إن الذي دفع المليشيات الحوثية إلى طلب الدخول في حوار مع الحكومة الشرعية هو ما آل إليه أمرها من ضعف وانكسار بعد عشرات الهزائم.
رغما عنهم، اضطر الحوثيون إلى الموافقة على الخروج من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، والإفراج عن الأسرى من أبناء الشعب اليمني، ووضع الموانئ التي تمثل شريان الحياة الرئيسي تحت إشراف الحكومة الشرعية. إنه انتصار عسكري للشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حتى إن أريد تصويره على أنه جاء نتيجة "حوار سياسي".
نحن اليوم أمام مشهد اختناق إيراني، ومعه انكسار وتقهقر يصيب المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا، لتكون المعادلة اليوم واضحة جدا، إذ إن إلحاق الهزيمة بالأذرع الإيرانية في المنطقة يبدأ بخنق النظام الإيراني ماليا واقتصاديا
إن الذي دفع المليشيات الحوثية إلى طلب الدخول في حوار مع الحكومة الشرعية هو ما آل إليه أمرها من ضعف وانكسار، بعد عشرات الهزائم التي لحقت بهذه المليشيات على يد قوى الشرعية والتحالف. ويوم أمس، كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش أن قوة عسكرية قوامها خمسة آلاف مقاتل إماراتي انضمت إلى القوات اليمنية الشرعية متأهبة لتحرير مدينة الحديدة في أي لحظة كانت السبب الرئيسي في شعور المليشيات الحوثية بضغط شديد، دفعها إلى الاستسلام تحت غطاء الحل السياسي والحوار.
بينما في الوقت نفسه، وفي مكان آخر، هناك في العاصمة الإيرانية طهران، يقوم السياسيون الإيرانيون بالبكاء والعويل، بعد إعلان شركة البترول الوطنية الصينية إيقاف استثماراتها في حقل الغاز الإيراني "بارس"، وذلك بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل الحوار والتفاهمات التجارية والاقتصادية الجارية حاليا بين واشنطن وبكين. مسؤول صيني صرح يوم أمس بأن الصين تضع علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية فوق أي اعتبار آخر، في إشارة واضحة إلى تجميد العمل في حقل "بارس" الإيراني. وبذلك يكون الصينيون قد أسهموا في عرقلة مساعي النظام الإيراني الرامية إلى التخفيف من وطأة العقوبات النفطية المفروضة عليه. ولذلك فنحن اليوم أمام مشهد اختناق إيراني، ومعه انكسار وتقهقر يصيب المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا، لتكون المعادلة اليوم واضحة جدا، إذ إن إلحاق الهزيمة بالأذرع الإيرانية في المنطقة يبدأ بخنق النظام الإيراني ماليا واقتصاديا.
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة