"بيت ثقافة وفنون".. مشروع لبناني لغرس العلم عبر الرسم والألحان
بث الفنان اللبناني أسامة الخطيب، الروح في منزل أثري مهجور يزيد عمره عن مائة عام، حيث أعاد ترميمه من دون تشويه، كمركز للثقافة والفنون.
يقع المنزل في بلدة شبعان ويتميز بقناطره الداخلية وأدراجه وأروقته، وفيه تمكّن عشرات اللاجئين السوريين من محو أميتهم وتعلم العزف على الآلات الموسيقية وصناعة الفخار والرسم.
وقال الخطيب لـ"العين الإخبارية" إن المنزل يعود لوالدة جدته، حيث كان جزءا من طفولته"، وأنه قام بتحويله على "بيت ثقافة وفنون" من أجل نشر العلم حيث يضم مكتبة، وهناك نحو 75 طفلا سوريا يستفيدون من دروس محو الأمية، إضافة الى تعليم الموسيقى والفن بمختلف أنواعه.
وأضاف: "بين الحين والآخر نقدم عروضاً مسرحية، كما نهدف إلى تعريف الزوار على بلدة شعبا الجميلة التي ما زالت تحافظ على جزء كبير من تقاليدها، إضافة إلى أنه من خلال البيت يمكنني تأريخ ماضي أجدادي ورجالات القرية والقرى المجاورة".
حق الطفل بالتعلم، كما قال أسامة، هو "مسؤولية الجميع خاصة في غياب المسؤولين الأساسيين، لذا أخذ بيت ثقافة وفنون الموضوع على عاتقه، وبعد تعاطينا المباشر مع الأطفال دون الـ١٥ سنة وجدت أن كل الظروف المحيطة بهم أنستهم حتى كتابة اسمهم وذلك بعد غياب عن المدرسة من جهة والحالة الاقتصادية من جهة أخرى".
ويركز أسامة على البرامج الفنية من أجل "تعزيز الاندماج الاجتماعي والثقافي والفني من خلال الموسيقى والغناء وسائر الفنون عامة" حيث يؤمن بأن الفن "أمر تحويلي في حياة اليافعين، يمنحهم حسّاً بالانتماء والانسجام من خلال العمل الجماعي، ويساعدهم على بناء الثقة، وها هو "بيت ثقافة وفنون" من جديد يمنح الأطفال هذه المساحة الآمنة للتعبير عن الذات من خلال تأسيس كورال غنائي هدفه إحياء الأغاني التراثية بأصوات يافعة".
وأضاف: "العطش للعلم والمعرفة خميرة موجودة داخل كل طفل، ما علينا إلا أن نغذيها بالطرق المناسبة لتوعيته وتعليمه كيف يكون منتجا وكيف يواجه حياة قاسية مفروضة عليه، باختصار مهمتنا زرع العلم والمعرفة والفرح بقلب وعقل كل طفل من خلال الرسم بالحرف، والكلمة والنغمة".
يعشق اسامة الموسيقى، وهو عازف جيتار، أنشأ مع ابنه ابراهيم، وصديقه الفنان خالد العبد الله وابن الأخير "آدم" فرقة موسيقية أطلقوا عليها "جيلان" كي يثبتوا للعالم أن "عالم الفن يتوارث أيضاً ليبرع الجيل الثاني في ما أخذه عن الجيل الأول"، مضيفا: "قدمنا عروضاً عدة، ومؤخرا قدمنا أمسية موسيقية على خشبة مسرح المدينة شملت مقاطع وأغاني من التراث اللبناني والمصري، حيث تناغمت آلة العود الشرقية مع الآلات الغربية كالجيتار والدرامز والبيانو".