العلم يقول «إيمان خليف أنثى».. على أي أساس؟ (خاص)
بدلاً من الاحتفاء بالملاكمة الجزائرية إيمان خليف، والتي حققت نصراً سريعاً وتاريخياً في دورة الألعاب الأولمبية، أثيرت الشكوك حول أنوثتها بسبب قوتها المفرطة.
استطاعت خليف في زمن قدره 46 ثانية لا أكثر، إقصاء منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني، ليتم الحديث عن أن تلك الملاكمة، ليست أنثى، بدليل استبعادها من بطولة العالم الماضية، قبل وقت قصير من مباراة الميدالية الذهبية، بزعم أن لديها مستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون الذكوري، فهل يعد ذلك مبرراً لخلع صفة الأنثى عن الملاكمة الجزائرية؟.
يقول فين تانجبريتشا، الأستاذ بقسم الغدد الصماء والأيض والدهون بجامعة "إيموري" الأمريكية، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إنه "عادة لا تساهم مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة لدى النساء في مظهر أكثر أنوثة، لكن ذلك لا يعني نزع صفة الأنوثة عن صاحبة المستوى المرتفع من الهرمون".
إيمان خليف وهرمون التستوستيرون
والتستوستيرون نوع من الهرمونات التي ترتبط غالباً بالسمات الذكورية والنشاط التناسلي، وتؤدي مستوياته المرتفعة عند النساء، إلى سمات مثل زيادة شعر الجسم أو شعر الوجه، وحب الشباب، تعميق الصوت، انخفاض حجم الثدي، وعدم انتظام الدورة الشهرية.
لكن ذلك لا يعني أن زيادة مستويات الهرمون في المرأة يعني أنها أصبحت ذكراً، وهو ما ينطبق أيضاً على العثور على مستوى مرتفع من الهرمونات الأنثوية "الإستروجين" و"البروجسترون" في الذكور، فزيادة مستوياته التي تؤدي إلى تضخم الثدي ونعومة الجلد وانخفاض كتلة العضلات وفقدان شعر الجسم، لا تعني أن الرجل أصبح أنثى، كما يوضح تانجبريتشا.
ويضيف أن "الجنس يتحدد من خلال العوامل الوراثية، وتحديداً وجود كروموسومات XX لدى الإناث، وكروموسومات XY لدى الذكور، و يمكن أن تختلف مستويات الهرمونات بشكل كبير بين الأفراد، لكنها لا تغير الجنس الجيني للشخص".
لذلك، ورغم أن المستويات المرتفعة من هرمون التستوستيرون قد تؤدي إلى تغييرات جسدية مرتبطة عادة بالذكور، مثل زيادة شعر الجسم أو الصوت العميق، إلا أنها لا تغير جنس الأنثى، وتظل النساء ذوات المستويات المرتفعة من الهرمون أنثوية وراثياً، كما يشدد تانجبريتشا.
التستوستيرون لا يضمن الفوز لأي لاعبة
وعن إمكانية تعزيز هرمون التستوستيرون من السمات الجسدية للأنثى، بما يجعلها تنجح في إحراز الفوز في منافسة رياضية مثل الملاكمة، يقول تانجبريتشا إنه "في حين أن الهرمون يعزز السمات الجسدية، إلا أن النجاح في رياضة مثل الملاكمة يعتمد بشكل كبير على المهارة والتقنية والاستراتيجية والصلابة العقلية".
ويضيف: "لا يزال بإمكان الملاكمة المدربة جيدًا مع انخفاض هرمون التستوستيرون التفوق على قرينتها الأقل مهارة مع مستويات هرمون التستوستيرون الأعلى".