وتيرة عكسية.. تصاعد هجمات الحوثي وانخفاض ضربات أمريكا
رغم تصاعد هجمات الحوثي ضد السفن التجارية منذ مطلع أغسطس/آب، أظهرت القوات الأمريكية انخفاضا نسبيا في معدل الضربات الاستباقية وعمليات الاعتراض.
وفجر الجمعة، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تدمير "نظام صاروخي حوثي مدعوم من إيران وطائرة دون طيار في منطقة خاضعة للانقلابيين" وذلك يوم أمس في ضربات تكتمت المليشيات عن وقوعها.
- السماح بقَطر «سونيون».. «هدنة إيران» تفضح تبعية الحوثي
- هجوم الحوثي على نفط «صافر».. التداعيات وخيارات حكومة اليمن
وأحصت "العين الإخبارية" من بيانات القوات الأمريكية منذ مطلع أغسطس/آب تدمير قواتها 31 قطعة أو هدفا حوثيا مسجلا انخفاضا بنحو 50% مقارنة بالشهر الماضي والذي شهد تدمير أكثر من 60 قطعة أو هدف للجماعة بعمليات اعتراض أو ضربات استباقية للتهديدات في مواقع الإطلاق كإجراء لحماية السفن.
استجابة أقل
وخلال هذا الشهر، لم ترق الاستجابة الأمريكية إلى مستوى الخطر الذي صعده الحوثيون لا سيما منذ استئنافهم رسميا في 4 أغسطس/ آب الهجمات على سفن الشحن وذلك بعد نحو 14 يوما من التوقف والشلل على وقع الضربات الانتقامية لإسرائيل على ميناء الحديدة ومحيطه في 20 يوليو/تموز الماضي.
وأطلق الحوثيون بشكل شبه يومي الصواريخ المضادة للسفن والطائرات بدون طيار بعضها أصابت ناقلات وأخرى وهي الأكثر لم تحقق أهدافها وذلك بجانب تسييرهم زوارق مسلحة للمضايقة والاشتباك.
وخلال الـ26 يوما الماضية، أعلنت مليشيات الحوثي مسؤوليتها عن استهداف قرابة 8 سفن تجارية في خليج عدن والبحر الأحمر كان أبرزها الهجوم الصاروخي في 21 أغسطس/ آب الذي أصاب ناقلة سونيون النفطية.
كما أعقبه الحوثيون بهجوم مسلح للناقلة بعد اخلاء فرقاطة فرنسية لطاقمها وعمدوا لزرع عبوات وتفجيرها عن بعد لتصوير مقطع دعائي من شأن بثه أن يفاقم ويثير الذعر في الشحن التجاري بهدف دفع مزيد الشركات لتجنب العبور من أحد أهم الممرات في العالم.
المسيرات تتصدر
وتظهر الإحصائية خلال شهري (أغسطس/آب ويوليو/تموز) أن الطائرات المسيرة كانت أكثر سلاح استخدمته مليشيات الحوثي لتهديد الملاحة، إذ كان هناك 42 طائرة دون طيار من أصل 91 قطعة أو هدف دُمر بمناطق الحوثي أو اُعترض فوق البحر.
كما أن عمليات الاعتراض الأمريكية للطائرات دون طيار التي أُطلقت باتجاه السفن أو للصواريخ كانت غالبا فوق البحر الأحمر مقارنة بتلك التي كانت فوق خليج عدن على مدار أيام شهر أغسطس/ آب، في مؤشر إلى أن الجماعة ركزت في الموجة الأخيرة على البحر الأحمر أكثر من أي مسرح آخر لتحقيق دمجا مزدوجا لأسلحتها معا.
أما بالنسبة للضربات على المواقع العسكرية النشطة للحوثيين تفاديا واستباقا لإطلاق أي صواريخ أو مسيرات، فطال معظمها الحديدة وصنعاء وحجة وتعز واعترفت المليشيات بشكل منفصل بتعرض الـ4 المحافظات لنحو 17 غارة منها 13 ضربة في الحديدة وتكتمت عن أخرى.
ودمرت الضربات الأمريكية خلال أغسطس/آب نحو 11 طائرة دون طيار وما لا يقل عن 8 صواريخ بينها مجنحة وباليستية مضادة للسفن وكروز، بالإضافة لـ4 زوارق مسيرة ومنصتي إطلاق ومنظومتين دفاع جوي ورادار واحد و3 محطات تحكم أرضية، وفقا لتوزيع الإحصائية.
ومقارنة بشهر يوليو/تموز، فتركزت الضربات الأمريكية على محافظات الحديدة وحجة وتعز بالإضافة إلى صعدة، معقل الحوثيين الأم، فيما توزعت الأهداف المدمرة على 31 مسيرة، و18 زورق مسيّر، و4 رادارات، و3 منصات إطلاق صواريخ، وصاروخين مع منصتي إطلاقهما.
كما دمرت صاروخين أرض - جو (SAM)، فيما اعترضت قوات شريكة للجيش الأمريكي طائرتين مسيّرتين ودمرتها، وفقا لما أورده الجيش الأمريكي في بيانات منفصلة.
وكانت القوات الأمريكية بدأت بتغيير خطتها الدفاعية في مواجهة الهجمات البحرية للحوثيين، إذ اتبعت بشكل غير معلن خطة تعتمد على منظومات المراقبة الجوية والإلكترونية، والتحكم بمسيرات بعضها مجهّز بصواريخ جو - أرض قادرة على البقاء في أجواء البلاد لساعات طول للرصد وضرب قواعد الإطلاق، وفقا لمصادر إعلامية.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يشن الحوثيون هجمات على حركة السفن في البحر الأحمر فيما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين في حرب غزة لكن ذلك أثر على طريق يستحوذ على نحو 12% من التجارة العالمية.