"البيوت التراثية".. بوابة إلى قلب البحرين النابض بالتاريخ
مشروع البيوت التراثية يشمل ما يزيد على 30 منزلاً خضعت لعمليات ترميم وتحديث، تلعب دوراً في إحياء ممارسات تراثية واجتماعية.
تمثل تجربة مملكة البحرين في الاهتمام بالبيوت التراثية، وأنماط العمارة البيئية، نموذجاً فذاً في العناية بالتراث العمراني.
وبعد سنوات من العناية، تحولت هذه البيوت إلى مقاصد سياحية في المنامة والمحرّق على وجه الخصوص، لأنها تلعب دور "المتاحف الصغيرة".
وانطلقت أولى خطوات العناية بهذه البيوت بمبادرات أهلية غير رسمية، قبل أن تصبح ضمن السياسات الثقافية للمملكة.
وكانت خطوة إطلاق مركز الشّيخ إبراهيم بن محمّد آل خليفة للثقافة والبحوث؛ أولى تلك المبادرات عام 2002، وانطلقت منه فكرة مشروعات البيوت الثقافية التي صارت اليوم ملمحاً بارزاً للثقافة البحرينية، وتُدار عبر مجلس أمناء من 6 أعضاء ولجنة استشارية.
وتبدو بعض مناطق المحرق لزائرها أقرب إلى حي ثقافي، ومحمية تراثية، ويشمل مشروع البيوت التراثية ما يزيد على 30 منزلاً خضعت لعمليات ترميم وتحديث.
وأبرز هذه البيوت، "عبد الله الزايد لتراث البحرين الصحافي"، و"محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي"، و"إبراهيم العريض للشعر"، و"عمارة بن مطر"، و"مكتبة اقرأ للأطفال".
وتتجاور البيوت التراثية التي تحفظ ذاكرة المكان، وتلعب دوراً في إحياء ممارسات تراثية واجتماعيّة، بدءاً من التطريز والزخرفة في "بيت الكورار"، وحتى تاريخ اللآلئ في "عمارة بن مطر"، البيت السابق لتاجر لؤلؤ شهير.
وأحيت مملكة البحرين "بيت الغوص"، ضمن خطط مشروع طريق اللؤلؤ المسجّل على قائمة التراث الإنسانى العالمي لليونسكو، والذي يضع في كل مرة بيتاً تاريخياً على طريقه إلى حين اكتماله.
وفي السياق التالي قائمة بأبرز البيوت الثقافية في البحرين..
مركز الشيخ إبراهيم
افتتح في 12 يناير/كانون الثاني 2002، وبافتتاحه عاد مجلس الشيخ إبراهيم ليكون ملتقى للثقافة وشؤونها، وموقع اتصال في حوار الحضارات.
وتم بناء المركز في الموقع الأصلي للمجلس الأول، مع محاولة إبقاء الطراز المعماري المميز لمدينة المحرق.
واستضاف المركز أكثر من 400 من الشخصيات الأدبية والسياسية والفنية، والتي قدمت محاضرات حول تجاربها الثقافية والفنية، أبرزها محمود درويش، وأدونيس، ومارسيل خليفة، وفاروق حسني.
بيت محمد بن فارس لفن الصوت
تمت إعادة ترميم هذا البيت في الموقع الأصلي لمنزل الفنان محمد بن فارس، والذي يُعتبر رائداً في تطوير النغم الخليجي.
بيت الشاعر إبراهيم العريض "بيت الشعر البحريني"
إبراهيم العريض (2002 – 1908)، الشاعر الذي أثرى اللغة العربية بشعره وترجماته للخيام، ولد في 8 مارس/آذار 1908 في بومباي، من أب بحريني وأم عراقية، وكان والده تاجر للؤلؤ، ومقيما في الهند من أجل تجارته.
وزار "العريض" البحرين لأول مرة حين كان في الـ14 من عمره، وعاد لها مرة أخرى بعد إتمام دراسته في الهند عام 1927.
وشغل "العريض" وظائف مختلفة، فكان مدرساً للغة الإنجليزية في مدرسة "الهداية الخليفية" 1929 – 1927، وبعدها مساعداً لمدير مدرسة "الجعفرية".
وافتتح إبراهيم العريض مدرسة خاصة به عام 1931، وأطلق عليها اسم المدرسة الأهلية، ثم عمل مترجماً في شركة النفط، ورئيساً لأول مجلس تأسيسي في عام 1972 بعد الاستقلال، وذلك من أجل إعداد دستور البلاد آنذاك.
وفي عام 1974 عُين سفيراً فوق العادة بوزارة الخارجية، وكانت تلك آخر وظيفة حتى وفاته في عام 2002.
مُنح "العريض" في حياته عدة أوسمة وجوائز مقابل مساهماته في الشعر والأدب والعمل الدبلوماسي، وأطلق اسمه على شارع في المنامة في عام 2001، اعترافاً بفضله وخدماته تجاه وطنه.
وأصبح بيت العريض بيتاً للشعر، تعقد فيه الاجتماعات الخاصة بالشعر والشعراء، ويستطيع الزائر له الاستماع إلى شعر "العريض"، وقراءة المعلقات العربية، ومن ثم زيارة المكتبة التي تحتوي على دواوين الشعر من كل العالم، والتأمل في محتويات المكتب الخاص لإبراهيم العريض.
وبني المنزل في منتصف القرن الـ20 على النمط الأنجلو هندي، ويقع على شارع القصر في المنامة، وأقام العريض فيه حتى نهاية السبعينيات من القرن الماضي.
بيت الكورار في المحرق
يحافظ هذا البيت على فن الكورار، وهو فن حياكة خيط الذهب، وعمل شريط يزين الصدر والأكمام لملابس النساء التقليدية، وتقوم بهذه العملية خبيرات في الكورار من نساء مدينة المحرق.
بيت الشاعر غازي القصيبي
على الرغم من أن الشاعر غازي القصيبي سعودي الجنسية، إلا أن البحرين كانت موطن قلبه، ويشمل البيت الذي يقع في حي فريج الفاضل بالمنامة طبيعة عمرانية له ملامح تراثية، إلى جانب احتفاظه بنتاجات ومأثورات الشّاعر غازي القصيبي.
وقد تم ترميم البيت بدعم من الأمير الوليد بن طلال آل سعود، كي تبقى المدينة تتذكر شاعراً أحبها عميقاً، وتبادله نفس المشاعر.