«أنا روبوت».. عندما تكمن الحرية في إيجاد الهدف
في عام 2035، أصبحت الروبوتات جزءا أساسيا من الحياة اليومية، حيث يثق الجميع بها باستثناء محقق متخوف قليلاً (ويل سميث).
سميث يحقق في جريمة يعتقد أنها ارتكبت بواسطة روبوت، وتقوده القضية لاكتشاف تهديد أكثر رعبًا للبشرية.
أخذنا مؤلف العمل إسحاق أسيموف خطوة إلى الأمام، حيث تخيل أن الروبوتات ستعمل جنبًا إلى جنب مع البشر كمساعدين، بل وربما تصبح هذه "الكائنات" ذات وعي ذاتي.
قوانين إسحاق أسيموف
تبدأ الأحداث بكلمات أسيموف، التي تشكل أساس لغز القتل في الفيلم، والأسئلة التي تُطرح كلما بدا أن روبوتًا ما قد خالف "القوانين الثلاثة للروبوتات":
لا يجوز للروبوت إيذاء إنسان، أو السماح بوقوع ضرر على إنسان.
على الروبوت طاعة أوامر البشر، إلا إذا كانت تتعارض مع القانون الأول.
على الروبوت حماية وجوده، طالما أن هذه الحماية لا تتعارض مع القانونين الأول والثاني.
في عام 2035، يتم استدعاء المحقق ديل سبونر (ويل سميث) للتحقيق في الانتحار الغامض للعالم الروبوتي الشهير ألفريد لانيغ (جيمس كرومويل).
يُفترض أن لانيغ قد قفز من شرفة مبنى شركة "يو إس روبوتس"، لكن سبونر يشتبه في وجود جريمة قتل.
تأخذ القصة شكل أفلام الشرطة الكلاسيكية التي تحب هوليوود تقديمها، حيث تتضمن سباقات سيارات مستقبلية مثيرة في المدينة، ويدور الحديث عن مواجهات شخصية، وتُسحب "شارة سبونر"، لكنه يستمر في محاولة حل الجريمة بمفرده.
على طول الطريق، يواجه سبونر مغامرات جسدية لا تُحصى، وينجح في حل لغز وفاة لانيغ بمساعدة الدكتورة سوزان كالفن (بريدجيت مويناهان).
فلسفة الصورة في الفيلم
ورغم أن القصة قد تبدو بسيطة، إلا أن العمل صيغ في إطار مثير ومشوق. من الواضح أن المخرج أليكس بروياس ومشرف المؤثرات الخاصة جون نيلسون كانا يسعيان لتقديم صور بصرية مدهشة، ولكن بروياس أعطى السيناريو رؤية جديدة للقصة القديمة بفضل الجانب "الإنساني" في الروبوتات.
الشخصية "سوني" (التي تتحدث بصوت آلان توديك) أُعطيت تفاصيل رائعة، وبرزت في تعبيرها عن الوعي الذاتي.
ونجح الفيلم بفضل تضافر أداء الممثلين مع المؤثرات البصرية، مما جعل التجربة ممتعة للجميع في السينما.
إشارات إلى حقوق الإنسان
ما قد نغفله أثناء استمتاعنا بالفيلم هو القضايا الأساسية المتعلقة بحقوق الإنسان (وربما حقوق الروبوتات أيضًا). لدينا شخصية ديل سبونر المتألمة، الذي يعتقد أن والده فقد كل ما يخصه من كرامة إنسانية عندما فقد عمله بسبب التقدم التكنولوجي، مما أدى في النهاية إلى وفاة والده.
كما فقد سبونر زوجته بسبب انشغاله في عمله. هذه الأحداث جعلته إنسانا يفقد المعنى في حياته.
ويظهر أيضاً في الفيلم حلم متكرر لفتاة محبوسة في سيارة بعد حادث، تكافح من أجل التحرر بينما تغرق في بحيرة، ويدين سبونر الروبوت لعدم إنقاذها.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز