آخرهم سرور.. «نزيف القيادات» يؤرّق حزب الله
بمقتله في غارة إسرائيلية، يُضاف «قائد مسيّرات» حزب الله، محمد سرور، إلى قائمة طويلة من القيادات التي خسرها الحزب في معركته مع إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، شن "ضربات دقيقة" على ضاحية بيروت الجنوبية ومقتل سرور، وهو قائد وحدة المسيّرات في حزب الله والملقّب بـ"أبوصالح"، في حدث أكده الحزب ليلا.
ولليوم الرابع على التوالي، شنّ الجيش الإسرائيلي عشرات الضربات مستهدفا حزب الله الذي فتح في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي جبهة "إسناد" لحركة حماس، متعهدا بمواصلة هجماته "حتى توقف العدوان على غزة".
ومنذ بدء التصعيد قبل نحو عام، تكبد حزب الله خسائر كبرى في صفوف قياداته العسكرية مع شنّ إسرائيل ضربات استهدفت قادة بارزين من الصفين الأول والثاني.
وفيما يأتي أبرز قادة الحزب الذين قتلوا بنيران إسرائيلية، فيما نجا أحدهم هذا الأسبوع من ضربة استهدفته.
فؤاد شكر
يُعد من الجيل المؤسس لحزب الله وأحد أبرز عقوله العسكرية، قتل في ضربة نسبت لإسرائيل استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، في 30 يوليو/تموز الماضي.
وتولى شكر، وهو على غرار بقية قادة حزب الله غير معروف إعلاميا، مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل، منذ بدء التصعيد بين الطرفين بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وفي بيان نعيه، وصف حزب الله شكر بأنه "رمز من رموز (المقاومة) الكبار، ومن صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها".
وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله إنهما كانا على تواصل يومي منذ بدء الحزب عملياته ضد إسرائيل من جنوب لبنان.
وشكر من بين قادة الحزب الذين كانوا مدرجين على قوائم واشنطن للإرهاب، وعرضت الخزانة الأمريكية عام 2017، 5 ملايين دولار مقابل الإدلاء بأيّ معلومات بشأنه.
وكانت واشنطن تعده "أحد العقول المُدبّرة لتفجير" طال ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت في عام 1983، وأسفر عن مقتل 241 عسكرياً أمريكياً.
وحمّل الجيش الإسرائيلي شكر مسؤولية مقتل 12 فتى وفتاة بصاروخ سقط في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل من إسرائيل، رغم نفي حزب الله أي علاقة له بذلك.
إبراهيم عقيل
أعلنت إسرائيل مقتله في 20 سبتمبر/أيلول الجاري في غارة شنّتها على ضاحية بيروت الجنوبية.
وعقيل غير المعروف إعلاميا، كان يعد وفق مصدر مقرب من الحزب، الرجل الثاني عسكريا بعد شكر.
وتولى قيادة قوة "الرضوان"، وحدات النخبة التي تعد رأس حربة حزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية، وتشارك وحداتها الصاروخية في قصف مواقع عسكرية إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل نحو عام.
واُستهدف عقيل في حين كان يقود اجتماعا لقادة قوة الرضوان، ما أسفر عن مقتل 16 منهم على الأقل، بحسب حزب الله.
وعلى غرار شكر، رصدت واشنطن منذ سنوات سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه لدوره في تفجيرات استهدفت سفارتها ومشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983.
وفي عام 2019، صنّفته وزارة الخارجية على أنه "إرهابي عالمي".
علي كركي
في 23 من الشهر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه "ضربة محددة الهدف" على ضاحية بيروت الجنوبية.
وتبين وفق ما قال مصدر من الحزب لـ"فرانس برس"، أن الغارة كانت تستهدف القيادي العسكري علي كركي، الذي يعدّ الرجل الثالث عسكريا في حزب الله بعد شكر وعقيل، ويشغل حاليا مهام قائد جبهة الجنوب في الحزب.
ومساء اليوم ذاته، أعلن حزب الله في بيان أن "القائد الحاج علي كركي بخير"، وفي "كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن"، نافيا مقتله في الغارة.
إبراهيم قبيسي
قبل يومين، أعلن حزب الله أنّ أحد قادته العسكريين، إبراهيم قبيسي، قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت معقله قرب بيروت.
وانضمّ قبيسي إلى الحزب منذ تأسيسه في عام 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمّة من ضمنها قيادة وحدة بدر، المسؤولة عن منطقة شمالي نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان.
وفي نبذة عن حياته، قال حزب الله إن قبيسي تدرّج في المسؤوليات التنظيمية وقاد عددا من التشكيلات الصاروخية.
بينما قال الجيش الإسرائيلي إن قبيسي كان يقود وحدات عسكرية عدة، بما في ذلك وحدة الصواريخ الموجّهة الدقيقة.
وتم استهدافه بينما كان مع قادة آخرين من الوحدة الصاروخية للحزب.
قياديون آخرون
إلى جانب القادة المذكورين، خسر حزب الله منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان.
وهما محمّد نعمة ناصر الذي قُتل بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته بمنطقة صور في 3 يوليو/تموز الماضي، وطالب عبدالله بضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 يونيو/حزيران المنقضي.
وخسرت كذلك قوة الرضوان عددا من قادتها أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان.
وأعلنت إسرائيل مراراً أنها قتلت "قياديين" آخرين في حزب الله.