السر في "الفوضى الخلاقة".. آلية تشكيل النجوم عالية الكتلة
اكتشف فريق دولي من علماء الفلك، بقيادة باحثين من هولندا، أن النجوم عالية الكتلة تتشكل بشكل مختلف عن أشقائها الأصغر.
اكتشف فريق دولي من علماء الفلك، بقيادة باحثين من هولندا، أن النجوم عالية الكتلة تتشكل بشكل مختلف عن أشقائها الأصغر.
ففي حين أن النجوم الصغيرة غالبًا ما تكون محاطة بقرص منظم من الغبار والمادة، فإن إمداد النجوم الكبيرة بالمادة هو عبارة عن "فوضى خلاقة"، واستخدم الباحثون في ملاحظاتهم تلسكوب مرصد أتاكاما المليمتري الكبير في تشيلي، ونشروا نتائجهم في مجلة الفيزياء الفلكية مؤخرًا.
ومن المعروف جيدًا كيف يتم إنشاء النجوم الصغيرة والشابة، حيث تتشكل بسبب تراكم المادة من قرص الغاز والغبار بطريقة منظمة نسبيًا.
ورأى علماء الفلك بالفعل العديد من أقراص الغبار هذه حول النجوم الشابة ذات الكتلة المنخفضة، ولكن لم يروا أبدًا حول النجوم الشابة عالية الكتلة، وآثار هذا السؤال حول ما إذا كانت النجوم عالية الكتلة تتشكل بنفس طريقة النجوم الأصغر.
ويقول سيرياكو جودي، الباحث في جامعة لايدن الهولندية، والباحث الرئيسي بالدراسة: " تقدم النتائج التي توصلنا إليها الآن دليلًا مقنعًا لإثبات أن الإجابة هي ( لا)".
وقاد جوددي فريقًا درس 3 نجوم شابة عالية الكتلة في منطقة تشكل النجوم W51 ، على بعد 17000 سنة ضوئية تقريبًا من الأرض.
وكان الباحثون يبحثون بشكل خاص عن أقراص كبيرة ومستقرة تطرد نفاثات من المادة عمودية على سطح القرص، ويجب أن تكون هذه الأقراص مرئية باستخدام تلسكوبات مرصد أتاكاما عالية الدقة.
ويضيف جودي: "وجدنا بدلاً من الأقراص الثابتة، أن منطقة تراكم النجوم الشابة عالية الكتلة تبدو وكأنها فوضوية".
وأظهرت الملاحظات خيوطًا من الغاز قادمة من النجوم الشابة عالية الكتلة من جميع الاتجاهات.
بالإضافة إلى ذلك، رأى الباحثون نفاثات تشير إلى احتمال وجود أقراص صغيرة غير مرئية للتلسكوب، وتم تدوير القرص حول أحد النجوم الثلاثة التي تمت دراستها، أي أن الوضع باختصار نوع من الفوضى.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النجوم الشابة عالية الكتلة، في سنواتها الأولى على الأقل، تتشكل من مادة قادمة من اتجاهات متعددة وبسرعة غير منتظمة، وهذا يختلف عن النجوم الصغيرة، حيث يوجد تدفق ثابت للمادة، يعتقد علماء الفلك أن هذا العرض المتعدد للمادة ربما يكون السبب في عدم إنشاء أقراص كبيرة ومستقرة.
ويقول جودي: "تم اقتراح نموذج التدفق غير المنظم هذا مسبقًا، على أساس المحاكاة الحاسوبية، ولكن لدينا الآن أول دليل رصدي يدعم هذا النموذج".