منظمة الهجرة تحتفي بمهاجرات واجهن كورونا بإيجابية
يحتفل العالم باليوم العالمي الثاني للمرأة خلال جائحة (كوفيد-19)، وكانت النساء المهاجرات، وما زلن يعملن في الخطوط الأمامية لمواجهتها.
وتبذل النساء أنفسهن لدعم مجتمعاتهن كطاقم رعاية صحية وعلماء وأساتذة ومقدمات خدمات، ويعمل العديد منهن في الخدمات الأساسية، كما يعملن على تماسك الأسر والمجتمعات معًا لمواجهة التهديد بالانهيار الذي تواجهه شبكات الأمان المجتمعية.
وفي هذا اليوم العالمي للمرأة، تشيد المنظمة الدولية للهجرة (IOM) بالقيادة النسائية خلال استجابة (كوفيد-19) حيث تواصل النضال من أجل عالم أكثر عدلاً ومساواة.. ونشر الموقع الإلكتروني للمنظمة بعضا من قصص النجاح:
أصوات من اليونان
"زهرة. م" و"سكينه. ر"، امرأتان ولدتا وترعرعتا في إيران لأبوين أفغانيين، وتعيشان اليوم في مخيم للمهاجرين في اليونان، وقررتا أخذ زمام المبادرة في تنفيذ الأنشطة التعليمية.
وتقول السيدتان: "في البداية بقينا في المنزل لم نكن نعرف ماذا نفعل، اتبعنا البروتوكولات الصحية ولكن مع مرور الوقت، قررنا خلق بيئة تعليمية وترفيهية لأطفالنا، فنقوم بتدريس اللغة الإنجليزية للمبتدئين ونشعر بالسعادة والفخر لأننا تمكنا من خلال هذا الوضع الصعب من الاعتماد على نقاط قوتنا والمساهمة في دعم مجتمعنا".
وبدعم من فريق المنظمة الدولية للهجرة في الموقع، أسست "زهرة، وسكينة" فصولًا يدرس بها نحو 30 شخصًا يعيشون في المخيم حول مواضيع مثل اللغة الإنجليزية والفارسية والرياضيات والحرف اليدوية، مع اتباع إرشادات الصحة والسلامة الخاصة بـ(كوفيد-19).
وبالإضافة لهذه التجربة، توجد تجربة "فاطمة. هـ"، والتي تبلغ من العمر 29 عامًا وأم لثلاثة أطفال ولدت في باكستان، وهي أيضًا من مهاجرين أفغان، وتعيش هي أيضًا في مخيم باليونان مع ابنها البالغ من العمر 9 سنوات، وفي هذه الأثناء تعيش ابنتها، 15 عامًا، وابنها الآخر، 12 عامًا، في مأوى في ألمانيا.
وتؤمن فاطمة بأن "النساء هن قادة عالمهن" وترى نفسها كقائدة لأنها قادرة على "توجيه أسرتها لمساعدتهم على إنشاء قصص نجاحهم الخاصة".
وعندما كانت تبلغ من العمر 13 عامًا، أخبرتها عائلتها أنها مضطرة لترك المدرسة لتتزوج، وعلى الرغم من أنها لم تستطع منع هذه النتيجة، فإنها كانت تعلم أنها يمكن أن تمنع حدوث نفس الشيء لابنتها.
وتقول: "لم أستطع ترك ذلك يحدث، هذه المرة، تمكنت من فعل شيء حيال ذلك، فقد قررت الانتقال إلى أوروبا مع أطفالي".
وتضيف: "على الرغم من أنني كنت أعرف أنه سيكون طريقًا صعبًا وخطيرًا للغاية، و لم أكن متأكدًة من أننا سنحقق ذلك، كان علي أن أقوم بالمحاولة، ثم شعرت في تغيير حياتي".
وبدأت فاطمة الدراسة عبر الإنترنت، وقراءة الكتب، وأخذ الدروس في المخيم، و لديها الآن دبلوم في اللغة الإنجليزية، وبفضل تشجيع موظفي المنظمة الدولية للهجرة، بدأت العمل كمترجمة في المخيم.
وهي الآن قادرة على تقديم النصائح والأفكار إلى النساء حول كيفية التصرف خلال هذه الفترة، والتأكد من أن أطفالهم يتابعون فصولهم الدراسية، وإبقائهم مستمتعين في المنزل.
لم تر فاطمة ابنتها أو ابنها منذ فترة طويلة، وبينما كان الفراق أكثر صعوبة وسط جائحة (كوفيد-19)، فإن أكثر ما يهمها هو أن يعيشوا بأمان وأن يكونوا أحرارًا في اختيار طريقهم في الحياة.
أصوات من ليبيا
وفي جميع أنحاء العالم، كانت هناك قصص عديدة لنساء مهاجرات عملن على ضمان أن مجتمعاتهن على علم جيد بالتدابير الصحية المفروضة بسبب (كوفيد-19 )، ومنهن بطلة إحدى القصص في مخيم المهاجرين بليبيا.
"نهى. م"، سودانية وصلت إلى ليبيا منذ 26 عامًا، وتمكنت من مقابلة المهاجرين السودانيين الشباب في أماكن مفتوحة، وفقًا للوائح الصحية، للمساعدة في مكافحة مشاعر العزلة المرتبطة بالوباء.
وتقول: "عبر الكثير منهم الصحراء والبحر، ورأوا أحبائهم يموتون، حتى لو لم يكن لدي أي شيء أساعدهم به، جلست وأستمع. لقد تحدثت معهم، وأوضحت أن ذلك جعلنا نشعر بأننا معًا ولسنا بمفردنا".
كما تمكنت من مساعدتهم على إعادة التواصل مع عائلاتهم، وتعتقد نهى أنه ليس أمام المرأة خيار سوى أن تكون استباقية عند مواجهة المواقف الصعبة.
وبالمثل، وصفت "أوريلي. أ" ، وهي مهاجرة من بنين، كيف أنه نجحت في التغلب على ضغط المجتمع عليها للبقاء في المنزل والالتزام الصمت، وساعدت في إنشاء مجموعة "واتس آب"، لتقديم الدعم العاطفي للمهاجرين، وتشعر أن مجموعتها تخلق مساحة للتعبير عن الذات أثناء الوباء على الرغم من التباعد الجسدي.
و في هذه المجموعة ، تشارك النساء كل شيء، من دروس الطبخ إلى إرشاد بعضهن البعض خلال الولادة.
وتقول: "بدأ اسمي ينتقل بين المجتمعات الأخرى في غرب إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى ، لطلب المساعدة والدعم".
ومن خلال مبادرتها، تواصلت مع المنظمة الدولية للهجرة ورفعت الوعي حول الاحتياجات المختلفة للمجتمعات المختلفة التي كانت تدعمها للتغلب على هذه الأوقات العصيبة.
وبالإضافة إلى توفير الدعم الاجتماعي والعاطفي، قامت النساء المهاجرات أيضا بسد الفجوات الملموسة التي كانت ضرورية للسلامة العامة للجميع، ومن هؤلاء تجربة فيدا المهاجرة من غانا.
وتذكر فيدا أنها "تعلمت كيفية صنع الأقنعة الواقية عندما كنا في أشد الحاجة إلى الأقنعة ولا يستطيع الكثيرون تحمل تكلفتها".
وبعد نجاح مبدئي، وعلى الرغم من أن النساء لا يجازفن في كثير من الأحيان بمفردهن، فقد ذهبت بشجاعة إلى منطقة وسط المدينة لشراء المزيد من مواد التصنيع والحياكة، وصنعت الكثير من الأقنعة بحيث يمكن توزيعها بانتظام على المحتاجين.
aXA6IDMuMjEuMTU5LjIyMyA= جزيرة ام اند امز