سينمات هافانا القديمة تقاوم الزمن والحصار الأمريكي
كوبا تعاني من شح في الأفلام بسبب عدم وجود وسائل لشرائها من السوق الدولية، وبسبب الحصار الأمريكي المفروض عليها منذ عام 1962
رغم انخفاض عدد دور السينما القديمة في العاصمة الكوبية هافانا فإنها ما زالت تسحر السياح بواجهاتها الملونة ولوحاتها الإعلانية.
ووفق إحصاءات رسمية كانت تمتلك هافانا 106 صالات عرض عام 1977، ولم تبق إلا 20 صالة تبدو كأنها تخرج من حقبة الأربعينيات والخمسينيات، وغالبا ما تظهر عناوين أفلام بأحرف منفصلة على واجهاتها.
لكن هذا لا يعني أن الكوبيين نسوا متعة مشاهدة الأفلام السينمائية، بل ما زال عدد كبير منهم يرتادون دور السينما التي تعرض أفلامها لقاء بدل منخفض كجزء من السياسة الاشتراكية لتكون الثقافة في متناول الجميع.
إلا أن الجزيرة تعاني من شح في الأفلام بسبب عدم وجود وسائل لشرائها من السوق الدولية، وبسبب الحصار الأمريكي المفروض على كوبا منذ عام 1962 حظر عليها جلب أفلام جديدة.
وتسببت الأزمة الاقتصادية في التسعينيات التي حدثت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي بإغلاق عدد كبير من دور السينما التي ما زالت مبانيها المتضررة صامدة حتى هذا اليوم.
أما بالنسبة إلى الدور التي بقيت مفتوحة فإن نقص الموارد اللازمة لإصلاح المعدات المستخدمة وتحديثها فضلا عن الحاجة إلى توفير الكهرباء قد أطالا معاناتها، فعادة ما تعمل من الأربعاء إلى الأحد فقط وفي أوقات محددة بعد الظهر والمساء.
وقال الممثل الأرجنتيني الشهير ريكاردو دارين، خلال افتتاحه مهرجان السينما في أمريكا اللاتينية الذي يقام في العاصمة الكوبية الخميس: "لقد زرت مهرجانات عدة في كل أنحاء العالم وبصراحة من الصعب جدا العثور على مكان تكون فيه تجربة مشاهدة الأفلام السينمائية مذهلة ومدهشة كما هو الحال في كوبا".