اتفاق بين أمريكا وطالبان يمهد لإنهاء "أطول" حرب بأفغانستان
تنفيذ الاتفاق مرتبط بمدى تطبيق طالبان للبنود، والتقدم المحرز في المفاوضات السياسية الداخلية
وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان، السبت، اتفاقا يمهد الطريق نحو انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان خلال 14 شهرا، وإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما.
- أمريكا تنسحب من أفغانستان في 14 شهرا حال وفاء طالبان بالتزاماتها
- أفغانستان: لم نقطع التزاما بالإفراج عن أسرى طالبان
ويأمل الأفغان أن ينهي الاتفاق الذي جرى التفاوض حوله لأكثر من عام، أربعة عقود من النزاعات المسلّحة ويفتح باب الحوار بين حكومة كابول، وحركة طالبان بهدف وضع حد للمعاناة في البلد الفقير.
ووقّع الاتفاق المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاد، ورئيس مكتب الحركة السياسي، ونائب زعيمها الملا عبدالغني برادر بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وممثلين عن عشرات الدول.
الاتفاق الموقّع ليس اتفاق سلام كونه لا يشمل السلطات الأفغانية الرسمية، لكنه يمهّد الطريق لسحب كامل الجنود الأمريكيين.
وستبدأ القوات الأمريكية فورا الانسحاب التدريجي على أن ينخفض عدد الجنود من 13 ألفا إلى 8600 والانسحاب من 5 قواعد عسكرية خلال 135 يوما، بحسب الاتفاق، وستقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بسحب جميع القوات خلال 14 شهرا.
لكن تنفيذ ذلك مرتبط بمدى تطبيق طالبان بنود الاتفاق، والتقدم المحرز في المفاوضات السياسية الداخلية.
وقال مسؤول أمريكي: "إذا فشل الحل السياسي، وفشلت المفاوضات، فلا شيء يجبر الولايات المتحدة على سحب جنودها".
والتزمت حركة طالبان -بحسب نص الاتفاق- بعدم السماح لأي من عناصرهم أو لأي أفراد أو جماعات أخرى وبينها القاعدة باستخدام الأرض الأفغانية لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
وتزامنا مع عملية الانسحاب، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين الحركة وسلطات كابول بحلول 10 مارس/آذار، استكمالا للاتفاق، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
وقال مسؤول أمريكي إنّ "الاتفاق ينص على تاريخ 10 مارس/آذار، لكن علينا أن نكون واقعيين"، بينما رجّح مسؤول آخر أن تبدأ المفاوضات في النصف الأول من مارس/آذار وتعقد في أوسلو.
وبحسب المسؤولين، فإنّ التحدي الرئيسي يكمن في صعوبة تشكيل وفد موحد يجمع الحكومة الأفغانية والمعارضة والمجتمع المدني في ظل الخلافات القائمة حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ووافقت واشنطن وحركة طالبان على تبادل آلاف الأسرى ضمن "إجراءات لبناء الثقة" قبل انطلاق المفاوضات الأفغانية.
وأمام ممثلين عن طالبان، وبحضور وزير الخارجية الأمريكي وقعت الحركة على الالتزام "بوعودها بقطع العلاقات" مع تنظيم القاعدة، ومواصلة محاربة تنظيم داعش، معتبرا أن الاتفاق "أفضل فرصة للسلام في جيل كامل".
ومن جانبه، حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حركة طالبان على الالتزام بوعودها بقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة، ومواصلة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
واعتبر بومبيو خلال تصريحات صحفية على هامش توقيع الاتفاق أنه "أفضل فرصة للسلام في جيل كامل".
وقال بومبيو: "التزموا بوعودكم حيال قطع العلاقات مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وواصلوا محاربة تنظيم داعش حتى الانتصار عليه"، مشيرا إلى أن واشنطن قضت على تنظيم القاعدة في أفغانستان.