قائد المقاومة التهامية: التاريخ سيخلد دور الإمارات بمعركة الحديدة

عبدالرحمن حجري قال لـ"العين الإخبارية" إن القوات الإماراتية تتواجد في عمليات الإسناد الجوي والإعداد وفي الصفوف الأمامية للمعركة
قال قائد المقاومة التهامية في اليمن، عبدالرحمن حجري، إن الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن التحالف العربي، في معركة الساحل الغربي والحديدة، رائد ومحوري، وستخلّده الأجيال القادمة.
وذكر القائد اليمني، في حديث خاص لـ" العين الإخبارية"، أن القوات المسلحة الإماراتية، تتواجد في الإسناد الجوي والإعداد وفي الصفوف الأمامية للمعركة.
- فريق تقييم الحوادث باليمن: الحوثي يستخدم المباني التجارية كثكنات عسكرية
- مقاتلات التحالف تدمر 4 دبابات حوثية في الحديدة غربي اليمن
وأضاف حجري "يساعدوننا في عملية التخطيط والتنفيذ.. والدور الذي تقدمه الإمارات لا ينكره إلا جاحد وستخلده الأجيال، لا سيما وأن العملية تهدف إلى استرداد حقوق الشعب اليمني وتأمين الخليج والمنطقة من التدخلات الإيرانية".
كما أشاد حجري، بدور التحالف العربي بقيادة السعودية بشكل عام، ومساندة المقاتل التهامي من أجل تسهيل عملية تحرير الحديدة، ورفع المعاناة الإنسانية عن اليمنيين.
ويقود حجري، آلاف المقاتلين المنحدرين من منطقة تهامة غربي اليمن، والتي باتت تعرف بـ"المقاومة التهامية".
وتقاتل المقاومة التهامية جنبا إلى جنب مع قوات ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية ضمن ما بات يعرف بـ"القوات المشتركة"، المسنودة من التحالف العربي من أجل تحرير محافظة الحديدة والساحل الغربي، بهدف قطع خطوط التهريب وتأمين ممرات الملاحة الدولية من الهجمات الإرهابية الحوثية.
نواة المقاومة التهامية
وتطرق حجري، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى تشكيل النواة الأولى للمقاومة التهامية التي انتفضت ضد المليشيات فور تدشينها للحرب العبثية والانقلاب على الشرعية.
وأشار حجري، إلى أن التصعيد ضد الانقلاب، اتخذ بداية شكلا سلميا عبر المسيرات الحاشدة والتي وصفت الحوثيين بالاحتلال الإيراني قبل أن تنطلق شرارة المواجهات المسلحة، وهو ما عرف بمواجهات القلعة حارة اليمن، في محافظة الحديدة.
وقال حجري "بعد ذلك بدأت المقاومة التهامية معركتها الحقيقة عبر سحبها لمقاتليها إلى الجزر اليمنية متخذة من جزيرة زقر وحنيش وجبل الطير وجبل علي وأكثر من جزيرة يمنية، قاعدة انطلاق للعودة وانتزاع مدينة الحديدة التي اجتاحها الحوثيون بعد العاصمة صنعاء كأول محافظة يمنية".
وذكر أن التحالف العربي، قدم دعما عسكريا شاملا للمقاتلين الذين تم استقطابهم من داخل المحافظة وتم فتح معسكرات تدريبية مكثفة لهم في المخاء وعصب بأرتيريا، وشكلت منهم ألوية عسكرية هم اللواء الأول والثاني واللواء الثالث مقاومة تهامية.
وأكد حجري، أن القوات التهامية التي شُكّلت من أبناء الحديدة هي الضمان الحقيقي لحماية المصالح التجارية والملاحة الدولية في البحر الأحمر، وعلى العالم أن يدعم بقوة توجهات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة التي قدمت الكثير في سبيل استعادة الأرض اليمنية المختطفة من قبل المشروع الإيراني.
وإلى جانب الدعم العسكري للقوات التهامية أكد حجري أن قوات التحالف العربي أنشأت قوات أمنية لحفظ الأمن في المناطق المحررة في مهمة استكمال تأمين خط الملاحة الدولية وفقا لخطة عسكرية تتيح لأبناء المنطقة خوض عملية التحرير ، وكذا التأمين عبر قوات النخبة التهامية بغرض تطهير المنطقة ودحر الشرذمة الحوثية الخبيثة.
وكشف القائد اليمني لـ"العين الإخبارية" أن القوات التهامية نجحت بعد جهد وعمل استخباراتي فاعل في القبض على عدد من الخلايا التي تزرع العبوات الناسفة، واغتيال الشخصيات الفاعلة في القوات المشتركة بهدف تشويه دور الأمن.
كما شاركت مع القوات المشتركة في عملية تحرير الهاملي والمخاء ويختل والمندب والخوخة، مثمنا دور قوات العمالقة المشكلة من قوات المقاومة الجنوبية التي لعبت كرأس حربة في معارك تحرير الحديدة، والتي باتت تقف على مشارف مدينة الحديدة في انتظار إشارة البداية لتحريد مدينة وميناء الحديدة.
وبشأن العمليات العسكرية في الساحل الغربي، أوضح حجري أن القوات المشتركة تعمل على أكثر من محور، حيث تتواجد في التحيتا وعلى مشارف زبيد.
وقال إن هناك تمشيطا واسعا لعدد من المزارع وكثير من الأماكن التي زرعوا فيها الحوثيون رعبهم وألغامهم وزرعوا الموت في كل مكان، وتعمل القوات حالياً على التقدم وكذا التأمين في الحد ذاته".
دور إنساني رائد للإمارات
وفي الشق الإنساني، قال قائد المقاومة التهامية، إن تدخل الهلال الأحمر الإماراتي الإنساني والخدمي في مناطق الساحل الغربي، عمل على تطبيع الحياة في المناطق المحررة في زمن قياسي.
وأكد حجري أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تحركت منذ اليوم الأول لتحرير الخوخة بقوافل إغاثية مستمرة، وفرت المأكل والمشرب والخيام والدواء، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني كان سيئا في ظل حرمان المليشيات الإجرامية سكان البلدات الساحلية من الإغاثة التي تأتيهم عبر المنظمات الدولية وتوزعها لمقاتليها في الجبهات.
وتابع إن دولة الإمارات ستنفذ عملية إنسانية كبيرة بالتزامن مع عملية تحرير الحديدة عبر جسر جوي مفتوح، إضافة إلى تكفلها بتوفير رافعات لتسريع عمل ميناء الحديدة فور عملية تحريره في حال عطلته المليشيات الحوثية كرد انتقامي.
وأشار حجري إلى أن ميناء الحديدة مختطف من قبل الميلشيات الإيرانية الإجرامية وتستخدمه في تهريب السلاح، إضافة إلى مصادرة عائداته المالية لتمويل أنشطتها الحربية التي تعد أحد المشاريع الإيرانية لاستهداف أمن المنطقة والملاحة الدولية وأمن الخليج والمنطقة العربية.
إرهاب الحوثي في زبيد
واستنكر حجري تمترس مليشيات الحوثي الإرهابية في أحياء ومعالم مدينة زبيد التاريخية، وقال إن المشروع الحوثي يريد استبدال التاريخ ونسف معالم زبيد التي تعني للإنسان التهامي واليمني عمقا تاريخيا وإنسانيا هاما.
وأضاف أن المليشيات الحوثية لا تكترث بالتراث الإنساني ولا الثقافي وتراث المنطقة، وقد عبثت بالمساجد والأضرحة والمؤسسات التعليمية وطال عبثها الإنسان والحجر على السواء.
ولفت حجري، إلى أن ما يقوم به الحوثيون في زبيد من عملية حفر للخنادق والتمترس وسط المدينة بهدف إعاقة الجيش والمقاومة اليمنية المشتركة يهدد معالم زبيد الأثرية، ويخنق عشرات المدنيين القابعين وسط المدينة بعد إغلاق المليشيات لجميع مخارج المدينة.
وأشار إلى أن المليشيات الحوثية تريد استنساخ أفعالها العبثية داخل مدينة الحديدة في كل مدينة من مدن المحافظة الريفية جنوب المحافظة، حيث تتبع نفس السلوك في حفرها للخنادق وزراعة الألغام ومن إرهاب اليمنيين.