترتيب ظروفهم الحياتية، ولا يكون سببًا في وقوع الجميع في عداء وعنف يتحمل مسؤوليته، وهي عمليات أشبه بالانتقامية من الطرفين.
من ناحية أخرى، عبر أحد النشطاء الأمريكيين ويدعى جوليان هانكوس عبر حسابه على موقع "تويتر": إطلاق النيران على المسجد هو نتيجة مباشرة لحظر ترامب للمسلمين.. قاوموا لأن الشر ينتشر حاليا حول العالم.
فيما قالت رانا أيوب، ذات الأصول الهندية، على حسابها الرسمي على موقع تويتر: حريق بمسجد تكساس.. ومسلمون يقتلون في مسجد آخر أثناء الصلاة، هل يقل ترامب عن أي إرهابي؟
بينما قال ماهر عرار مهندس اتصالات سوري كندي عبر حسابه على موقع "تويتر": المتعصبون والمتشددون في كندا تم تشجيعهم بخطاب ترامب، والآن انتقلوا لمرحلة الفعل وتنفيذ أول هجوم إرهابي.
ويلقي مراقبون باللوم على قرارات ترامب الأخيرة والتي تضمنت فرض حظرا لأجل غير مسمى على دخول اللاجئين السوريين، وحظرا لمدة 3 شهور على دخول رعايا 7 دول إسلامية، حتى ممن لديهم تأشيرات.