الرادار.. الاختراع الذي غير وجه النقل والدفاع في القرن العشرين

شهد القرن العشرون تحوّلًا جذريًا في تقنيات الرصد والمراقبة مع ابتكار جهاز الرادار، الذي يُعد من أعظم الابتكارات التي غيرت مسار أنظمة النقل، سواء في البر أو البحر أو الجو.
شهد القرن العشرون تحوّلًا جذريًا في تقنيات الرصد والمراقبة مع ابتكار جهاز الرادار، الذي يُعد من أعظم الابتكارات التي غيرت مسار أنظمة النقل، سواء في البر أو البحر أو الجو.
فقد أسهم الرادار، بفضل قدرته على الكشف عن الأجسام المتحركة والثابتة عن بُعد باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية، في رفع كفاءة منظومات السلامة، وضبط حركة المرور، وتنظيم الملاحة الجوية والبحرية، إضافة إلى حماية الأجواء من التهديدات العسكرية.
وعلى مدار عقود، كان للرادار دور رئيسي في تحسين البنية التحتية للنقل البري من خلال مراقبة مخالفات السرعة والحفاظ على انسيابية الحركة المرورية.
كما اعتمدت المطارات الدولية وأبراج المراقبة على أنظمة الرادار لضمان سلامة الملاحة الجوية، فيما أصبح جزءًا لا يتجزأ من منظومات الطيران المدني والدفاع الجوي الحديثة.
وفي هذا التقرير، نستعرض تاريخ ظهور الرادار واستخداماته المتعددة، مع تسليط الضوء على بدايات تطبيقه في المرور، وأبرز مراحل تطوره، والدول الرائدة في تبنّي هذه التقنية، بالإضافة إلى توضيح تطبيقاته المدنية والعسكرية وتأثيره العميق في تاريخ قطاعات النقل.
متى ظهر الرادار؟
يقول موقع "thoughtco.com"، يُعزى الفضل في اختراع الرادار إلى أعمال تطوير وبحث عديدة، وفي 1886، كان الفيزيائي الألماني هاينريش هيرتز أول من ابتكر عملية كشف للموجات الكهرومغناطيسية تجريبياً، وكان هذا الكشف أساس لاحق للرادار .
وفي عام 1904، استخدم المهندس الألماني كريستيان هولسماير موجات الراديو لاكتشاف السفن في الضباب، ليكون ذلك أوّل تطبيق عملي للتحديد بموجات الراديو كنموذج أولي لفكرة الرادار .
أما أول نظام رادار جوّي فعلي فقد طوره السير روبرت واتسون-وات عام 1935، وقد اعتُبر خطوة حاسمة لإنشاء أنظمة دفاع جوي قبل الحرب العالمية الثانية.
ويقول موقع "إنجينيرينج هال أوف فيم" الإنجليزي، إنه في 1935، قام الفيزيائي الإسكتلندي سير روبرت ألكسندر واتسون وات بقيادة الفريق الذي أثبت إمكانية استخدام الموجات الكهرومغناطيسية، لرصد الطائرات، وقدّم طلب براءة رسمية في أبريل/نيسان من العام نفسه.
وأنشأ بعدها واتسون – وات، نظام “Chain Home” البروتوكولي لرصد سواحل إنجلترا، حيث كان أول تشغيل لنظام راداري على مدار الـ24 ساعة في سبتمبر/أيلول عام 1938.
وفيما بعد عرف روبرت ألكسندر واتسون بقلب "أبو الرادار"، وتُوّج بلقب فارس عام 1942 .
ولحق السير روبرت ألكسندر عدد من العلماء الذي أضافوا لاختراع الرادار، واسهموا بشكل وثيق في عملية تطويره عبر السنوات، وصولا لظهوره بصورته المعروفة حاليا والأبسط من بين استخداماته في رصد الحركة المرورية بالشوارع، حيث يعود تاريخ ظهور أول استخدام عملي لرادارات مراقبة السرعة ضمن حركة المرور في أوائل الخمسينات.
تحديدا في عام 1952، حين طورته شركة Telefunken في صورة أول وحدة رادار لمراقبة السرعة، وهو ما كان الشرارة لبدايات تطبيق رادار المرور، بحسب موقع dekra-roadsafety.com.
أولى البلدان التي طبّقت استخدام رادار المرور
وتُعد ألمانيا من أولى الدول التي طبّقت رادار المرور عام 1952، عندما عرضت Telefunken راداراً متحركاً لقياس السرعة ضمن حركة السيارات.
وبعدها تبنّت دول أخرى مثل السويد وغيرها التقنية في الستينات .
ويعدد موقع شركة " HENSOLDT "، الاستخدامات المدنية للرادار، حيث يُستخدم رادار السرعة لضبط حركة السيارات وضبط مخالفات السرعة في الشوارع السريعة، مع إمكانية دمجها في كاميرات لمراقبة الإشارات وتوثيق الانتهاكات .
وفي المطارات والأبراج الجوية، يُستخدم الرادار لرصد حركة الطائرات ضمن نطاق عشرات الكيلومترات (ASR) ولتعقب هوية الطائرات عبر الرادارات الثانوية (SSR)، وهو ما حسّن كفاءة السلامة في الحركة الجوية .
الاستخدامات الحربية للرادار في أنظمة الدفاع الجوي
بحسب مصادر تشمل موقع britannica.com، وموقع "بوبيولر تايم لاينز"، في 26 فبراير/شباط 1939، بدأت بريطانيا تشغيل شبكة “Chain Home”، أول شبكة رادار إنذار مبكر، بقيادة الفيزيائي الاسكتلندي روبرت واتسون‑وات.
هذه الشبكة البحرية الأرضية حافظت على تشغيل 24 ساعة قبل اندلاع الحرب، وأسهمت في تحقيق التفوق في معركة بريطانيا عام 1940 .
وفي ديسمبر/كانون الأول 1940، استخدم الرادار الأمريكي NAB-270 وSCR‑268 وCXAM في أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات.
وطُوّر نظام الرادار AN/TPS‑1 الأمريكي عام 1944 ليصبح أول رادار إنذار مبكر متنقل للغارات الجوية، بقدرة كشف الأهداف من مسافة تصل إلى 322 كم.
وبحسب موقع، afrmaonline.org، خلال أوائل الخمسينيات، أنشأ الغرب أنظمة مثل Pinetree Line وMid‑Canada وDEW Line في كندا والولايات المتحدة لكشف الهجمات الجوية والصاروخية .
وفي عام 1977، أنتجت السويد نظام رادار Giraffe الأول من نوعه، ويستخدم الآن تقنية مصفوفة المسح الإلكتروني النشط AESA في إصدارات متعددة للإنذار القصير والمتوسط ضمن دفاعات SHORAD، ومثل ظهور هذا النظام السويدي للرادارات، عصر ظهور الرادارات الدفاعية ثنائية الأبعاد .
الدفاع الصاروخي
بحسب موقع "ذا وييك"، فإن أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية الأمريكية باتريوت وTHAAD تمثل العصر الحديث من أنظمة الرصد في الدفاع الجوي، وتعتمد على تقنية رادارات AESA المتطورة لرصد الصواريخ الباليستية وتوجيه اعتراضها في منتصف المسار، وهذه المنظومة الدفاعية كانت نجمة الحدث في حرب الـ12 يوما التي انتهت مؤخرا بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة، فكانت هي منظومة الدفاع الجوي التي تصدت للصواريخ الإيرانية.
وظهرت منظومة الدفاع THAAD Ground-Based Radar الداعمة لصواريخ Patriot للمرة الأولى في أواخر الثمانينيات وتستخدم من قبل الجيش الأمريكي وحلفائه منذ التسعينيات .
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز