صنعاء.. عاصمة ملغومة بأسلحة الحوثي الإيرانية
الأحياء السكنية المكتظة بالسكان في صنعاء باتت مفخخة بمستودعات حديثة النشأة للأسلحة الحوثية الواردة من إيران
كشفت العملية العسكرية النوعية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية على أهداف حوثية مشروعة، حجم الترسانة ومخازن الأسلحة الإيرانية التي لغّمتها المليشيا الانقلابية في كافة أحياء العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين منذ أواخر 2014.
ولأنها تتعامل بذهنية العصابات وليس الجيوش النظامية، لم تعد القواعد العسكرية التابعة للجيش اليمني والتي تم السيطرة عليها هي الوحيدة التي تحوي مخازن السلاح كما هو متعارف، فالأحياء السكنية المكتظة بالسكان باتت مفخخة بمستودعات حديثة النشأة.
وتتعمد مليشيا الحوثي استخدام سكان صنعاء كدروع بشرية، حيث قامت بتشييد مستودعات للصواريخ الباليستية الإيرانية والطائرات المفخخة بدون طيار، داخل مناطق مأهولة في "بني الحارث" و"سعوان" و" شعوب" و "حي الصيانة".
وقال شهود عيان في صنعاء لـ"العين الإخبارية"، إن الضربات النوعية التي شنها التحالف العربي، في وقت مبكر من فجر الخميس، على مستودعات "ذهبان "و "حي الصيانة" و"سعوان"، كانت تضم كميات واسعة من الأسلحة.
وفيما زعمت المليشيا الانقلابية أن تلك المستودعات تضم "أدوات منزلية"، أكدت مصادر محلية متعددة لـ"العين الإخبارية"، إن الغارات أسفرت عن انفجارات هائلة داخل المخازن الحوثية استمرت بعضها لوقت طويل.
وذكرت المصادر، أن المليشيا تحاول صرف أنظار التحالف العربي باستئجار مستودعات يتعارف عليها الناس بأنها مهجورة أو تضم مواد منزلية، ثم تقوم بنقل السلاح إليها ليلا وسط حراسات مشددة, خشية من رصد تحركاتها.
وكشفت المصادر، أن مستودعات "الصيانة"، شهدت خلال الفترة الماضية نشاطا ليليا مكثفا، حيث كانت المليشيا تقوم بنقل أسلحة ثقيلة من داخل سلاح الهندسة العسكرية التي يشرف عليها خبراء إيرانيون ولبنانيون من حزب الله، حيث قامت مقاتلات التحالف بدكها بـ4 غارات.
عشرات المستودعات تطوق صنعاء وصعدة
تعد "قاعدة الديلمي" الجوية، من أهم المواقع العسكرية التي تستخدمها المليشيا الحوثية كمنصة لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرّة بدون طيار صوب الأعيان المدنية داخل الأراضي السعودية، وخلال العملية الأخيرة، كانت مقاتلات التحالف تدكها بـ7 غارات مكثفة.
كما تكدس المليشيا الحوثية كميات واسعة من الأسلحة في مستودعات محفورة داخل جبال "الحفا"و" نقم" شرق العاصمة، و"عيبان" جنوبي غرب العاصمة، فضلا عن جبال "النهدين" جنوب صنعاء.
وتعرضت تلك المستودعات، خلال العملية الأخيرة للتحالف، لعشر غارات مكثفة، وسُمع دوي انفجارات لأسلحة وتطاير شظايا إلى الأحياء السكنية، وفقا لشهود عيان لـ"العين الإخبارية".
وخلال الفترة الماضية، أسفر انفجار غامض في أحد المخازن الحوثية تم استحداثه بجوار مدرسة ثانوية لإبعاد أنظار مقاتلات التحالف، عن مقتل أكثر من 20 طالبا، وفيما حاولت المليشيا تحميل التحالف العربي المسؤولية، كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن الانفجار كان من الداخل ولم يشهد ذلك اليوم وقوع أي غارات.
واعتبرت المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان، نشر مخازن الأسلحة داخل الأحياء السكنية واستخدام المدارس والمرافق الصحية كدروع بشرية بأنها جريمة حرب.
المعقل الرئيسي للحوثيين في محافظة صعدة، كان هدفا ثانيا للعملية النوعية التي شنها التحالف العربي، حيث دكت المقاتلات مخزن أسلحة في منطقة "المقاش" بـ6 غارات، فضلا عن 4 غارات على معسكر الصيفي، وسط مدينة صعدة.
وتقوم المليشيا الحوثية بنقل الصواريخ الباليستية الإيرانية، قصيرة المدى، من صنعاء إلى صعدة المحاذية للشريط الحدودي للمملكة، حتى يسهل لها شن هجمات إرهابية على جازان ونجران.
وأعلن المتحدث الرسمي للتحالف، العقيد تركي المالكي، أن العملية العسكرية التي تم تنفيذها، جاءت جاءت رداً على تهديد ميليشيا الحوثي الانقلابية، مساء الاثنين الماضي، بإطلاق 4 صواريخ بالستية منها صاروخ بالستي إيراني، و 8 طائرات بدون طيار على المملكة، باستهداف متعمد وممنهج للمدنيين.
وأكد المالكي، في مؤتمر صحفي، عقده الخميس، " أن القيادة المشتركة للتحالف في السعودية ستقطع الأيادي التي تستهدف المدنيين على أرضها من مواطنين ومقيمين"، مشددا على أنه " لن يتم التهاون مع القيادات الإرهابية من مليشيا الحوثي، ويتم متابعتها ومحاسبتها كما تم التعامل مع الهالك الصماد عندما هدد المملكة، وقام بإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه مكة المكرمة ".
وقال المالكي " المدنيين والمنشآت المدنية خط أحمر، وعلى المليشيا الحوثية أن تعي جيداً وتفهم أن الإملاءات التي تردها من الجنرالات الإيرانية في الحرس الثوري الإيراني الموجودة في العاصمة المحتلة صنعاء لن يكن لها أي جدوى بالنسبة لهم".