ماكرون إلى المغرب.. دلالات الزيارة وانعكاساتها المحتملة
حاملاً معه توجهات جديدة لتعميق التعاون مع المغرب، يحط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، رحاله في المغرب، في زيارة هي الثالثة من نوعها منذ انتخابه رئيساً للبلد الأوروبي.
زيارة دولة تدوم ثلاثة أيام يُرافق فيها إيمانويل ماكرون زوجته بريجيت ماكرون، ووفد كبير يشارك فيه ما لا يقل عن تسعة وزراء بينهم وزير الداخلية برونو ريتايو، إضافة إلى العديد من رجال الأعمال الفرنسيين ومنتخبين، إلى جانب شخصيات فنية وثقافية ورياضية.
وتشكل هذه الزيارة، بحسب خبراء وجامعيين مغاربة، فرصة لتعميق التعاون بين البلدين، كما أنها فرصة لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين، في سياقات خاصة وجديدة.
زيارة محورية
ولكونها تأتي بعد ثلاثة أشهر من الإعلان التاريخي لفرنسا بدعمها سيادة المملكة المغربية على الأقاليم الجنوبية للمملكة، فهذه الزيارة -بحسب الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة محمد بودن- ستكون «نُقطة تحول محورية وحاسمة في العلاقات بين البلدين للعقود الثلاثة القادمة».
وأوضح بودن، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن هذه الزيارة وسياقاتها تجسد التزاما بين البلدين بدعم المصالح الحيوية للبلدين والمشتركة بينهما، كما أنها فرصة لإعادة تأكيد فرنسا على موقفها الأخير الواقف إلى جانب المغرب في ملف الصحراء، واصطفافه للشرعية الدولية بالاعتراف بسيادة المملكة على كامل ترابها.
سياقات متعددة تأتي فيها هذه الزيارة، وأهمها تعدد اللحظات القوية بين البلدين، وآخرها تخصيص العاهل المغربي الملك محمد السادس حيزا مهما من خطابه أمام غُرفتي البرلمان لشُكر فرنسا على موقفها بشأن الصحراء المغربية، ما يُعزز مظاهر الصداقة بين البلدين.
أما عن خطاب ماكرون المتوقع أمام البرلمان المغربي فهذا يعكس عمق العلاقات بين البلدين، لأنه بحسب بودن تقليد معمول به على مستوى الأعراف الدولية في زيارات الدولة الكبرى.
وبالإضافة إلى موضوع الصحراء المغربية، فالزيارة تحمل -أيضاً- دلالات أخرى، تعززها الاتفاقيات المزمع توقيعها بين البلدين، خاصة تلك المتعلقة بالجانب الاقتصادي والنجاعة الطاقية، أي أن البلدين يسعيان إلى بناء شراكة استراتيجية ومثمرة، بحسب بودن.
تبادل المصالح
في السياق نفسه، قال المحلل السياسي محمد شقير، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن هذه الزيارة تشكل محطة لتعزيز الشراكات الثنائية بين البلدين، أي تبادل المصالح في العديد من المجالات الاستراتيجية، سواء الأمنية والعسكرية أو الاقتصادية، أو حتى قضايا الهجرة وغيرها من الملفات التي تجمع البلدين.
وأوضح المحلل السياسي محمد شقير أن الزيارة تشمل مباحثات حول تعزيز الشراكة في مجالات عسكرية واستراتيجية، منها اقتناء المغرب أول غواصة في تاريخه العسكري إلى جانب طائرات هليكوبتر متقدمة.
وأشار إلى احتمالية ضخ استثمارات فرنسية في الأقاليم الجنوبية، في ظل المنافسة الاقتصادية المتزايدة من دول أخرى.
وبحسب المحلل السياسي، فإن الزيارة تعكس اهتماما فرنسيا واسعا، يظهر من خلال الوفد الرسمي المرافق للرئيس ماكرون، متوقعا توقيع اتفاقيات متعددة تشمل قطاعات البنية التحتية والطاقة والنقل، بما فيها مشروع القطار فائق السرعة، مما يعزز أفق التعاون الاقتصادي بين البلدين ويفتح آفاقا جديدة للنمو المشترك.
وأشار إلى أن هذا التعاون الاقتصادي تعززه طبيعة الأحداث والتظاهرات الدولية التي سيحتضنها المغرب في قادم السنوات على غرار كأس العالم 2030.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4yNiA= جزيرة ام اند امز