«إيغاد» تنتزع التزاما من طرفي حرب السودان.. ضوء أخضر لحل سلمي؟
في قمة شهدت مشاركة دولية واسعة، انتزعت الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» التزاما من طرفي حرب السودان، بالاجتماع الفوري والاتفاق على وقف الأعمال «العدائية».
والتأمت يوم السبت، في جيبوتي، قمة استثنائية، لرؤساء الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»، لبحث إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تلك القمة قال عنها سكرتير «إيغاد» ورقني قبيهو، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس» (تويتر سابقا)، إنها حققت نتائج وصفها بـ«الناجحة»، مشيرا إلى أنها حصلت بشكل فعال على التزام من المتحاربين السودانيين بالاجتماع الفوري والاتفاق على وقف الأعمال العدائية.
نتائج اعتبرها سكرتير «إيغاد» بمثابة خطوة حاسمة في تلبية تطلعات الشعب السوداني، معربًا عن تقديره لـ«المناقشات البناءة والتوجيهات بشأن معالجة النزاع في جمهورية السودان».
فماذا تمخض عن اجتماعات «إيغاد»؟
بحسب وسائل إعلام محلية، فإن اجتماعات «إيغاد» أقرت توسيع الآلية المشتركة بضم أطراف إقليمية ودولية لتكون بديلا عن آلية «إيغاد» الرباعية المخصصة لحل الأزمة.
وفيما ناقشت الاجتماعات تعيين مبعوث خاص لـ«إيغاد» للتنسيق مع المبعوث الأفريقي لقيادة الآلية، دعمت الخارطة الأفريقية المكونة من 6 نقاط والتي اقترحت في وقت سابق لحل الأزمة السودانية.
وتشمل الخارطة الأفريقية وقف إطلاق نار دائم، وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح، وإخراج قوات الطرفين إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم، إضافة إلى نشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة.
كما تتبنى خطة تدمج بين رؤية منبر جدة ومقترحات «إيغاد»، والتي تقود إلى إجراءات لوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية تفضي لانتقال السلطة إلى المدنيين.
حلول سلمية
في كلمته أمام قمة «إيغاد» قال، رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، إن أولويات الحل السلمي للأزمة تتمثل في تأكيد الالتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار، وإزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية، ثم إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية.
وأوضح قائد الجيش السوداني أن توقيع إعلان جدة للمبادئ الإنسانية كان فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة السودانية سلمياً، «لو التزمت قوات الدعم السريع بما جرى التوقيع عليه»، مشيرًا إلى أن «أبواب الحلول السلمية لم تغلق ونرحب بكل الجهود لوقف إراقة الدماء».
وأشار إلى أن «القوات المسلحة تقوم بواجبها الدستوري والقانوني والأخلاقي في حماية البلاد وشعبها»، زاعما أن قوات الدعم السريع «خالفت إعلان جدة، وتوسعت في السيطرة على المزيد من المرافق العامة والمستشفيات ومنازل المواطنين، وتحويلها لثكنات عسكرية»، حسب قوله.
وحذر من «التدخلات الخارجية في أزمتنا الحالية، بتواصل إمدادات السلاح من داخل وخارج الإقليم بل من خارج القارة»، مؤكدا ضرورة «حماية سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في شؤون البلاد الداخلية».
وشدد على أن «قضية وجود جيش وطني واحد يحتكر السلاح واستخدام القوة العسكرية هي مسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها»، مؤكدا أن «حمل السلاح وشن الحرب على الدولة لا يمكن أن يكون وسيلة للحصول على امتيازات سياسية غير مستحقة، وأن الوصول إلى السلطة لا يتم إلا عن طريق الانتخابات».
وطالب البرهان بـ«إعمال مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب على الفظائع غير المسبوقة، لأنه السبيل الوحيد لعدم تكرارها وتحقيق العدالة».
ولم تكشف «إيغاد» عن هوية ممثل قوات الدعم السريع في القمة، أو تزيح الستار عن فحوى كلمته، أو أية تصريحات منسوبة إليه.
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز