حلمي بكر يعزف المقطوعة الأخيرة في مشواره بعنوان «الجثمان الحائر» (تقرير)
بعد شد وجذب بدأ من مساء الجمعة الماضي، وارى جثمان الموسيقار المصري الراحل حلمي بكر الثرى بعد عصر اليوم الأحد.
وشُيعت جنازة الراحل حلمي بكر في مسجد السلام بمنطقة مدينة نصر في القاهرة، وسط حضور ممثلي نقابة الموسيقيين المصريين على رأسهم النقيب مصطفى كامل.
ودُفن الموسيقار الراحل في مقابر أسرته بالوفاء والأمل، على أن تُقام مراسم العزاء في مسجد الحامدية الشاذلية بمنطقة المهندسين في محافظة الجيزة.
الجثمان الحائر يواري الثرى
وظل جثمان الملحن المصري الراحل حائرا اليومين الماضيين، بشكل انتهى به إلى تأجيل دفنه أكثر من مرة، نتيجة عدد من الخلافات التي دبت بين زوجته سماح القرشي من جهة، وأشقائه ونجله "هشام" من جهة أخرى.
ولم توقف وفاة "بكر" سلسلة الأزمات التي نشبت بين الطرفين المتنازعين في أيامه الأخيرة من حياته، فمع إعلان نبأ رحيله، بدأ فصل أخير كلف الجميع تأخير دفن الجثمان حتى عصر الأحد.
البداية كانت من استخراج تصريح الدفن الخاص بـ"بكر"، الذي فارق الحياة في محافظة الشرقية، فرفضت أرملته أن تتسلم أسرته تصريح الدفن، لتستأثر به لنفسها، وهنا دبت أزمة جديدة بينها وبين شقيق الموسيقار الراحل.
واعتبر شقيق "بكر" أنه أحق باستلام تصريح الدفن، لحين وصول نجل أخيه "هشام" إلى مطار القاهرة قادما من الولايات المتحدة.
ومن داخل الطائرة، أرسل "هشام" رسالة صوتية أكد خلالها رفضه اتخاذ أي إجراء قبل وصوله، موجها بوضع جثمان والده داخل ثلاجة لحين عودته إلى مصر.
الخلاف لم ينحصر في استخراج تصريح الدفن، بل امتد لوجهة نقل الجثمان داخل القاهرة مع بدء التحرك فجر السبت.
ورغبت سماح القرشي في نقل جثمان "بكر" إلى منزله بمنطقة المهندسين، وهذا بخلاف رغبة شقيق الموسيقار الراحل، الذي أراد نقل الجثمان إلى منزله بمنطقة جسر السويس، قبل أن يضيف احتمال وضعه داخل ثلاجة لحفظ الموتى.
وازداد الوضع سوءا بتعطل السيارة المصاحبة لسيارة الإسعاف، الحاملة للجثمان، في الطريق ما بين الشرقية والقاهرة، بحسب ما أفادته وسائل إعلام محلية.
ولجأت الأطراف المتنازعة إلى أحد الارتكازات الأمنية بالطريق لبحث الأزمة، وبعد ساعة ونصف الساعة من التوقف، تحركت السيارات نحو قسم شرطة السلام بالقاهرة، وهناك، أمرت الجهات المعنية بنقل الجثمان لأقرب مستشفى لوضعه داخل ثلاجة حفظ الموتى، لحين وصول نجله.
وبالفعل، وصل الابن "هشام" مساء السبت إلى القاهرة، وصرح لوسائل إعلام محلية بانه سيشاور أعمامه لتحديد موعدي تشييع الجثمان وتلقي العزاء.
واليوم، كشف المحامي المصري مرتضى منصور تفاصيل ما آلت إليه الأمور عبر "فيسبوك"، وأكد نجاح مكتبه في إنهاء إجراءات دفن جثمان "بكر".
أضاف المحامي المصري: "جرى استلام تصريح الدفن من النيابة العامة وتوجهوا به إلى مستشفى السلام، وهناك استلموا الجثمان لإقامة صلاة الجنازة في مسجد السلام، بعدما كان القرار تشييع الجثمان من مسجد النور في العباسية".
وعن سبب تعديل مكان تشييع الجثمان، كشف "منصور": "نجله هشام أعلن عن مكان صلاة الجنازة بعد التشاور مع أعمامه، لكنهم عدلوا المكان".