إنفوجراف.. خسائر الكاريبي من إعصار "إرما"
الإعصار التاريخي تسبب في خسائر مالية بالمليارات فضلا عن تحويل عدد من الجزر لأماكن غير صالحة للعيش الآدمي لسنوات مقبلة
مرَّ إعصار "إرما" بجزر الكاريبي بسرعة غير مسبوقة خلال النصف قرن الفائت، موديا بحياة أكثر من 17 شخصا، وماسحا ملامح الحياة من على وجه مساحات شاسعة من الأراضي.
فقد ضرب الوحش "إرما" الجزء الفرنسي من جزيرة سان مارتن التي تتشاطرها فرنسا مع هولندا، وكان من نصيبها العدد الأكبر من الضحايا حتى الآن؛ حيث فقدت 8 أشخاص، إضافة إلى إصابة 21 آخرين حسب أجهزة الإغاثة.
ومن أبرز ملامح الدمار أيضاً أن "إرما" محا 95% من الجزء الفرنسي من سان مارتن.
وعن قوة "إرما" قالت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية إنه "لم يسبق لطول مدة شدة الإعصار مثيل في العالم منذ أول عصر الأقمار الصناعية" قبل 50 عاماً.
وفيما يخص الجزء الهولندي، فقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه إنه لحقت به "خسائر هائلة"، خصوصاً في المطار والمرفأ، ما تسبب في عزل الجزيرة عن العالم.
ويقوم 200 جندي هولندي بالمساعدة في هذه الجزيرة من سفن قريبة، مع محاولتها إصلاح مطارها والميناء الرئيسي حتى تستطيع تلقي مزيد من المساعدات.
وأعلن جاستون براون رئيس وزراء أنتيجوا وباربودا أن الأخيرة التي يقطنها 1800 نسمة "أُبيدت بالكامل" بعد أن اجتاحها الإعصار، مصحوباً برياح بلغت نحو 300 كلم في الساعة وأوقع قتيلاً.
كما تسبب في تدمير 90% من منازلها، واقتلاع الأشجار، مقدراً حجم الأضرار فيها بـ150 مليون دولار.
وفي كوبا، وحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا لأرقام الدفاع المدني الكوبي، غادر قرابة مليون شخص منازلهم في هذه المناطق كإجراء وقائي، سواء للإقامة عند أقارب لهم في مناطق آمنة أو في ملاجئ حكومية.
وبلغت سرعة الرياح على الساحل الشرقي لكوبا نحو 95كم/الساعة، لكن الأمطار الغزيرة أدت إلى فيضانات في المناطق الساحلية في هولجين وجوانتنامو.
والخميس.. أعلنت كوبا إجلاء نحو 10 آلاف سائح معظمهم من الكنديين من منتجعاتها الساحلية، ورفعت إنذار الكوارث لأقصى درجاته، استعدادا لوصول الإعصار "إرما".
ومن المتوقع أن تتجنب هافانا الأسوأ؛ إذ تعتبر خارج نطاق الخطر حسب مسار الإعصار الحالي، لكن تم وضعها في نطاق إنذار الإعصار كإجراء وقائي.
ومن المتوقع أن يصل الإعصار إلى الساحل الأمريكي الجنوبي الشرقي، بدءاً بفلوريدا مروراً بجورجيا ووصولاً إلى كارولاينا الجنوبية، حسب المركز الأمريكي لمراقبة الأعاصير، الذي يتوقع ارتفاع مستوى الأمواج الطبيعي 8 أمتار، وحصول "فيضانات قاتلة وخطرة" خلال الساعات الساعات القليلة المقبلة.
وعبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من واشنطن عن "قلقه الشديد" إزاء الأضرار التي من الممكن أن يتسبب بها الإعصار.
وأصدرت السلطات أمر إخلاء إلزامي للمناطق الساحلية في ولايتي فلوريدا وجورجيا، موجهاً إلى ما يقارب المليون شخص.
وتعتبر جزر الباهاما محظوظة، فالإعصار "إرما" الذي اجتاح جنوب شرق الأرخبيل لم يتسبب بخسائر بشرية ولا بأضرار مادية كبيرة، بل خلف أضرارا محدودة، حسب تقييم أولي.
وقال الخبير المحلي في الأرصاد الجوية، جيفري جرين، إن الإعصار أدى إلى سقوط أشجار وانقطاع أسلاك كهربائية واقتلاع أسطح، كما تسبب بفيضانات في جزيرة إكلينز التي كانت الأكثر عرضة له.
ومن المتوقع أن تتجاوز خسائر "إرما" المادية 100 مليار دولار.