جرائم الحوثي ضد نساء اليمن.. إرهاب يتجاوز الخطوط الحمراء
المليشيا استغلت اختطاف النساء للابتزاز المادي، حيث كانت ترفض الإفراج عنهن إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة
لم تترك مليشيا الحوثي الانقلابية شريحة في المجتمع اليمني دون أن يطالها الأذى والإجرام، وخلال العامين الماضيين، تجاوز إرهاب الانقلابيين كافة الخطوط الحمراء بعد الكشف عن اختطاف 157 امرأة.
ووفقا لرابطة أمهات المختطفين، المعنية بحقوق الإنسان في اليمن، فإن الأرقام المسجلة لعدد النساء اللاتي تعرضن للاختطاف والاحتجاز والإخفاء القسري من قبل مليشيا الحوثي، كان خلال عامين فقط من عمر الانقلاب الحوثي الذي اقترب من إتمام عامه السادس، وسط انتهاكات غير مسبوقة.
وذكرت الرابطة، في بيان صحفي، أنها وثقت 18 حالة من الانتهاكات الحوثية ضد النساء، تعرضن جميعهن لانتهاكات بشعة ترقى إلى الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي.
وتفاوتت أسباب الاختطافات الحوثية للنساء من حالة إلى أخرى، ففي حين تم اعتقال البعض جراء من أوساط تظاهرات سلمية مطالبة بتحسين الوضع المعيشي، تم اختطاف أخريات بسبب مناهضتهن للانقلاب الحوثي والانتماء السياسي.
وأشار البيان، إلى أن بعض الاختطافات الحوثية التي طالت النساء كانت أثناء الانتقال بين المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين إلى تلك الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وتعرضت النساء المختطفات في معتقلات الانقلابيين، لانتهاكات بشعة، تنوعت ما بين العنف اللفظي والتهديد بالاعتداء الجنسي عليهن، والعنف الجسدي وحرمانهن من التواصل مع ذويهن لإبلاغهم بتعرضهن للاحتجاز، وفقا للبيان.
وأشار إلى أن المليشيا استغلت اختطاف النساء للابتزاز المادي، حيث كانت ترفض الإفراج عنهن إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، وأخذ التعهدات عليهن بعدم المشاركة في أي فعالية مستقبلاً.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، وحسب البيان، فقد قامت المليشيا الإرهابية، باحتجاز أقارب بعضهن في حال الإفراج عنهن بمقابل مادي، إضافة إلى ذلك تعرضت النساء الموقوفات في النقاط المستحدثة على مداخل المحافظات للاحتجاز ومنعهن من السفر وتركهن في العراء أو مناطق غير مأهولة بالسكان.
وتسببت الانتهاكات الحوثية، بتعريض حياة النساء المختطفات للخطر، وذلك بعد أن قامت المليشيا بتلفيق تهم كيدية بعضها تصل للدعارة، بهدف عزلهن عن المجتمع وإطالة أمد احتجازهن.
وذكرت الرابطة، التي التقت بعدد من المفرج عنهن أو بعض أقاربهن، أن الأساليب الحوثية والمعاملة القاسية بحق النساء، تسببت في تراجع هامش الحريات ومزيد من تمزق النسيج الاجتماعي،
وأشارت الرابطة في بيانها، إلى أن المليشيا الحوثية، تواصل انتهاك العادات والتقاليد الاجتماعية المحافظة في المجتمع اليمني، وذلك باستمرار اختطاف المواطنة "خالدة محمد"، والبالغة 57 عاما، دون تهمة حقيقية موجهة إليها.
وقدمت رابطة أمهات المختطفين، الإثنين، رسالة لنائب رئيس البرلمان اليمني، عبدالعزيز جباري، تطالب فيها مجلس النواب، بتبني قضة المختطفين والمعتقلين قسرا في سجون الانقلابيين.
كما طالبت الرابطة، البرلمان بإصدار قانون يجرم الإخفاء القسري ويعاقب عليه، والتصديق على الاتفاقيات الدولية التي تناهض الإخفاء القسري، وتغليظ العقوبات لمرتكبي الجرائم التعذيب والقتل تحت التعذيب في القانون اليمني.