اللؤلؤ المكنون يخرج من أصدافه ليضيء احتفالات البحرين
لم يعد استخراج اللؤلؤ المكنون في البحرين وظيفة يعتمد عليها دخل الأسر كما في الماضي، لكنه تحول إلى طقس ترفيهي.
يستخرج البحرينيون اللؤلؤ كي يتذكروا من حين إلى آخر تاريخ أجدادهم، الذين كانوا رواداً في مهنة استخراج اللؤلؤ من الأصداف.
وبينما تحتفل البحرين في 16 ديسمبر/كانون الأول بالعيد الوطني، يكون لهذا الطقس نصيب من الاحتفالات سواء من خلال معارض اللؤلؤ أو عرض الأفلام الوثائقية عن هذه التجارة، التي كانت تنشط في مدينة المحرق البحرينية، والتي توصف بأنها عاصمة اللؤلؤ في الخليج العربي.
ووفق موقع هيئة البحرين للثقافة والآثار، كانت هذه المدينة عاصمةً للبحرين في الفترة ما بين ١٨١٠ وحتى ١٩٢٣، وهي الفترة التي ازدهر فيها اقتصاد اللّؤلؤ.
واعتبرت عاصمةً للّؤلؤ في منطقة الخليج العربي، كونها كانت موطناً لأكبر عدد من الغواصين العاملين في هذه التجارة، وكان جميع أهل المدينة مشاركين في أنشطة أخرى مرتبطة بها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومع تراجع دور اقتصاد اللؤلؤ بالتزامن مع اكتشاف النفط والغاز الطبيعي، تراجع دور المدينة لصالح مدينة المنامة، إلا أن البحرينيين لم ينسوا هذه المهنة التي يتذكرون تفاصيلها عبر أنشطة الغوص التي تقام من حين إلى آخر في موسم استخراج اللؤلؤ من داخل الأصداف.
ويبدأ في البحرين موسم الغوص لصيد واستخراج اللؤلؤ الطبيعي في شهر مارس/آذار من كل عام، حيث يُسمح للهواة والسائحين بخوض تجربة رحلات بحرية لصيد محار اللؤلؤ من مرفأ رأس رية بمحافظة المحرق.
ويقصد هؤلاء مناطق في المياه معروفة بانتشار محار اللؤلؤ، تعرف باسم "الهيرات"، ومن أبرزها هيرات "أشتيه" في البحرين.
وتتراوح مدة رحلات الصيد ما بين ثلاث إلى ست ساعات، ويسمح لكل شخص بجمع ستين محارة كحد أقصى في شبكته، ليستخدم بعد ذلك الغواصون سكينا حادا لفتح المحار من الخلف ثم يدفع لحم المحار إلى أحد الجانبين ويتحسس بأصبع الإبهام وجود اللؤلؤ الذي عادة ما يتراوح حجمه ما بين مليمترين أو مليمترين ونصف على الأكثر.
ويكون اللؤلؤ داخل أصدافه مكنون أي لين الملمس مثل الجيلاتين، فإذا خرج من صدفه وتعرض للهواء الطلق تصلب وأصبح جامدا.
وعن أسباب اشتهار البحرين بجودة لؤلؤها، يكشف تقرير نشرته شبكة "بي بي سي" في مارس/آذار من عام 2018، عن أنه أمر يعود إلى حجم ولون اللؤلؤ، وهو أمر يعتمد بشكل كبير على عدة عوامل بيئية، من بينها ضحالة المياه وملوحتها وضعف التيار وارتفاع درجة الحرارة التي تعرف بها منطقة الخليج.