زلاتان إبراهيموفيتش ومالديني وبيولي.. ثلاثي أعاد ميلان إلى القمة
صنع نادي ميلان الحدث، بعدما عاد إلى منصات التتويج، وحقق لقب الدوري الإيطالي للمرة الـ19 في تاريخه والأولى منذ 2011.
وكان آخر لقب يحققه ميلان بشكل عام يعود إلى 2016، حينما ظفر بالسوبر الإيطالي على حساب يوفنتوس بركلات الترجيح.
عودة ميلان إلى منصات التتويج جاءت بعد عمل استثنائي للجميع في النادي اللومباردي، لكن هناك 3 أشخاص رئيسيين ساهموا في هذه العودة، تستعرضهم "العين الرياضية" في التقرير التالي.
باولو مالديني
اعتاد باولو مالديني رفع الكؤوس في فترته الذهبية كمدافع أسطوري خلال ربع قرن في صفوف ميلان، لكن مساهمته في إنهاء صيام الفريق عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي بعد 11 عاما له مذاق خاص الآن بعد أن نقل عمله إلى مكاتب النادي.
واعتزل مالديني اللعب في 2009، وظل بعيدا عن النادي لمدة 9 سنوات قبل العودة إليه أخيرا في 2018 بمنصب مدير التطوير، وبعد عام واحد، أصبح مديرا تقنيا، ولعب دورا بارزا في قرارات النادي بفترات انتقالات اللاعبين.
وأثمر عمل مالديني عن جذب مجموعة من أبرز المواهب التي نجح المدرب ستيفانو بيولي في صقلها لتحقيق اللقب المنشود.
وبدت فرحة مالديني طاغية عند الانتصار 3-0 بملعب ساسولو مساء الأحد وحسم لقب الدوري في الجولة الأخيرة بعد صراع شرس مع الغريم إنتر ميلان.
وكانت سعادته مضاعفة بالتأكيد لأن نجله دانييل ضمن تشكيلة اللاعبين الأبطال، ليصبح ثالث فرد بالعائلة يحقق الانجاز بعد الجد تشيزاري.
وأقر مالديني بعد التتويج بأنه لم يفكر أبدا في العمل الإداري وكان يستمتع بحياة التقاعد، لكنه وافق على المهمة الصعبة لمساعدة ناديه الذي عانى لسنوات طويلة بسبب أزماته المالية والإدارية وتراجعت مكانته بعد أن كان من عمالقة أوروبا في فترة المالك سيليفو برلسكوني.
وعزز مالديني قوة التشكيلة بضم الفرنسي ثيو هرنانديز من ريال مدريد في 2019 مقابل نحو 20 مليون يورو، وتحول إلى أحد أفضل اللاعبين بمركز الظهير الأيسر في العالم حاليا، وكان ركيزة أساسية في رحلة اللقب.
كما تعاقد في نفس الصيف مع المهاجم البرتغالي رافائيل لياو من ليل، الذي أحرز 11 هدفا وقدم 11 تمريرة حاسمة هذا الموسم، ولاعب الوسط الجزائري إسماعيل بن ناصر، وكانا من أهم أسباب التتويج.
وواصل مالديني عمله الدؤوب في الموسم التالي بضم لاعب الوسط الواعد ساندرو تونالي واستعارة الإنجليزي فيكايو توموري من تشيلسي، وكانا أيضا من أبرز العناصر بالموسم الناجح.
ولم يكن مالديني مبهرا فقط في الشراء، بل تعامل بحكمة مع رحيل الحارس المميز جيانلويجي دوناروما وعوضه سريعا بخيار رائع وهو مايك ماينان الذي حافظ على نظافة شباكه في 18 مباراة.
أيضا، نال مالديني إشادة بسبب صفقاته، بجانب دور المعد النفسي إذ حفز التشكيلة الشابة بخبرته وشخصيته القيادية.
ستيفانو بيولي
ستتذكر جماهير ميلان أن رهان الإدارة على المدرب ستيفانو بيولي، الذي لم يثبت نفسه سابقا، كان وراء إنهاء الصيام الطويل وإحراز لقب الدوري الإيطالي لأول مرة في 11 عاما.
وقاد بيولي هذه المسيرة ليحصد لقبه الأول في مسيرته الممتدة على مدار 19 عاما، لكن الأمور ربما كانت ستختلف تماما إذا لم تظهر الإدارة ثقتها في المدرب في بداية محاولته للعودة إلى القمة.
وانهار ميلان بشكل غريب عقب حصد لقب الدوري الإيطالي لآخر مرة في 2011، حيث ظل مبتعدا عن الألقاب باستثناء السوبر الإيطالي في 2016، إلى جانب عدم مشاركته في دوري أبطال أوروبا.
وكانت المؤشرات الأولية متباينة بعدما تولى بيولي المسؤولية خلفا للمدرب ماركو جيامباولو في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، قبل أن يقدم أداء قويا في موسم 2019-2020 ويعود للمشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي.
ورغم ذلك بدا أن بيولي سيفقد منصبه قبل موسم 2020-2021 حيث كان الألماني رالف رانجنيك مدرب مانشستر يونايتد السابق مرشحا بقوة لتولي المسؤولية.
لكن باولو مالديني المدير الرياضي في ميلان قرر في المقابل منح بيولي الفرصة لتمديد التعاقد، وكشف أنه شعر أن رانجنيك "ليس المدرب المناسب" لهذا النادي.
بيولي أعاد ميلان إلى القدرة على المنافسة دون إنفاق مبالغ ضخمة وبالحفاظ على البساطة في التعامل مع الأمور.
وساعد وجود مزيج بين اللاعبين الشبان مثل المدافع فيكايو توموري، ولاعبين آخرين من أصحاب الخبرة مثل زلاتان إبراهيموفيتش وأوليفييه جيرو، في ارتقاء ميلان إلى المستوى التالي خلال هذا الموسم.
زلاتان إبراهيموفيتش
"عدت حتى يستعيد ميلان بريقه"، بهذه الكلمات، فسر السويدي زلاتان إبراهيموفيتش قراره بالعودة لقيادة هجوم ميلان في عام 2020.
ميلان قبل عودة زلاتان إبراهيموفيتش كان يعاني بصورة واضحة، حتى إنه تلقى خسارة مذلة في ديسمبر/ كانون الأول 2019 على يد أتالانتا بخماسية دون رد.
ولكن، تبدلت الأحوال مع عودة السلطان زلاتان إبراهيموفيتش من جديد لميلان في حقبة ثانية بعد فترة أولى استثنائية بين 2010 و2012، شهدت قيادته الفريق لتحقيق الدوري والسوبر الإيطالي.
وبالفعل، نفذ زلاتان إبراهيموفيتش وعده، وبعد سنتين على عودته، قاد ميلان لتحقيق لقب الدوري الإيطالي لأول مرة بعد غياب 11 عاما، وذلك وهو في سن الـ40 عاما.
واستفاد ميلان كثيرا من شخصية إبراهيموفيتش القيادية داخل غرفة خلع الملابس، علما بأنه لم يشارك في الكثير المباريات هذا الموسم بسبب الإصابة، لكنه دوره المعنوي والنفسي كان مهما للغاية باعتراف أبرز نجوم الفريق.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز